كيف تكبح غضبك؟

المدينة نيوز- شعور بالتوتر والارتعاش، حالة من الانفعال والثورة الداخلية، يكبتهما حيناً ويترجمهما أحياناً بالصراخ والشتائم. تلك هي حال باسم مع الغضب الذي ومن دون أدنى شك، خبرناه جميعاً ووقعنا في شركه وطالعنا أحد فصوله لأسباب مختلفة، فكيف نتعامل معه؟ وكيف نواجهه؟ وهل من محاولات للحدّ منه؟
من الطبيعي أن نشعر جميعاً بالغضب إزاء موقف معين، لكن ما إن تتطور مشاعر الغضب وتخرج ردات الفعل الناتجة منها عن السيطرة، حتى تبدأ مرحلة الخطر التي قد تقود إلى مشكلات جمة تطول العمل والعلاقات الاجتماعية والشخصية. "الغضب هو ترجمة لنزعة البقاء"، وفق الإختصاصي في علم النفس الإجتماعي الدكتور كمال بطرس، وأسبابه تتراوح ما بين ارتفاع مستوى الأدرنالين في الدم من وجهة النظر الطبية، وطريقة التربية منذ الصغر من الوجهة النفسية.
ويشرح بطرس: "في بعض الأحيان يربّي الأهل أولادهم على الأنانية وحب الذات، ويلبون كل طلباتهم غير واعين الى أهمية الرفض في التربية. فهم يتحملون أولادهم ويتقبلون منهم أي شيء لكن الناس لن تفعل، وبعدها سيواجه الولد صعوبات في مواجهة الحياة والناس ولن يتقبل الرفض وعدم تلبية المطالب فينشأ الغضب".
ويربط البعض بين الغضب والتكوين البيولوجي للإنسان، لكن بطرس يعتقد أن الإنسان يتأثر بمحيطه، وهو الامر الذي يؤكده علم النفس، ويشير الى ان "الجينات لا تتحكم بالأخلاق والتهذيب المرتبطة بالطبع، ومشاعر الغضب تظهر منذ الصغر وترتبط بالمواقف، والشخص السريع الغضب يستشيط تبعاً لمواقف معينة لا تنفذ فيها رغباته او لا توافقه. ولا يمكن القول إن الغضب يولد مع الإنسان كعامل وراثي أو بيولوجي، بل بالتعلم والتعود.
فالولد يتأقلم مع محيطه منذ الأيام الأولى التي تلي ولادته ويقلّد نمط الآخرين وتصرفاتهم. كما أن الولد يلجأ الى البكاء لتلبية رغباته، وإذا ما تم تعويده على عدم تنفيذها كلها او في الوقت الذي يريده، يبدأ بالتأقلم وكبت رغباته وانتظار الفرص المناسبة وتحيّنها".
وعلاج الغضب من الوجهة النفسية يبدأ مع اقتناع الشخص بأنه سريع الغضب، وبما أن الغضب يتكوّن مع المرء منذ صغره، فلا بد من توفير العلاج اللازم للولد فور ملاحظة غضبه السريع والمَرَضي.
" النهار "