ثوار سوريون يوجهون نصائحهم وخبراتهم لـ”ثوار” أوكرانيا
المدينة نيوز- دشن نشطاء سوريون معارضون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بعنوان (وجِّه نصيحة لثوار أوكرانيا)، يلخصون فيها خلاصة تجاربهم في الثورة المندلعة في بلادهم منذ نحو ثلاثة أعوام وتقديمها لنظرائهم الأوكرانيين.
واندلعت أعمال عنف في أوكرانيا، الثلاثاء الماضي، بعد اختراق أنصار المعارضة طوقاً أمنياً للشرطة خارج البرلمان، ما أدى إلى مقتل 26 شخصا، وإصابة المئات، ويطالب المتظاهرون باصلاحات دستورية لتقليص سلطات الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وتعاني أوكرانيا من أزمة سياسية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد تراجع يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي واستبدلها باتفاقية قرض مع روسيا بقيمة 15 مليار دولار.
وحفلت الصفحة الجديدة بمتابعة كبيرة، وتداول النشطاء السوريون رابطها على صفحاتهم الشخصية على (فيسبوك)، في حين شارك البعض بتوجيه نصائحهم بطريقة ساخرة، في الوقت الذي أكد فيه البعض الآخر أنها جدية ونابعة من “خبرة وتجربة شخصية” في ثورة يعتبر عمرها الأطول في ثورات الربيع العربي التي اندلعت مطلع العام 2011 في عدد من الدول العربية.
وقال الناشط الإعلامي “سيران حاج علي” في مشاركته على الصفحة “لو مات ثلاث أرباع الشعب الأوكراني لا تحمل سلاح وخلي (اجعل) الثورة سلمية”، في إشارة إلى ما يعتبره خطأ بعسكرة الثورة في سوريا، الذي أدى الصراع بين قوات النظام والمعارضة خلال نحو 3 أعوام إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية تعرف نفسها على أنها مستقلة.
من جهته، قال عامر العاني، ناشط إعلامي “لا أعرف ماذا أقول لكم، ولكم حدود مباشرة مع روسيا، ولا يوجد بجوار حدودكم (أورفة) تلجؤون إليها”، وتعد روسيا الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد إلى جانب إيران، ويعد تدخلها في أوكرانيا أحد أسباب الأزمة فيها.
وأورفة هي مدينة تركية حدودية مع سوريا ولجأ إليها وعبر عن طريقها آلاف اللاجئين السوريين إلى الجارة الشمالية، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 700 ألف، بحسب إحصاءات رسمية تركية.
ليرد عليه زميله أبو ترفة العكيدي، “إذا أردتم اللجوء لمكان، تجنبوا الأردن ولبنان”، في إشارة إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها مئات اللاجئين السوريين في الدولتين المجاورتين لبلادهم.
وقال أيهم الحسن “مو (ليس) كل أربعة أشخاص يعملون كتيبة ولا أحد يرد على الثاني”، في إشارة إلى حالة التشتت بين فصائل المعارضة، وكثرة التشكيلات التي تأسست خلال سنوات الصراع في سوريا.
واقترح “ناصر السوري” على الأوكرانيين العمل على شراء مولدات كهربائية وتخزين المازوت في حال انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الحصار، الذي افترض أنه سيحصل في حال طول عمر الأزمة، في إشارة إلى الظروف الإنسانية التي يعاني منها السورييين في عدد من المناطق نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري.
ونصحت آية الخوش الثوار الأوكرانيين بالقيام بالتحضير للنزوح عن مدنهم وبلدانهم في حال التصعيد من قبل السلطات، مثلما حدث في سوريا، حيث قالت “ضبضبوا (احزموا) أوراقكم الثبوتية والشخصية، والحاجات الضرورية بحقيبة صغيرة، لأنه في وقت النزوح لن تلحقوا القيام بشيء”.
وقال فايز حسين “احذروا من شعور بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة) بالقلق، لأنكم ستلعنون الساعة التي تظاهرتم فيها”، في إشارة إلى عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للصراع في سوريا منذ 3 سنوات، والبيانات المتكررة لكي مون بشعوره بالقلق مما يحدث في سوريا، الأمر الذي أثار حفيظة الثوار السوريين وجعلهم يشعرون بالإحباط واليأس من دور المجتمع الدولي في التخفيف من معاناتهم.
ولم يقتصر توجيه نصائح الثوار السوريين لنظرائهم الأوكرانيين على الصفحة الجديدة فقط، حيث حفلت الصفحات الشخصية لهم (الثوار السوريين) بتوجيه مثل هذه النصائح.
ومنذ مارس/ آذار عام 2011، اندلعت ثورة شعبية في سوريا ضد نظام بشار الأسد، وواجهها الأخير بالقمع، ما أدى إلى عسكرتها ونشوب صراع مسلح أدى لسقوط أكثر من 140 ألف شخص، ونزوح نحو 10 ملايين سوري داخل بلادهم وخارجها هرباً من العمليات العسكرية والاشتباكات في المناطق التي يقطنون فيها.
" الاناضول "