(الاردن "بين عامين) صمام أمن وأمان لكل الاوطان
مما لا شك فيه ان عام 2013 الذي عشناه في عالمنا العربي كان عاماً صعباً بأمتياز في العديد من الاقطار العربية وخاصة في الدول العربية الشقيقة والجارة للاردن وهذا من (خيرات الربيع العربي المزعوم الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكيه له تحت مسمى شرق اوسط جديد) هذه التبعات لديمقراطية الربيع العربي للاسف الشديد لم تنعكس على شعوبها بالخيرات والبركات بل جاءت بالقليل من الانجازات التي تحققت لهذه الشعوب عبر عقود وبغض النظر عن سيئاتها وأيجابيتها مقابل تحقيق القليل على صعيد حرية التعبير وتحقيق الانسان لذاته حسب اعتقاده بالخروج للشوارع والساحات والميادين لأيصال الرسائل للأنظمة والحكام المتعلقة بنيل الحقوق والحريات.
قد يكون الجميع فهم الربيع العربي كل على طريقته وبغير اهدافه ومضمونه سواء من قبل الشعوب او الانظمة الحاكمة مما اوقع الضرر الاكبر والاخطر على اهم محور وأهم هدف لهذا الربيع وهو (الانسان العربي وكرامته) فالعالم العربي في غالبه يمر في حالة هشة من الامن والامان في معظم الدول التي عانت من الربيع العربي الا من رحم ربي وقد يكون الاردن الوحيد والحمدلله الذي نجى من اثار هذه العواصف التي أحدثها ربيع الحرية العربي المزعوم وهذا لم يتأتى لولا تفهم القيادة الهاشمية الحكيمة بمطالب الشعب الاردني فبعد مرور ما لا يقل عن اربع سنوات على بدئ الربيع العربي لا نرى منه الا مزيداً من القتل والدمار في كل مكان أصبح الانسان وللأسف ارخص ما يكون يقتل ويسحل ويمثل فيه دون اي وازع من الضمير حتى ان الكثيرين من القتلى في معظم هذه الدول لا يدفنون يبقون في الشوارع لا يحصلون على الكرامة حتى في اخر لحظات حياتهم فلا مكان لدفنهم ولا اعتبار لكرامتهم والجميع يعرف ان أكرام الميت دفنه .
في مصر بلد العروبة وأكبر البلدان العربية تنتهك حقوق الانسان وحريته فترى فريق يطالبون بالحرية والديمقراطية وفي نفس الوقت ينقّضون عليها ويقتلون بعضهم عندما لا تتمشى مع مصالحهم الشخصية والفئوية والكل يقول انها أرادة الشعب فهل يريد الشعب قتل بعضه بعضاً وتكون الديمقراطية بقتل النظام للشعب او العكس...فمن القرارات الخاطئة للنظام المؤقت الحالي في مصر مع نهاية عام 2013 أعتبار(جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية) هذا القرار الجائر والمتسرع قد يحدث حالة من الاحتقان ومزيد من التفرقه والقتل في الشارع المصري المنتفض اصلاً قبل الأطاحة بنظام حسني مبارك والذي سيتسبب بقتل المزيد من المصريين ومن الطرفين وقد يكون عائقاً امام الاستفتاء على الدستور الذي استفتي عليه اكثر من مرة بعد ثورة ما يسمى ب 25 يناير.
وفي سوريا حدث ولا حرج أبادة جماعية للجنس البشري الكل يقتل بأبشع الصور وقصف مستمر ودمار شامل في البنية التحتية وبدعم دولي من قبل بعض الدول المؤيدة للنظام الأسد الحاكم فالقتلى بالالأف والجرحى كذلك واكثر من 3مليون لاجىء خارج سوريا و5 مليون نازح داخل سوريا وكأن الدولة حدث فيها زلازل وكوارث طبيعية او تذكرنا بقنبلة هيروشيما على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. اضافة الي تشريد الملايين كلاجئين ونازحين ومشرّدين وقد تلوح في الأفق بوادر حل الأزمة وأنهاء الصراع في العام الجديد2014 للوضع السوري المتأزم خاصة بعد انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد وقرب عقد مؤتمر جنيف 2 الذي ينتظر الجميع نتائجه وقد يحدث بعض الانفراج الذي ينعكس لمصلحة الشعب السوري.
وفي لبنان الأرز الذي يعيش باكثر من نظام سيادي في الدولة واكثر من فريق نرى فيه الاغتيالات الشخصية من خلال عودة الانفجارات على الساحة اللبنانية وتصفية الحسابات ونشر الفتنه الطائفيه بين ابناء البلد الواحد والتي راح ضحيتها الكثير من الضحايا وأخرها اغتيال الوزير السابق محمد شطح و6 من المواطنين الأبرياء وقد يكون عام 2014 عليه يشهد حالة من عدم الاستقرار على الساحة اللبنانية لتشهد المزيد من اغتيال الشخصيات القيادية وقتل وزرع الفتنه بين أبناء البلد لا قدر الله اذا بقي الحال عما هو عليه دون الجلوس على طاولة الحوار وتوحيد الصفوف.
