مصطفى الشبول
يحكى أن في إحدى القرى النائية كان هناك رجلين لهما بئر ماء واحد، وكان احدهما يتصف بالطمع والجشع ، فذهب الرجل الجشع في يوم إلى شريكه واقترح بان يتقاسما البئر ، فاتفقوا على أن يضعوا خيط في منتصف باب البئر ويأخذ كل واحد منهما الماء من الجانب الذي خصص له، وفي إحدى الليالي وبعد أن رقد الناس في نومهم قام الرجل الطماع بسحب الماء من جهة جاره ووضعها في جهته ، معتقدا بأنه في هذا العمل سيزيد حصته من الماء ، لكنه لم يطل من هذا الفعل سوى التعب والإرهاق، لان مياه البئر واحدة.
لكن ما علاقة هذه القصة بما يدور حولنا من أوضاع ؟ إن حال مياه البئر كحال دماء المسلمين ، التي هانت على الجميع والتي تنزف في كل يوم بل في كل لحظة .
فما هو الفرق بين سوري النظام وسوري المعارضة؟ فكلاهما واحد، ولغتهم واحدة ؟، ودمائهم واحدة ، لكن نضع اللوم على من يحشر أنفه بينهم ممن يدعم النظام وممن يموّل المعارضة والجهات الأخرى ، (بالسلاح ).
وكذا في مصر ، فما الفرق بين من يقف في ميدان التحرير ، ومن يقف في ميدان رابعة ، فكلاهما يجري بعروقه الدم المصري ، لكن الأيادي الخارجية هي من زرعت التفرقة والفتن من خلال عملائها.
وفي العراق نجح الأمريكان والصهاينة في زرع الفتن الطائفية بين أبناء الشعب العراقي ، لنرى القتل والتشريد يعم أرجاء المحافظات العراقية .
لقد تعلّم الأمريكان وأعداء الإسلام دروس متقنة في دمار البلاد الإسلامية وإشعال فتيل الحرب فيها دون أن يفقدوا ولو جندي واحد منهم ، من خلال ضرب الشعوب بعضها ببعض ، وهذا ليس فقط ببراعتهم بالفتن بل لأنهم وجدوا بيئة جاهزة لتطبيق فنونهم الحربية وإبداعاتهم الإجرامية ، وكل ذلك على حساب دماء المسلمين.
لكن متى سنعرف، ومتى سنفهم بان هذه الدماء هي دماء واحدة؟...