مناقشات النواب حول خطة كيري
المدينة نيوز - أكد النواب في المناقشة العامة لموضوع خطة كيري الأحد ان الاردن لن يقبل تحت اي ظرف واي حال من الاحوال ان يكون وطنا بديلا للفلسطينيين فالاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين.
وحذر النواب في مناقشاتهم من اي تجاوز لدور الاردن في المفاوضات النهائية خاصة وان له مصلحة بذلك تتعلق بالحدود والمياه واللاجئين مؤكدين ان محاولات تصفية القضية الفلسطينية لن تنجح وان اي تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الى ارضه وان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية لن يقبل به الاردن مهما كانت الكلفة ومهما كانت التحديات.
وقال النواب ان ما يرشح اليوم من معلومات عن مبادرات امريكية اسرائيلية الا بالونات اختبار لجس نبض الشارع الاردني والعربي وبعض الانظمة العربية ومدى قبولها لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن عبر معاهدة حد ادنى تضمن هدنة لفترة طويلة ان لم يكن سلام بالمعنى المقصود للكلمة.
ويبدو ان الامريكيين متخوفون من المارد الصيني الذي بات قاب قوسين او ادنى من ان يكون دولة عظمى كاسحة غير قابلة للانكسار لا الاقتصادي ولا السياسي ولا العسكري كما ان روسيا الضعيفة التي كانت تحكمها المافيا وتنهب خيراتها جماعات الضغط الاقتصادي الغربية تغيرت تحت حكم الرئيس بوتين وباتت القوى العظمى التي كان يمثلها الاتحاد السوفياتي وهناك كوريا وجورجيا واوروبا الشرقية وتايوان وايران وقضايا اخرى كثيرة اضافة الى قضية الجمود الاقتصادي الامريكي وتعثره للعام السابع على التوالي مما يهدد بعواقب تاريخية على مجمل الوضع الامريكي .
وقالوا ان العمل الذي قام به مفاوضون فلسطينيون واسرائيليون خلال السنوات الماضية سرا والذي انتج وثيقة احد القادة الفلسطينيين ــ بيلين ــ التي وضعت خطة كاملة لفكفكة القضية الفلسطينية كلها على كل الصعد السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية واعادة تركيب الحل بما يتواءم مع كل متطلبات الامن الاسرائيلي كما تراه القيادات الراديكالية الاسرائيلية والى مبادرة جنيف التي تفاوض فيها احد القادة الفلسطينيين مع اسرائيليين لوجدنا انه كان عملا يندرج ضمن استراتيجية وضعت منذ فترة طويلة للتحضير لحلول على حساب الاردن حين يحين الوقت وها هو كيري يعلن ان الوقت المناسب الان.
وحذر نواب من ان ما يجري يشكل خطرا حقيقيا على الاردن يصل الى حد خطر النكبة الذي وقع على الفلسطينيين عام 48 وهو يسعى الى تحطيم مجموعة المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية والتاريخية بين الشعبين العربيين الاردني والفلسطيني وذلك لافساح المجال اما قطعان المستوطنين من اليهود في فلسطين المحتلة لترسيخ اقدامهم لستين عاما ثانية في فلسطين وخلق نكبة جديدة يتداخل فيها شبح نكبة عام 48 مرة ثانية ونحن لم نزل نعاني مع اخواننا الفلسطينيين من تراث وعواقب وعد بلفور فهل نسكت على وعد كيري الذي سيدمر ما تبقى من الشعب الفلسطيني اضافة الى الشعب الاردني كله.
وقال نواب انه على الامريكيين ان يدركوا اننا في الاردن من مختلف المنابت لا يمكن ان نقبل باي حل لا ينسجم مع الشروط المتمثلة في رفض مبدأ الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية والالتزام بمبدأ اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة المطلقة وعلى حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية بالكامل والسيادة الكاملة والمطلقة على المقدسات الاسلامية والانسحاب من كافة الاراضي المحتلة عام 67 وضمان حق العودة للاجئين والتعويض حيث انه بدون ذلك لن يكون هناك سلام حقيقي يضمن امن واستقرار المنطقة واجتثاث الارهاب منها وان على الامريكيين ان يتعلقوا قبل ان تشتعل النار في المنطقة ومنطقتنا تختلف عن كل المناطق الاخرى، وعلى الاسرائيليين ان ينسوا عام 67 ويتذكروا يوم الكرامة لان الاردنيين قادرون على تكراره وقت ما يشاؤون ويرون ذلك مناسبا اما بعض التجار من المتنفعين فلا نقول لهم الا استحوا فما تروجون له عيب وخجل ولا نقول لكم حرام لانكم لا تعرفون الحلال من الحرام.
