المناظرة فعل حضاري يسهم في اثراء الحوار وتقبل الاختلاف

تم نشره الإثنين 17 شباط / فبراير 2014 11:50 صباحاً
المناظرة فعل حضاري يسهم في اثراء الحوار وتقبل الاختلاف
المناظرة - تعبيرية

المدينة نيوز- تعرّف المناظرة بانها فعالية خطابية علنية تقدم أمام جمهور بين شخصين او مجموعتين بهدف الاقناع من خلال عرض معلومات منطقية وموثقة باستخدام الادلة والبراهين والحجج والارقام .

ويحتاج الجمهور الى المناظرة لانها تسهم في قياس الرأي العام في قضايا جدلية وملحة بالنسبة للجمهور ، وفي تقبل الاخر والاختلاف والتعرف على الاطياف الاخرى في المجتمع على الصعيد الفكري. مدرب المناظرات لدى عدد من مؤسسات المجتمع المدني مسلم ابو قاعود يقول ان هناك اسسا وقوانين تحكم اقامة المناظرات من اهمها ادارة الوقت المحدد والمتاح لكل طرف في المناظرة ، واحترام قواعد الحوار وعدم مقاطعة الطرف للاخر اثناء اقامة المناظرة وبناء الحجج والبراهين المقنعة وتفنيدها من قبل الطرف الاخر.

ويبين لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان المناظرة تحتاج الى عدة مهارات خاصة مهارات التواصل التي تركز على الحديث امام الناس بشكل لائق مع التركيز ايضا على المعلومات العلمية وبناء الحجة والقيام بخطاب مرتجل امام الناس دون احراج ما يسهم في تقديم قادة اجتماعيين من خلال اتقانهم لفن المناظرة.

ويضيف ان المناظرة لها عدة اشكال معتمدة منها ماهو (رئاسي) اي يقام بين شخصين متناظرين، و(برلماني) بين مجموعتين وهذا مرتبط بشكل خاص في البرلمان كما يحصل في البرلمان الدنماركي عندما يختلف حزبان داخله على قانون او تشريع معين حيث يلجأون الى المناظرة البرلمانية لحشد تأييد حول هذا القانون والوصول الى حل يرضي جميع الاطراف داخل البرلمان ، وهناك المناظرة ( الجماعية ) التي تتكون من ثلاثة اشخاص في كل فريق وهذه المستخدمة في الاردن لانها اكثر مرونة واكثر استغلالا للوقت.

ويبين ابو قاعود ان المناظرات لها فائدة كبرى في معرفة اتجاهات المواطنين حول رأي ما او قضية ما من خلال توضيح جميع جوانب القضية للعيان خاصة الجانب المبهم منها ، كما انها تسهم في ايجاد ثقافة الحوار بين المواطنين، وتقليص الفجوة بين صانع القرار او المسؤول والمواطن.

الطالبة في الجامعة الاردنية سناء البنوي التي تدربت على المناظرة من خلال (مبادرة ديوانية) التي تنظمها جمعية قادة الغد , ترى ان المناظرة تفتح المجال للمشارك لابداء رأيه امام الحضور دون تردد او خوف بالاستناد الى الادلة والبراهين الموثقة التي يقدمها.

وتقول وهي التي شاركت في مناظرة عنوانها (هل حظر الأرجيلة قرار في مصلحة المواطن والدولة الأردنية) ان المناظرة تسهم في توسيع مدارك الشخص، وتجعله يفكر بمنطقية لانها تغدو كاسلوب يطبقه في حياته اليومية بدءا من الاستماع الى الطرف الاخر ومعرفة مناقشته وادراك اهمية الرأي الاخر وتسهيل التعامل بين الناس وزيادة معلوماتهم.

وتعرب الطالبة البنوي عن املها باستمرار المناظرات بحيث تصبح طريقة تعامل في المجتمع ليسود التفكير السليم بين فئاته.

ويقول الناشط الشبابي نصر الزيود ان تجربة المناظرة في الفضاء المفتوح تكسب المشارك مهارات متعددة منها التعلم الذاتي والتفكير الناقد والنقد البناء بالاضافة الى مهارات اخرى كاثبات الرأي عبر الحجة والدليل دون تعصب وتطرف لهذا الرأي او ذاك.

ويضيف ان وجود المناظرة في المجتمع المدني الحديث يسهم في نشر روح واساسيات ومبادىء الحوار بحيث يمكن لهذا المجتمع ان يصبح متسامحا بشكل اكبر ويقبل الرأي من خلال الحجة والبرهان من خلال الاعتماد على الاقناع كمنطق عقلي.

