هل الكذب ملح .... ام جهنم للرجال ؟
اعتقد ان أسوأ عادة و اسوأ عمل يقوم به اي انسان على هذه الارض هو الكذب و اعتقد ايضا ان الكذب لا يقوم به الا الانسان الضعيف و ليس القوي و عندما كان الكذب محرما اتضح لي من خلال هذه الحياة ان الممارسات العملية له مدمرة لان تطور الحياة بكل طرق الاتصال الحديثة اصبح مدمرا للشعوب و الامم و ليس على مستوى الافراد فقط .
فعندما غزت امريكا العراق و دمرته كانت الاسباب الرئيسية المساقة لذلك مبنية على الكذب و كذلك الدمار الذي نشهده اليوم في كل دول العالم العربي , فالاعلام الكاذب هو الذي يغذي هذه المصائب و هذا الدمار و هذه الفتن و كذلك الكذب في القضية الفلسطينية و مفاوضاتها و في الوضع المصري و العراقي و السوري و التونسي و الليبي ..... الخ و الذي جعل هناك فجوة بين الشعوب و حكوماتها و خاصة في عالمنا العربي .
و لان الكذب من الاسباب المدمرة للشعوب و الامم فعندما حرمه الاسلام كان تحريما حكيما لان الاسلام كان ينظر الى اجيال المستقبل كما يخاطب المسلمون في وقته , حيث كانت بداية تحريمه صغيرة و فردية لا تؤثر على المجتمعات و الشعوب و الدول مثل الربا الذي كان فرديا و اصبح مدمرا عالميا عندما تطور الى صندوق النقد الدولي و تحكمه في الدول و الحكومات و شعوبها و كذلك الخمر عندما حرم كان نبيذا و اصبح اليوم مرضا عالميا كالمخدرات و شمه المدمر لخلايا دماغ الانسان .
و كذلك الزنا الذي تحول الى امراض و منها الايدز المدمر و القاتل .
و اعتقد ان الوقائع التي نعيشها هي التي تبرهن على صحة هذا الحديث الذي سئل به رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟ قال: لا، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون " ما جعلني اكتب هذا المقال هو الدمار و المصائب و الكوارث التي نعيشها و نسمع عنها بسبب الاعلام المدمر و المغذي لكل ذلك و المبني على الكذب .
و نحن الان في زمن اصبح فيه الحليم حيرانا من الاعلام الموجه الذي نسمعه و نشاهده و نقراة يوميا و به كل المتناقضات ان كانت فتاوى دينية او تحاليل او اخبار لان الكثير منها يعبرعن الهوى و المصالح و على اساس قاعدة الغاية تبرر الوسيلة و هذا هو ضد الصدق و الحق و العدل و المنطق .