قصتي مع شاب اردني ناجح
عرفت والده بالصدفة في بداية عام 1968 حيث كنت اصلي الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الحسيني في وسط البلد –عمان , و كنا نصغي للخطبة و فجأة خرج علينا شاب من جهة سوق البخارية بلباس عسكري مرقط و على كتفه نجوم و قام المصلون و تركوا الخطبة لينظروا لذلك الفدائي الفلسطيني لانه لاول مرة كان هناك ظهور علني لهم و بعدها عرفت انه ابن عم صديقي و زميلي في الدراسة و عرفت انه متزوج من ابنة عمه التي لم تنجب و اخيرا اجبرته على الزواج و قامت بتزويجه لانجاب الاولاد و سبحان الله فقد انجبت الطفل اللذي هو موضوع قصتي و كانت الزوجتان تعيشان مع بعضهم البعض في بيت واحد و قامت السيدة الاولى بتربية الطفل و العناية به لان والدته كانت تعمل في سلك القوات المسلحة الاردنية .
و التصق هذا الطفل بها بقدر امه التي انجبته ان لم يكن اكثر و كبر الطفل حتى انهى دراسته الثانوية تخصص علمي بتفوق و كان من الاوائل حيث حصل على معدل ,697% و حصل على بعثة لدراسة الطب بمكرمة ملكية في الجامعة الاردنية و تخرج منها بامتياز و التحق بالمدينة الطبية - تخصص عيون و رايته و هو طبيب مرة واحدة مع انني كنت اتابع اخباره .
و في الاسبوع الماضي ذهبت لمركز طبي متميز في هذا الوطن لاعمل عملية سحب المياه البيضاء من عيني و لتركيب عدسة على يد طبيب عيون صديق لي و هو د. جمال العناني و بالصدفة دخل على شاب و اهتم بي جدا و اشعرني بانني اخصه كثيرا و لم اعرفه و عندها عرفني على نفسه و كنت سعيد جدا و فرحا به و بنجاحه .
اخبرني هذا الشاب بان المجلس العالمي لطب و جراحة العيون و مركزه لوس انجلوس في الولايات المتحدة الامريكية و الذي يضم تحت لوائه عشرات الالاف من اطباء العيون من كل انحاء العالم قد كرمه لانه كان الاول في مسابقة اجراها المركز لافضل طبيب عيون على مستوى العالم .
لقد كنت سعيدا و فرحا باخباره و احواله و علمت انه قد اعتذر في البداية عن الذهاب لاستلام جائزة تكريمه في لوس انجلوس لصعوبة الظرف المادي الذي كان يمر به و تفاجأ المجلس من السبب و لهذا ارسل اليه سبغة الاف دولار مصاريف الرحلة .
و علمت منه ايضا انه المدير العام حاليا لهذا المركز المتخصص في طب العيون و هو مركز الشامي و يقوم يوميا بعمل العديد من العمليات المتخصصة الى جانب ادارته للمركز و الذي جعل منه مركزا طبيا متخصصا على مستوى العالم لقيامه بتوفير احدث الاجهزة الطبية و الكفاءات البشرية .
و سالته عن احوال والدته فقال لي هل الوالدة التي انجبتني ام الوالدة التي ربتني ... فكلهم بخير و عافية و هذا ما ربطني به فكريا فانا اقول دائما ان لي أمهات اثنتين " ام ولدتني و هي فلسطين و ام ربتني و هي الاردن ".
هذا هو النموذج الناجح لشبابنا الاردني الذي نعتز و نفخر بهم و هؤلاء هم عماد هذا الوطن و مستقبله الزاهر باذن الله .