بالصور : تعرف على الإيبرو .. فن الرسم على الماء
المدينة نيوز - لقد كان الفن عبر العصور وسيلة لتعبير الإنسان عن مشاعره وأحاسيسه أو ما يراه ويشاهده في هذا الكون فتماشى مع تطوره شيئاً فشيئاً وتغيرت أدواته بتقدمه واكتشافاته وتناسبت مواضيعه مع الحالات التي يمر فيها …
لكن بغض النظر عن أدواته وأشكاله تبقى النتيجة واحدة وهي تصوير ما بداخل الإنسان في تحفة إبداعية جميلة تحفظ ذلك الحس الإنساني الراقي وتمثله لأجيال عديدة …
الايبرو واحد من أجمل الفنون وأغربها , يعتمد على الرسم على الماء بألوان خاصة يتم رشها وتشكيلها على السطح بحيث يمكن فيما بعد أخذ ذلك الرسم على ورق مرمري خاص.
يرجع أصل الكلمة للغة الفارسية وتعني سطح الماء , وقد عرفت هذا الفن شعوب عديدة منها فارس والهند و الصين لكنه بلغ أوجه في تركيا في عهد الدولة العثمانية حيث دخل في مجال الفنون الإسلامية وتقاطع أحياناً مع فن الخط العربي فكون تحفاً تشهد لصانعيها بالإبداع والمهارة , كما أن لوحات الايبرو اتخذت زينة للمنازل في ذلك الوقت .
تستخدم لصناعة الايبرو أدوات عديدة تتميز بالبساطة واعتمادها على الطبيعة بشكل كبير أهمها:
الوعاء : وبكون من القصدير أو مادة معدنية يوضع فيه الماء ومواد رافعة للقوام لتأمين لزوجة مناسبة للرسم
الفراشي : تأخذ من ذيل الخيول وتتصف بثخنها وقساوتها , تستخدم لرش الألوان على اللوحة بطريقة معينة
إبر ومشط التشكيل : وتستخدم لتشكيل السوائل على السطح ومسحها
الورق : يمكن استخدام عدة أنواع من الورق بشرط ألا يترك فراغات هوائية وأن تكون سماكته كافية لكي لا يتمزق بفعل الماء
الألوان : الألوان المستعملة في فن الايبرو كلها ذات منشأ طبيعي حيث تستخرج من الصخور والنباتات , فمثلاً اللون الأصفر يستخلص من مادة الكبريت والأسود من الكربون وأوكسيد الحديد وهكذا .. ولكنها غير قابلة للذوبان في الماء.
جدير بالذكر أن أوربا عرفت هذا الفن عند الاتصال بالدولة العثمانية خاصة بعد فتح القسطنطينية عن طريق الزوار والتجار القادمين إلى الدولة العثمانية وقد عرف آنذاك عندهم بالورق التركي أو THE ART OF MARBLING .