لا بديل عن المصالحة و التفاهم بين ايران و العرب
بغض النظر عن موقف اي فرد تجاه ايران ان كان ايجابا ام سلبا , انا في مقالي هذا لا اتدخل و اناقش مشاعر كل انسان تجاه ايران ان كانت كدولة او النظرة اليها من منظور شيعي و سني و لكن اناقش الموضوع من خلال مصالحنا كعرب بشكل خاص و مصالحنا كمسلمين بشكل عام .
اعتقد ان الرؤية الحالية و السلبية لايران لم تكن بهذه الحدة ايام شاه ايران حيث لم اسمع عن ذلك و اول مفاجاة لي كانت من صديق يحمل شهادة الدكتوراه و هو زميل من ايام الجامعة , فبعد حرب تموز عام 2006 بين حزب الله و العدو الصهيوني فوجئت و ذهلت في ذلك الزمن لما سمعته منه حيث لم يخطر ببالي مطلقا ان يفكر انسان بان يكون عدو لحزب الله اكثر من عداوته للعدو الصهيوني بحجة ان مرجع حزب الله هو شيعي و هؤلاء الشيعة صفويون و مجوس و فرس .... الخ و الصهاينة هم اهل كتاب و ان خطر الشيعة على امتنا العربية اكبر من الخطر الصهيوني , و لكن هذه الايام انتهت المفاجأة و ذلك بعد الحملات الاعلامية الهائلة التي غسلت ادمغتنا حيث انتقل الشعور العام بالعداء للايرانيين و للشيعة بشكل عام اكثر من العداء لهذا العدو الصهيوني المجرم .
و ما زاد الطين بلة لاحقا هو ما حدث في سوريا و من الانقسامات حولها .
انني اقدر شعور الجميع و لكن اذا رجعنا الى مصلحتنا فاين هي ؟
انني معجب بموقف السيد اردوغان حاليا ( و هو يمثل الدولة الاسلامية السنية الأكبر في منطقة الشرق الاوسط بعدد السكان و المساحة و الامكانيات الاقتصادية ) و ذلك لموقفه من ايران و زيارته الاخيرة لها و مردودها على الدولتين و على شعبيهما بغض النظر عن الموقف من سوريا لانني اعتقد ان لغة المصالح هي الافضل و هي التي تخلق مناخا للتفاهم العقلي و المنطقي و ليس العاطفي .
فهذه الدولة الايرانية الفارسية لا نستطيع ان نُرحّلها و لا تستطيع هي ان تُرحّلنا و كذلك الامر فهم لا يستطيعون تحويلنا الى شيعة و نحن لا نستطيع ان نحولهم الى سنة . اذا فما هو الحل ؟
هل هو التكفير و القتال و العداء بحجج عقائدية او التفاهم من خلال المصالح العليا ؟
فلقد عملنا و نعمل و نتفاهم مع الروس الشيوعيين و مع الصينيين الملحدين ايضا و مع كوريا و مع الهند الهندوسية .... الخ فهل لا نستطيع ان نتعايش و نتفاهم مع ايران الاسلامية بغض النظر عن شبهات عقائدية .
و كذلك كيف لنا ان نتفاهم و نتحاور و نتفاوض و نتعايش مع اكبر مجرم و اخطر عدو لنا على الاطلاق و على وجودنا و ليس على حدودنا فقط و هو العدو الصهيوني و الذي هو سبب كل المصائب و الكوارث التي نعيشها ان كانت في العراق او في سوريا او في مصر او في تونس او في الصومال او في لبنان ...... الخ .
اعتقد ان ما يجمعنا كعرب مع الايرانيين اكثر بكثير مما يفرقنا و على راس ذلك الحضارة و الثقافة الاسلامية و ما يفرقنا اكثر بكثير مما يجمعنا مع هذا العدو الصهيوني المجرم .
فهذا العدو هو طارىء في منطقتنا و زواله حتما اما ايران و العرب فهم ضاربين في جذور التاريخ الى ان تقوم الساعة و لا يستطيع احد ان يلغي الاخر مطلقا .
و ما لاحظته اخيرا من هذا العدو كيف يتصرف كمجنون اصابه المس من تلك العلاقة بين تركيا و ايران ... فكيف اذا اكتمل المثلث و اصبح يضم ايران و تركيا و العالم العربي .
فكل ما ادعو اليه هو المصلحة العليا لامتنا العربية و لثقافتنا و حضارتنا الاسلامية لان العدو الحقيقي هو العدو الصهيوني المشترك لنا و لهم .
و تفاهم العرب مع ايران هو المصلحة العليا للجميع و لعالمنا الاسلامي و اول الغيث هو انهاء هذا الالم و الفجيعة للجميع في سوريا .
فالى تحكيم العقل و الصالح العام ادعو و الله الموفق .