الأمير الحسن يدعو إلى استراتيجيات فوق قُطرية لخلق جو للسلام والاستقرار
المدينة نيوز- قال سمو الأمير الحسن بن طلال إنه آن الأوان لكي تلتقي القواسم الإقليمية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا بالقواسم العالمية، في سيرورة شاملة تنهض بالإنسان وكرامته وتؤسس لمستقبل آمن للأجيال المقبلة.
وأكّد سموه خلال كلمته التي ألقاها أمام حشد من طلبة وأساتذة جامعة "ويليام وماري" بولاية فيرجينيا الأمريكية الخميس الماضي، بحضور الأميرة ثروت الحسن، أن التعليم في القرن الواحد والعشرين يتطلب أن نشجع الطلبة على أن يكونوا شركاء في تنميتهم التعليمية ، فالتعليم لا يَحْدثُ في فراغ، وإنما يكون داخل السياقات الدينية والثقافية والاقتصادية والإجتماعية للمجتمعات؛ مشيراً إلى أنه يجب ألا يكون التدريب من أجل التوظيف أو اكتساب المهارات فقط، وإنما أيضاً من أجل المواطنة.. فالوقت مناسب الآن لإعادة فحص تقنيات التعليم التقليدية وتطوير أساليب جديدة.
وشدّد الأمير الحسن في خطابه الذي حمل عنوان "الاستقرار في غرب آسيا: المدى القصير أم رؤية للسلام" على عالميّة "القاعدة الذهبية" في التعامل بالمثل، والتي نجدها في ديانات العالم الكبرى منذ أقدم الأزمان، وتؤكد أنه يجب على الإنسان أن يتمنى للآخر ما يتمناه لنفسه.
وأكد سموه على الحاجة إلى استراتيجيات فوق قُطرية لخلق جو للسلام والاستقرار في المنطقة من خلال المحافظة على المصادر الطبيعية والإنسانية وعدم استنزافها؛ مشدداً على أهمية الاستثمار في الإنسان وأمنه وكرامته.
من جهة أخرى، التقى الأمير الحسن في "مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين"، بواشنطن، مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين بالشرق الأوسط، حيث أكّد سموه ضرورة بناء مفهوم للسلام، ووضع رؤية إقليمية بشأن سياسة أصيلة لمستقبل غرب آسيا.
كما بيّن سموه أنه لا بدّ من مواجهة محاولات تسييس الديانات بالعودة إلى المعايير الإنسانية المشتركة؛ مشدداً على ضرورة إعطاء المجتمع المدني دوراً رئيساً في القضايا الاجتماعية الأساسية، بحيث لا يكون منقسماً على طول الخطوط العرقية والدينية والطائفية وغيرها.
وقال سموه إنه من المهم إيجاد مجتمعات الكفاءة التي تضمن المناخات الإيجابية للمواهب والخبرات في المنطقة، وتحافظ على الرأسمال الإنساني الذي هو أساس التقدم.
وأشار إلى أن التمكين القانوني للفقراء هو ركن أساسي من عملية النهوض بالمجتمع الإنساني وأمنه وتقدمه.
وقال الأمير الحسن إنه آن الأوان، في سياق غرب آسيا، للتقدّم نحو المشاريع فوق القُطرية، وبرامج التشاور الإقليمي التي تنظر في وضع برامج لتعزيز الأمن الإنساني، وتحصّن الإنسان ضدّ مجالس الخوف وصناعات الكراهية.