وقال نواب اننا نناقش اليوم موضوعا حساسا وغاية في الخطورة كونه يشكل تحديا مزدوجا على القضية الفلسطينية والاردن في آن واحد ويخطىء من يعتقد ان "تسوية" فلسطينية مع العدو "الاسرائيلي"على اساس الصيغة التي يعمل عليها وزير الخارجية الامريكي جون كيري يمكن ان تؤدي الى نتيجة فما طرحه كيري خلال جولته الاخيرة في المنطقة والذي سماه "مسودة اتفاق اطار" تحدد الخطوط العريضة لما يعتبروه "تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني/الاسرائيلي" وتتناول قضايا الحدود والامن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين هو مسار يؤدي الى اطلاق يد "اسرائيل" في الاستيطان وشطب حق عودة الفلسطينيين الى فلسطين وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة العدو الاسرائيلي.
وقال نواب انه اذا كانت المرحلة الراهنة هي مرحلة هجوم مكثف لتصفية القضية الفلسطينية واذا كان القائمون بهذا الهجوم قد نجحوا في اشغال بعض الدول العربية بأوضاع داخلية ومواجهات مع الارهاب والتطرف الا ان كل ذلك لا يلزم بلدنا الاردن القبول بأي شيء يضر بمصالحه او اشاحة النظر عن اي امر يتهدده مؤكدين ان ما يطرحه كيري لن تقتصر اضراره على فلسطين بل ان الضرر سيصيب الاردن في الصميم وعلى كل المستويات.
ودعا نواب الحكومة باستثمار رئاسة الاردن لمجلس الامن الدولي للاسراع في حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وضمان حق عودة كافة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم وان يضمن حل القضية الفلسطينية انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.
وحيا نواب الوحدة الوطنية بين ابناء الاردن داعين بنفس الوقت مؤسسات المجتمع المدني من احزاب ونقابات واعلام الى تحمل المسؤولية الوطنية بالتصدي لكل من يحاول العبث بالوحدة الوطنية والتصدي لكافة المخططات الرامية الى تقسيم الامة العربية وشرذمتها والتأكيد في كافة الاوقات والمحافل على ان الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين مؤكدين بنفس الوقت ان القدس ستبقى عروس العروبة.
واشار نواب الى انه لا يجوز لاي احد او شخص ان يتفاوض حول فلسطين، ففلسطين هي وقف عربي اسلامي لا يمكن لاحد التفريط فيه.
وقال نواب انه وعندما يتعلق الامر بفلسطين لا يملك الاردني الا ان يكون فلسطينيا، وعندما يتعلق الامر بالوطن لا نملك الا الانحياز للوطن بكل وضوح مشيرين الى ان موضوع النقاش اليوم قديم جديد سواء ان تعلق بجولة وزير الخارجية الامريكي او بدونها فمسارات التسوية الفلسطينية الاسرائيلية بين حط وترحال منذ عام 1993 والاردنيون منذ ذلك الوقت لا يرون القضية الفلسطينية بعين فصيل او سلطة وانما تعني بالنسبة لنا قضيتنا المركزية التي قدمنا في سبيلها المهج والارواح والتضحيات الجسام وليس اثمن واسمى من هذا الوقت وقت التحولات الكبرى في العالم والاقليم من ان يتحد الاشقاء: الاردنيون والفلسطينيون للدفاع عن حقوقهم القومية والوطنية وهذا يستدعي ان ينتظم الجميع فوق منصة واحدة للدفاع عن حقهم المقدس بأن يحيوا احرارا في اوطانهم لا وصاية لاحد عليهم.