ولا ننسى العراق منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين لم يشهد حالة من الأمن والاستقرار بل زاد الاحتقان الطائفي والفتنه بين جميع مكونات الشعب العراقي فيعتبر العراق ارض خصبة للتنضيمات الارهابية والميلشيات المسلحة في مختلف انحائه والتي زادت مع نهاية العام المنصرم بحيث تسببت بوقوع التفجيرات والاغتيالات بشكل شبه يومي لقتل المئات بل الالاف من المواطنين الابرياء من جميع مكونات الشعب العراقي اضافة الى وجود مسيرات واعتصامات مطالبه في الاصلاح والعدالة في اغلب محافظات العراق والتي لم تستجيب لها حكومة المالكي حتى الان مما يزيد في حالة الاحتقان وعدم الاستقرار.
وفي السودانين نرى ما يحدث لدولة جنوب السودان مع نهاية هذا العام لا يبشر بالخير على شعب جنوب السودان وكأن الامور تتهيأ الي سودان ثالث وهذا ما تريده السياسية الخارجة للدول الكبرى تقسيم الدول العربية الي عدة دويلات...ففي جنوب السودان سقط العديد لا بل الالاف من الابرياء بين قتيل وجريح جراء حركة التمرد التي فشلت بقيام محاولة انقلابية فاشلة هدفها التنازع على السلطة والامور تنذر بوقوع المزيد من القتل والدمار للشعوب الفقيرة في جنوب السودان بسبب الصراع على السلطة.
والحديث يطول ان تعمقنا فهناك تونس واليمين وليبيا تشهد حالة من عدم الاستقرار وعدم الأتفاق والتشتت وعدم توحيد الصفوف وتشهد كل من اليمين وليبيا وبالرغم من عقد حلقات الحوار بين المختلفين لتقريب وجهات النظر الا اننا تلحظ حلقات مستمرة للعمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين الأبرياء
كل هذه الدول عاشت اوضاع غير مستقرة منذ ان بدأت رياح الربيع العربي تعصف بالمنطقة.
ومن بين دول الوطن العربي الكبير والذي تعرض لعواصف الربيع العربي "الاردن" لكنها قدرة الله سبحانه وتعالى ان هذا البلد لم تؤثر عليه هذه الامواج العاتية لتي انهارت بسببها دول واخرى على طريق الانهيار.. بل زادت في تماسك شعبه وتوحيد صفوفه بفضل وعي وثقافة الشعب الاردني وحكمة قيادته الهاشمية فكانت رياح هذا الربيع في الاردن والحمدالله كانت رياحاً هادئة زادت من الاردن قوة ومنعة ومتانة وهي حكمة ألهية وبقدر من الله سبحانه ليكون الاردن موطن الاحرار والملاذ الامن لكل الذين شردوا وخرجوا من بلدانهم من دول الجوار ليعيشوا بلأمن والاستقرار الذي لم يعيشوه في أوطانهم هذا الوضع المستقر الامن لم يكون لولا تكاتف القيادة الهاشمية الحكيمة التي رايناها كيف استجابت لمطالب الشعب في تنفيذ حزمة من الاصلاحات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وقرب هذه القيادة النادرة في عالمنا العربي من الشعب وتلمس حاجاته وهذا الدور الذي لمسناه لجلالة الملك اثناء العاصفة الثلجية التي مرت بالبلاد حيث كان يشرف بنفسه على ايصال المساعدات والطرود للأسر الاردنية التي حاصرتها الثلوج وبتكاتف وانسجام هذه القيادة الحكيمة مع الجيش العربي القوات المسلحة التي تعتبر انموذجاً يحتذى في المنطقة وهو الرديف الاول للحكومة في تقديم خدماته للشعب عند تعرضه للازمات الصعبة وبتفهم الشعب لما يجري في المنطقة وأخطار ذلك على هيبة الدولة من هنا جاء هذا الانسجام الثلاثي القوي بين القيادة والجيش والشعب ليشكلوا مع بعضهم درع قوي ومنيع لحفط امن الوطن باعتبار المنظومة الامنية هي صمام الامن والامان لديمومة الاردن بلداً قوياً في وجه التحديات ليبقى الاردن الصمام الرئيسي لأمن العرب والمكان الامين لكل من يدخله جراء هذه الحروب التي فتكت بشعوبها بسبب عدم تفهم انظمتها وحكامها بمصالح وأرادة شعوبها.
واخيرا اللهم اجعل هذا البلد امناً مطمئناً وارزق اهله من الثمرات واجعل عام 2014 عاماً خيّراً وسلاما على الاردن واحفظ قيادته الهاشمية وجيشه وشعبه انه نعم المولى ونعم النصير