حوامدة: القصيدة ليست صحيفة يومية ولا نشرة حزبية
المدينة نيوز- قال الشاعر موسى حوامدة انه لا يجوز أن نلقي على كاهل القصيدة كل أحمالنا التي تدور في الحياة، فالقصيدة ليست صحيفة يومية ولا نشرة حزبية، مبينا ان الشعر الذي لاينطلق من رؤية للكون والحياة فهو ليس شعرا .
وأوضح خلال الشهادة الابداعية التي قدمها مساء السبت في فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء، ان على الشاعر ان لايتعمد تناول الأحداث السياسية أو الاجتماعية فهو ليس مطالبا بذلك، وان جاءت الجمل الشعرية متسقة مع المتغيرات والتحولات السياسية وغيرها دون تكلف فتكون في مكانها الصحيح.
وبين ان الشعر والفلسفة خطان متوازيان، فكما تستفيد بقية العلوم من الفلسفة فان الآداب الأخرى تستفيد كذلك من الشعر، مبينا ان قصيدة النثر لم تظلم والشاعر الذي يكتبها يجب أن لا يبحث عن جمهور، فالقصيدة ليست بحاجة الى ديكورات بل هي تعبير عن وجدان وصدى لأحاسيس تتناول النواحي الجمالية.
ولفت الى ان العالم العربي لا يؤمن بالحرية، والثقافة لدينا لاتشكل أولوية، ولدينا أزمة في النقد، حيث أن أكثر النقاد يكتبون للمجاملة.
واشار الى ان القصيدة الحديثة أصبحت حالة شعرية، حالة ميتافيزيقية يبثها الشاعر الى متلقيه، وتتحول الى شحنة شعرية بين الشاعر والقارئ، أو الى صورة شعرية يبثها الشاعر لنفسه، ويطلع عليها القارئ، مبينا ان الصدع الذي حدث بين الشعر وبين المتلقي ازداد بسبب التطور والثورة التي حدثت في أغراض القصيدة.
وقال " أن تكون شاعرا، يعني أن تتجرع وحدك حسرة الوجود، خطايا الملائكة قبل البشر، عصيان الماء في قبضة البحر، ولك ان تتحمل رعشة الكون، في جسد الحروف والأنغام والصور، فالشعر روح الطبيعة، قبل أن يكون روح الانسان نفسه، والشاعر انسان يتألم ويفرح، إذ يجب أن تنسكب انسانية الانسان في شعره".
وجرى في ختام الأمسية التي أدارها الشاعر جميل أبو صبيح وحضرها جمع من الشعراء والنقاد والكتاب والمهتمين نقاش، حيث أجاب حوامدة على أسئلة الحضور.
(بترا)