لن أستبدل مسقط رأسي بكل أموال الدنيا
عندما استعرض الواقع و التاريخ فلم اجد قويا بقي على قوته و لا ضعيفا بقي على ضعفه و هذه سنن الحياة .
فلا طفل بقي على ضعفه و لا شيخا قويا بقي على قوته و هذه ايضا حركة الدول .
فقد عشت مرحلة سقوط الاتحاد السوفيتي و انهياره رغم عظمته المبهرة و كذلك العديد من الزعماء الذي لم نتوقع انهيارهم ايضا و ذهابهم في غياهب الزمن و كذلك عندما اقرا عن حال المسلمين و بينهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث يصف الله سبحانه و تعالى احوالهم في ذلك فيقول (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) صدق الله العظيم ,,,, و كيف اصبحوا لاحقا سادة للعالم و كذلك عندما استعرض تاريخ الدول الاستعمارية و على راسها بريطانيا العظمى كيف كانت و كيف اصبحت ... الخ من امثلة حية و واقعية و كيف ان كل الدول التي احتلت دولا اخرى و كيف انتهت كل مظاهر الاحتلال في العالم و لم يبقى الا هذا الاحتلال الصهيوني الوحيد في العالم المغتصب لارضنا ارض فلسطين التاريخية .
فهذه قضيتنا القضية الفلسطينية و التي وصلت الأن الى اضعف حلقاتها و لهذا استغل السيد كيري بتفويض من الصهاينة هذا الظرف للإجهاز عليها .
و مع ذلك انا متيقن و متاكد بزوال هذا الاحتلال و هذا العدو من ارضنا لوعد الله سبحانه و تعلى عندما قال فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا ) صدق الله العظيم .
و لكل ماسبق فانا استغرب و استهجن ان يقبل اي انسان على هذه الارض و خاصة من كان مسقط راسه و ارضه و وطنه فلسطين .
فلا اتصور و لا اتخيل مطلقا ان اقبل بكل اموال الدنيا على ان اتنازل عن هذا الحق الرباني و هو ان جعل المولى سبحانه و تعالى مسقط راسي قريتي دورا في فلسطين المحتلة , و اتخيل لو حدث ذلك لا سمح الله فكانني تنازلت عن ديني و عن عقيدتي و عن عرضي و لهذا لا اتخيل مطلقا ان اورث العار و للأبد لذريتي .
و الكثير من الشعب الفلسطيني و العربي و الاسلامي يشاركني هذا الراي .
انني اؤمن ان هذا العدو بقوته و جبروته و علوه الكبير حاليا يستطيع ان يسلبني حقي و يسيطر عليه و لكنه لا يستطيع مطلقا ان يجبرني عن التنازل عنه .
و لهذا لا وجود في ذهني لما يدور في الكواليس هذه الايام من حوارات حول ذلك و حول هذه الخطة الجهنمية للسيد طيري وزير الخارجية الامريكية و من يدور في فلكه و على راسها الاعتراف بدولة يهودية و دفع تعويضات و خلافه و لهذا ستبقى من وجهة نظري ارض فلسطين أملي و حلمي و اصراري بان اعود اليها حرا او ان الاقي وجه ربي و انا مطمئن بانني لست خائنا و لا اورث خيانه لاحد من ذريتي .