وقال نواب لقد كثر الحديث عن اوهام الوطن البديل وكأن الاردن بيضة خداج يخشى عليها من الكسر او الضياع فدون هذا الوهم اردنيون يفهمون شيئا راسخا بان الاردن هو عنوان نهائي لا مساومة عليه ويبذلون دون ذلك المهج والارواح فهم على مدى التاريخ سيوف مجربة منذ الفتوحات الاسلامية مرورا بمدينة "ملقة الاندلسية الاسبانية ذات الاصول الاردنية "اجناد الاردن" وصولا الى اسوار القدس التي وشحت بدماء الاردنيين الغيار اهل الحمية فلا مكان لجاحد او مزايد على الدور الاردني التاريخي.
ودعا نواب الى تمكين الجبهة الداخلية لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن محذرين من سايكس بيكو جديد يهدد الامة العربية رافضين بنفس الوقت اي مساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
ودعا النواب الحكومة الى عدم توريط الاردن في اية مفاوضات مباشرة او غير مباشرة تؤدي الى التفريط بالاردن وامنه وتهدد وحدته ومتانة جبهته الداخلية.
واكد النواب بانهم لن يقبلوا باقل من دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي العربية المحتلة وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم.
وقال نواب ان حالة خوف تسود اوساط الاردنيين والعرب من نجاح خطة كيري والتي تهدف اى توريط الفلسطينيين باتفاق جديدة ينتزع تنازلات سياسية للوصول الى دولة فلسطينية دون حدود وبلا سيادة خاصة وان خطة كيري تأتي في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من انقسام وتمزق وحالة ضعف عربي.
وحذر النواب من اعتراف اي طرف عربي بيهودية الدولة الاسرائيلية لان ذلك يعني بالضرورة عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى وطنهم وهذا الامر من شأنه ان يعزز التخوفات من ان يكون الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين.
واكد النواب ان حق عودة اللاجئين هو حق مقدس للافراد لا يسقط بالتقادم ولا تمتلك اية جهة التنازل عنه او التفاوض حوله.
وتساءل نواب عن سر الحديث حول الحقوق المدنية لابناء الاردنيات في هذه المرحلة خاصة وان حقوق ابناء الاردنيين موجودة في التعليم والصحة فلماذا يتم منحهم جوازات سفر في هذه المرحلة لذلك فان الحديث عن هذه الحقوق في هذه الظروف ولّد حالة من الخوف والتوجس لدى الاردنيين وهو تخوفات مشروعة خوفا من ان يكون هناك اي حل للقضية الفلسطينية على حساب الاردن داعيين الى عدم منح جوازات السفر في هذه المرحلة والتوقف عن الخوض في موضوع الحقوق المدنية.
وطالب نواب الحكومة بتوفير المعلومات للمواطنيين بكل شفافية حول جولات كيري والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية خاصة وان هناك معلومات تفيد بان محادثات سرية يجريها مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون برعاية امريكية بعيدة عن الاعلام هدفها الوصول الى حل للقضية الفلسطينية وان الخيار الاردني وفق التسريبات مطروح في هذه المحادثات السرية المشبوهة.
وقال نواب ان مشروع كيري يهدف الى نقل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى صراع داخلي بين الاخوة في الاردن لذلك فاننا في هذه المرحلة نراهن على وعي الاردنيين والفلسطينيين لافشال هذه المؤامرة وان الاجيال واحرار الامة ستدوس على اي اتفاقية تفرط بفلسطين وستحاسب المتورطين.
وقال نواب نحن على ثقة تامة بان الشعب الاردني بكل مكوناته لن يسمح بتمرير هذا المخطط المشبوه فقد قال جلالة الملك "الحديث عن الوطن البديل او التوطين او الخيار الاردني هو مجرد اوهام والاردن لن يقبل تحت اي ظرف من الظروف بأي حل للقضية الفلسطينية على حسابه وهذا من ثوابت الدولة الاردنية التي لن تتغير" ان وعي قيادتنا السياسية والمتمثلة في رؤى وتوجهات جلالة الملك والوعي الجمعي الاردني هي الضمانة الاكيدة لدفن مخطط الكيان الصهيوني بتمرير خطة كيري.
بعد ذلك رفع رئيس المجلس الجلسة.