مصطفى الشبول
كم تعبنا ونحن نتعلم قوانين العلوم والفيزياء ومعادلات الكيمياء والأحياء، والنظريات الرياضية التي أكلت وشربت معنا،وأخذت من عيوننا وأجسامنا النوم الجميل ، فقانون نيوتن،ونظرية فيثاغورس،ونظرية داروين ...وغيرها كانت تحرمنا أجمل التعاليل وأحلى السهرات وحضور التلفاز ، ليس فقط ونحن ندرسها،بل خوفا من أن يقوم احد الموجودين محاولاً أن ينكد علينا سهرتنا ويسأل عن تعريف إحدى النظريات ، ليتركنا مكتوفي الأيدي ومربوطي الألسن أمام تلك الأسئلة .
لكن هناك معادلات مختلفة ، ومجالاتها واسعة ، وتجد في سماعها المتعة والجمال ، فمنها السياسية ومنها الشرعية،فمثلاً عندما تقول المعادلة الشرعية، (بأنك إذا وجدت فقير في مكان ما، فأعلم أن هناك مانع للزكاة) ، و يقابلها بالسياسية معادلة تقول : (إذا رأيت فقير فأعلم أن هناك لص وحرامي ) ، فهل يا ترى بإمكاننا إحصاء أعداد الفقراء في بلادنا،لنعرف بالمقابل مانعي الزكاة واللصوص ؟ ،دعونا نجمع أعدادهم ونقول أن سبب فقر نصفهم بسبب مانعي الزكاة، والنصف الآخر بسبب اللصوص ، فكم يا ترى سيكون عدد اللصوص في بلادنا......؟
ولقد قال بعض السياسيون ( اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك ،كما يحبونك عندما تتسلمه) فكم تفاءل المواطنون عند تولي الحكومة الأخيرة للرئاسة، لكن وللأسف الشديد قابلت الحكومة هذا التفاؤل برفع أسعار الكهرباء ورفع المشتقات النفطية ،ورفع لقمة طعام المواطن ومشاركته فيها ، فلقد صدق العالم أفلاطون عندما قال ( أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشراراً ).
اللهم أبعدنا عن السلطة حتى لا نصبح أشراراً ........