كتاب حول الموروث الشعبي في السرد العربي
المدينة نيوز– احتوى كتاب (الموروث الشعبي في السرد العربي) لمؤلفه محمد عزيز العرفج الصادر حديثا عن سلسلة كتاب المجلة العربية في الرياض على قراءات في الموروث الشعبي من روايات وكتابات لسعوديين وعرب .
يرى المؤلف انه لا ينبغي الترفع عن ادبيات الموروث الشعبي والثقافة التقليدية لاهميتها العلمية والتاريخية وقيمتها الجمالية المعبرة عن هوية الامة ومكونات نسيجها الاجتماعي .
يضم الكتاب اربعة فصول رئيسة هي : الاهتمام بالمأثور الشعبي والثقافة التقليدية، دور الرسائل الاكاديمية في خدمة الموروث الشعبي، الحكاية الشعبية والموروث الشفاهي، والرواية, وفي جميعها ناقش المؤلف جوانب من دراسات واشتغالات واهتمامات مؤسسات وباحثين في اثراء المعرفة بالمعاجم والموسوعات المفعمة بجهود التوثيق والتصنيف لالوان من الموروث الشعبي والثقافة التقليدية .
ويتوقف الكتاب في موضوع الرسائل الاكاديمية ودورها اللافت في خدمة الموروث خاصة في رسالة ماجستير حملت عنوان (اللون في الرواية السعودية) لمريم غبان والتي تؤشر الى جملة من الاعمال الادبية التي لجأت الى عناصر ومفردات الموروث لتكون اصداء وترميزا للواقع بهمومه السياسية والاجتماعية والثقافية .
ومن بين الاحالات في الكتاب , هناك تجربة الكاتب عبده الخال المعاشة في رواية (مدن تاكل العشب) حيث يجري توظيف اللفظة الشعبية والمثل الشعبي والحكاية الشعبية من باب السخرية والنقد والدلالة على الخيبة والانطواء والحزن والعلاقات السائدة بين الناس .
ويتناول الكتاب (شخصية المثقف في الرواية السعودية) لمها الشايع حيث لغة الحوار بالعامية الدارجة التي تتسلل الى بنية النص كما في الاشارة الى رواية (ايام معها) لعبدالله الجفري، لكن في رواية اخرى (الحلم المطعون) تذكر الشايع ان الجفري اعتمد على العامية المستلة من الموروث في الكثير من الحوارات التي تدور بين الشخصيات .
ويبين الكتاب ان العديد من نصوص الموروث الشعبي وحكاياته في بيئته السعودية تقترب من نصوص لقامات ابداعية عالمية وعربية حيث تتشابه فيها اللغة والبنية والحبكة وانماط السرد لافتا الى ان قصص الاطفال وحكاياتهم الشفوية التي جرى جمعها وتوثيقها تكاد تتناغم في خطابها الفكري والجمالي مع حكايات وقصص الادب العالمي ولئن تضمنت حوارات تمزج بين العامية والفصحى.
ويعاين الكتاب تاثيرات الموروث في الرواية العربية متوقفا في اعمال عبد الرحمن منيف وحليم بركات وياسين رفاعية وشروق الخالد وفوزية الخليوي التي حاكت اعمالهم اشكالا في الموروث الشعبي المعبرة عن اشعار وحكايات واشواق الصحراء في توظيف متين داخل بنية النص لتبيان وتوثيق الوان من الشعر النبطي والشعبي واظهار لعادات وتقاليد مليئة باشارات ودلالات فلسفية ومعرفية عميقة .
(بترا )