ويبين ان المبادىء الاخلاقية تتعزز وبالتالي تبرز الديموقراطية من خلال اتاحة الفرصة للجمهور للتدرب على اداب الحوار والرد على الاخر بطريقة حضارية. وحول المواصفات التي تنطبق على الشخص الذي يدير المناظرة تقول الزميلة هبة عبيدات انه يجب ان يتمتع بسرعة البديهة وعلى درجة من الثقافة , اضافة الى ان يكون مطلعا على الاخبار وتفاصيل الاحداث المهمة التي تجري بشكل يومي , خاصة في ناحية التشريعات السياسية التي تتصل بكل الموضوعات تقريبا.

وتؤكد وهي التي تدير المناظرات التي يعقدها راديو البلد ضرورة اجراء بحث كامل ومفصل عن الموضوع الذي ستعقد حوله المناظرة حتى يوجه الاسئلة بطريقة منصفة وعادلة بين الاطراف المختلفين على القضية بعيدا عن التحليل وتجريح اي طرف وعدم بيان مدى قوة او ضعف فريق دون اخر.

وتشير عبيدات التي ادارت قرابة 35 مناظرة بموضوعات مختلفة منذ العام 2010 الى ان نجاح المناظرة يعتمد على ادارة الوقت خلال الجلسة وتوزيعه بين المتناظرين والجمهور للحفاظ على اهم مبدأ من مبادىء المناظرة.

وتتابع ان المناظرات تستخدم لتحسين خيارات المواطنين في اختيار الاشخاص الممثلين لهم في الانتخابات مثلا , كما انها تسعى الى احداث تغيير مواقف الاشخاص المسبقة وخاصة بعد ظهور حيثيات جديدة لم تكن معروفة من قبل لهؤلاء الاشخاص.

وتبين ان التجربة الاردنية فيما يتعلق بالمناظرات مفيدة للمجتمع خاصة اذا طبقت شروطها والتي تتعلق بمنح الوقت الكافي والمناسب لكل فريق او شخص , والتحدث دون مقاطعة طرف لاخر، عدا عن انها تجربة توعوية تعطي الفرصة للشباب للتعبير عن ارائهم.

رئيس جمعية قادة الغد الدكتور سامي حوراني يقول ان المناظرة هي اسلوب نقاش وحوار نقيمه في مكان عام بحيث يكون مفتوحا للجميع بهدف اشراك الناس في الحوار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بغض النظر عن الطبقات الاجتماعية التي ينتمون اليها.

ويضيف: ان المناظرة حوار منظم تحكمه قوانين واخلاقيات معينة من اهمها المساحة والوقت العادلين لكل الاطراف المشاركة فيها، وتعتمد على الحجج والبراهين والادلة والارقام بعيدا عن العاطفة بهدف الخروج بفهم عام حول الموضوع من خلال تدعيمه بالحجج والبراهين بحيث تكون منطقية لاقناع المواطنين والجمهور.

ويبين الدكتور حوراني ان المناظرة تسهم في ايجاد محتوى اعلامي مناسب ومهم لوسائل الاعلام المختلفة حول قضية ما بعينها، مشيرا الى ان هناك اقبالا كثيفا من قبل المواطنين على متابعة المناظرات التي تقيمها الجمعية لانها تتيح للمواطن التواصل مع المسؤول وجها لوجه الى جانب اعادة اكتشاف المكان العام حيث اصبح يأخذ طابعا فكريا يعكس الصورة الحضارية من خلال مشاركة الناس في نمط جديد من الفعاليات.

ويشير الى ان مبادرة ديوانية استطاعت حتى الان تنفيذ تسع مناظرات، وهناك مناظرة عاشرة يتم التجهيز لها ستقام في اقليم البترا في وادي موسى خلال شهر اذار المقبل تتحدث حول اثر المناطق التنموية واستفادة الناس منها خاصة منطقة اقليم البترا.

وتتميز المناظرات التي تعقدها مبادرة ديوانية بأنها المناظرات العلنية الأولى من نوعها في الاردن التي تعقد في الشوارع والأماكن العامة , إذ تسعى إلى ايجاد مجتمع نقدي قادر على الحوار واحترام الآخر، من خلال تأسيس فضاءات حرة للمناظرة يشارك فيها المجتمع بجميع شرائحه وخلفياته، بحيث تنتقل الحوارات والنقاشات السياسية والإقتصادية والإجتماعية من الصالونات السياسية النخبوية والفنادق إلى الشارع والأماكن العامة ليشارك فيها جميع المواطنين.

( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات