القــدس تستغـيث
القدس بمكانتها التاريخية والدينية والحضارية ، هي المدينة التي ستبقى حية في ضمائرنا وقلوبنا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى باركها وأسرى بنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) الى المسجد الأقصى وصلى إماما بالأنبياء والرسل جميعا وعرج به الى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى.
وتمر القدس في الوقت الحاضر في مرحلة خطرة حيث تسعى الدولة الصهيونية اسرائيل الى تهويدها وتهجير سكانها العرب وتشجع المستوطنون وتساندهم بالعسكر على اقتحام المسجد الأقصى بين الفينة والأخرى واعتداء على المصلين والتضييق عليهم ونصب الكاميرات لمراقبة من في الداخل ومن في الخارج ايضا ، بالاضافة الى اعمال الحفريات المستمرة التي بدأت بها منذ عام 1967م بحجة البحث عن هيكل سليمان.
والآن وفي هذه الأيام نشاهد ونسمع ونقرأ عن خطة جون كيري لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . ومن ضمن ما جاء بالخطة أن "ابوديس" عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا عن البلدة القديمة من مدينة القدس ، واشاعة ان القدس الكبرى تكون عاصمة للدولتين وماتخفيه الخطة أن يتم تهجير سكان القدس القديمة من العرب واحلال اليهود مكانهم وتهويد المدينة لتكون عاصمة أبدية لاسرائيل . هذا بالاضافة الى ابقاء المستوطنات المحيطة بالقدس كما هي ، ناهيك عن الشرط التي تطالب به اسرائيل من السلطة الفلسطينية هو الاعتراف بيهودية الدولة ، وهو مايعني التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وأن يبقى الجيش الاسرائيلي متمركزا في غور الاردن ، وسيتم تعويض اللاجئين اليهود من الدول العربية.
يجب أن تتضافر الجهود من قبل العلماء والمفكرين والاعلاميين وغيرهم سواء من الاردن ومن الدول العربية أو الاسلامية للتصدي للهجمة الهمجية الاسرائيلية على القدس وحمايتها من التهويد وحماية الأقصى من الاعتداءات المتكررة عليه وعلى بنيته وذلك عن طريق دعم سكان القدس القديمة وتثبيتهم فيها ماديا ومعنويا وعلى عرب ال (48) مساندة اخوانهم في القدس ، وهذه المقدسات الاسلامية والمسيحية ايضا تقع مسؤوليتها على العالم الاسلامي الذي يتساهل أمام غطرسة اسرائيل ومخططاتها العدوانية