محمود .. قهر الظروف وبات رفيق الكرسي

المدينة نيوز - سهير بشناق -  أمضى الشاب محمود... جل حياته في دار رعاية اجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية .

حرمتة الحياة والظروف من الأسرة الطبيعية (...) ، وبعد ان احس بريعان الشباب ووصل الى حكمة عامه ال 24 ؛ لم يكن يعلم انه سوف ينهي بقية حياتة على كرسي متحرك اثر حادث سير تعرض له .

حكاية الشاب محمود ...، قصة عن ما يعنيه التحدي عندما يكون لواقع وظروف اجتماعية فرضت علية وليس له ذنب بها سوى انه كان الضحية ، إذ انه كغيره من اطفال المؤسسات الاجتماعية دخلها وهو طفل رضيع لا يعرف أبويه (...) وقضى سنوات طفولته وشبابه بها بدعم من وزارة التنمية المشرفة على رعاية هذه الفئات .

لكنه رغم هذه الظروف الصعبة اكمل تعليمه بدعم من الوزارة وتخرج من احدى كليات الفندقة يجيد فن الطهي فعمل في احدى الفنادق وحلم كاي شاب بالزواج وبل جسد حلمة إلى واقع إذ يستعد إلى إتمام زواجه خلال الأيام القادمة . .

وسعى الشاب محمود .. الى تحقيق هذه الغاية من خلال العمل الشريف المنتج فقام باستئجار منزلا بعد ان وجد الفتاة التي شاركته ايضا بظروفها الاجتماعية الصعبة ليتحديا اوضاعهما الصعبة ويعملان على تحقيق اسرة لم ينعما بها طوال حياتهما في دور الرعاية. وقبل عامين واثناء خروج محمود من مكان عمله تعرض لحادث سير أقعده طوال عمره ، وبدلا من ان يعود لخطيبته ماشيا على قدميه عاد على كرسي متحرك سيلازمه مدى الحياة.

شاب في مقتبل العمر كانت تنتظره، حلم بها... حياة مختلفة عن ما عاش به ؛ لم تحول اية مصاعب والآلام من الحد من هذه الأحلام ،لكنها لم تكتمل لان محمودا لم يعد يعمل.

فقد وظيفته لكنه لم يفقد الأمل الذي أصبح املأ ناقصا محملا بحزن كبير يعتريه كلما شاهد نفسه على كرسي متحرك . قصة محمود تحمل بطياتها حزن كبير ليس لانه تعرض لهذا الحادث المؤلم فحسب بل لان ظروف حياته لم تمنحه السعادة الحقيقية التي يعيشها كل إنسان لمجرد انه يعيش في أسرة بين أفرادها من ام واب واخوة ... والحزن يستمر معه لأنه أصبح بلا وظيفة ويعيش فقط من راتب الضمان بعد ان رفضت جهات عديدة لها علاقة بمهنته من توظيفه لانه مقعد (....) .

من جهتها قالت مستشارة وزيرة التنمية الاجتماعية لشؤون الاحتضان هيا ياسين ان : وزارة التنمية الاجتماعية ، تعتبر اطفال دور الرعاية التي جاءوا اليها بسبب قسوة ظروفهم الاسرية ابناء لها تستقبلهم وهم اطفال الكثيرين منهم يكونون حديثي الولادة وتراعاهم في مراحل حياتهم المختلفة .وكشفت :لا ينتهي الامر عند حدود دور الرعاية، فبعد ان يخرجوا منهم تساعدهم على استكمال تعليمهم وتسعى في كثير من الحالات الى توظيفهم ومتابعة شؤونهم .

وعن حالة محمود... قالت ياسين : انه شاب متفتح الذهن ولديه اصرار على الحياة ، تعلم وحصل على وظيفة وكان سعيدا لانه سيبدا حياة جديدة مع زوجة المستقبل لكن الحادث الذي تعرض له حال دون ان تكمل فرحته كما يريد .

وتقول ياسين : وزارة التنمية الاجتماعية لم تتخلى عنه فقد قامت بدعمه بمساعدة اهل الخير لاستكمال زفافه الاسبوع المقبل وعملت على تجهيز منزله بالاثاث وسوف يتم اقامة حفل الزفاف له لينتقل هو وزوجته الى حياة جديدة لكنها ستكون حياة صعبة لانه لا يعمل بالرغم من حرص الوزارة على ايجاد مشروعا له بالمستقبل يمكنه من العيش الكريم له ولزوجته .

واضافت أن حرص الوزارة هذا على مساعدته ودعمه يحتاج الى دعم قلوب اهل الخير ل( محمود )خاصة وانه لا يزال يمتلك الرغبة بالعمل في مهنته كطاهي التي يجيدها وكان ناجحا بها .

المدهش في الحكاية بكل الامها ان الشاب محمود .. و بعد ايام قليلة سيزف إلى القاعة التي ستشهد عرسه ،على كرسيه المتحرك، جراء الحادث الذي أصابه بإعاقة دائمة منعته من المشي على قدميه لكنها لم تمنعه من الاستمرار بالحلم الذي سيتحقق جزءا منه بمساعدة وزارة التنمية ..لكنه مع كل ذلك (...) يحتاج الى من يمد له يد الدعم ويضيء له شموع الامل من جديد .