فورين أفيرز: هل يمكن لـ "خرافة السيسي" أن تحكم مصر؟
المدينة نيوز :- هل يمكن لخرافة أن تحكم أمة؟" .. تساؤل طرحته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية معنونة به تقرير لها عن حقيقة ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة.
وقالت المجلة إن أي شخص يدعي أنه يمتلك قوة سياسية كاملة بمصر في مرحلة ما بعد مبارك ما هو إلا "كاذب"، موضحةً أن ما يروج له من أن الجيش يتمتع بقدرة شبه إلهية من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأنصاره وغيرهم من اليائسين الطامحين إلى الاستقرار؛ ما هو إلا سراب.
وأضافت أنه في القريب العاجل سيتبدد كل ذلك، حيث ستظهر التوترات العميقة بين الفصائل في مصر.
وألقت المجلة الأمريكية الضوء على قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفويض السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية، قائلة إنه على الرغم من أن السيسي لم يعلن رسميًا الترشح للمنصب، إلا أن المؤشرات تدل على أنه سيترشح بالفعل.
واعتبرت "فورين أفيرز" أن تولي السيسي رئاسة مصر سيكون بمثابة استرداد لنظام حسني مبارك، موضحةً أن من نزلوا إلى الشوارع في الثلاثين من يونيو للمطالبة بخلع نظام الرئيس المنتخب محمد مرسي كانوا في الأساس أنصار مبارك الذين تجمعوا مع بعض الثوريين.
ولفتت المجلة إلى أن الإعلام يصنع من السيسي "أسدًا" ويحرص رموز نظام مبارك على تمجيده ويسخر رجال الأعمال من أصدقاء النظام البائد أموالهم لخدمة السيسي أيضًا.
وأضافت المجلة الأمريكية أن السيسي حاول ترسيخ مكانته على رأس السلطة في مصر بإطلاق حملة لمكافحة الإرهاب في يوليو من العام الماضي، وسخر إمكانيات الدولة في قمع جميع معارضي السلطة واستهداف المتظاهرين والمعتصمين، مما تسبب في سقوط الآلاف من القتلى.
ولفتت إلى أن الأمر تعدى كونه مجرد حرب على جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها الحكومة باعتبارها منظمة إرهابية، وإنما شنت دولة السيسي العسكرية حربًا ضد كل معارضيها سواء من الإخوان أو من غيرهم، علاوةً على سجن نشطاء كانوا من رموز ثورة يناير وصحفيين وساسة وأكاديميين.
وأشارت إلى أن سياسة الحكومة الحالية في مصر التي تستخدم العنف ضد المعارضين تعد محاولة أخيرة لإصلاح قارب تتسرب منه المياه، لكن ذلك سيجعل مصر على وشك أن تشهد ثورة جديدة.
وقالت "فورين أفيرز" إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقوم في الوقت الراهن بوضع السيسي في داخل دائرة الضوء وبدأ في خلق "خرافة" تشبه خرافة "أوز" في فيلم الخيال.
وقالت المجلة إنه على الرغم من أن صنع هذه الخرافة استهلك وقتًا من جانب جنرالات المجلس العسكري، إلا أن مهمة صناعة نظام حكم جديد (وهي المهمة التي تواجههم الآن) تحتاج أكثر من ذلك.
وأضافت أنه كلما طالت الفترة الانتقالية، سيجد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكثر تهميشًا بمرور الوقت، مضيفةً أن تفويض السيسي من جانب المجلس للترشح للرئاسة قد يكون مدفوعًا بشعوره بالضعف ولإصابته بجنون الارتياب.
وخلصت المجلة إلى القول إن جنرالات المجلس العسكري ينظرون إلى السيسي على أنه وسيلة للإجهاز على ثورة يناير والقضاء على ملك الإخوان في مصر ومنعهم من المشاركة السياسية بشكل نهائي
