نعومي فويل وهيثم عرار تقلقان إسرائيل
المدينة نيوز - تقيم الكاتبة والشاعرة نعومي فويل بمدينة برايتون جنوب بريطانيا، بينما تعيش الناشطة السياسية هيثم عرار في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله بالضفة الغربية. لا تعرفان بعضهما لكن يجمعهما النشاط في حملة مقاطعة محلية ودولية لإسرائيل.
وبينما تنشط فويل التي زارت فلسطين قبل عامين، في حملة لحث الكُتاب في بريطانيا وأوروبا على مقاطعة إسرائيل وأنشطتها الثقافية، تهتم عرار مؤخرا بالعمل في الاتحادات النسوية الفلسطينية لوقف شراء المنتجات الإسرائيلية.
وستشارك نعومي فويل بعد أيام في أسبوع مقاومة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي الذي ينظم في 15 عاصمة ومدينة عربية وأجنبية.
من النكبة إلى حرب غزة
وفي حديث بٌعيد زيارتها لرام الله، سردت الكاتبة البريطانية نعومي فويل للجزيرة نت تجربتها في حملة مقاطعة إسرائيل. وقالت إن واحدة من أقدم ذكرياتها تلك القصة التي سردها والدها الأستاذ الجامعي والناشط الاجتماعي عن النكبة، حين قال لها وكانت فتاة صغيرة "عند إعلان دولة إسرائيل طرد الفلسطينيون من منازلهم".
لكن فويل لم تنضم لنداء مقاطعة إسرائيل إلا في وقت متأخر حين وقعت حرب غزة عام 2009.
وتقول"رأيت الناس عبر التلفزيون والإنترنت يُقتلون بلا رحمة، ولا تفعل حكومات العالم شيئا، وكأنني استيقظت". وحينها انضمت فويل إلى المسيرات المناهضة للعدوان في المملكة المتحدة، وانخرطت في اجتماعات تدعو لمقاطعة إسرائيل وبضائعها في المتاجر البريطانية.
وشاركت فويل في احتجاجات ضد أكبر مصانع الأسلحة في برايتون والذي كان يقدم دعما فنيا للطائرات الإسرائيلية. وتعرض المصنع للتكسير بعد أن هاجمه ناشطون خلال العدوان على غزة، وتلا ذلك ملاحقته قضائيا لتورطه في دعم السلاح الإسرائيلي الذي يقتل الفلسطينيين.
وبعد العام 2010 بدأت فويل مع مجموعة من الأدباء حملة "كُتّاب بريطانيون لدعم فلسطين BWISP" وانضم إليها أكثر من سبعين روائيا وشاعرا وصحفيا وكاتبا مسرحيا.
وتتضمن الحملة ثلاثة كتاب فلسطينيين هم الأكاديمي والمؤرخ نور الدين مصالحة والكاتبة سلمى الدباغ صاحبة رواية "خارج من غزة" والطبيبة والناشطة السياسية غادة الكرمي مؤلفة رواية "البحث عن فاطمة" التي تصدرت قائمة أعلى المبيعات في بريطانيا.
ونشر العديد من الكتاب البريطانيين سلسلة مقالات وأشعار بعد انضمامهم إلى حملة مقاطعة إسرائيل من بينهم الصحفي والكاتب الأميركي المقيم ببريطانيا مايك مارقوسي الذي كتب مذكرات بعنوان "رحلة يهودي معادٍ للصهيونية".
تجربة محلية
وفي رام الله، تعبر الناشطة السياسية هيثم عرار عن نموذج آخر للناشطين في حملة مقاطعة إسرائيل من خلال تجربتها كعضو بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية إلى الحملة بعد ندائها الذي أطلق عام 2005.
وتنحدر عرار (47 عاما) من قرية العباسية قضاء يافا، المهجرة عام 1948. وتعتبر أن نشاط الحملة في تثبيت حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم هو الحافز الأهم للعمل بها.
وقد عملت مع المنظمات النسوية على تعديل القرار الأممي 1325 الصادر عام 2000 والذي تناول تأثير النزاعات المحلية على المرأة، ليشمل أيضا واقع النساء في حالات النزاع الناتجة عن احتلال أجنبي، حيث اعتبر الاحتلال الإسرائيلي السبب الرئيس للعنف ضد المرأة الفلسطينية.
وتعرضت عرار للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي بسبب نشاطها في المقاومة الشعبية، كما منعت من السفر لمدة ثلاث سنوات.
وتواجه السيدتان فويل وعرار تحدي الملاحقة بعد أن قررت إسرائيل تصعيد عملها الاستخباراتي ضد الناشطين والمنظمات العاملة لمقاطعتها حول العالم. وبتوصية من وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتس، خصصت تل أبيب مائة مليون شيكل (27 مليون دولار) لمقاومة الحركة المتصاعدة عالميا ضدها.
كما بدأت دولة الاحتلال بالتوجه إلى البرلمانات الصديقة وخاصة الولايات المتحدة وأستراليا وكندا لسن قوانين تجرم حملة المقاطعة، وتحرم المؤسسات المؤيدة لها من التمويل.
وكان آخر انجازات حركة المقاطعة سحب ثاني أكبر صندوق تقاعد هولندي استثماراته من جميع البنوك الإسرائيلية العاملة بالأراضي المحتلة عام 1967. و قرار الحكومة الألمانية استثناء المؤسسات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة عام 1967 من جميع اتفاقات التعاون الأكاديمي والتقني.
ويستند نداء المقاطعة إلى ثلاث أولويات، وهي إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 بما فيه إزالة المستوطنات والجدار، وإنهاء نظام الفصل العنصري القائم ضد فلسطينيي 1948، والإقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القانون الدولي وبالذات قرار 194.
ويسعى الفلسطينيون إلى تصعيد مقاطعة إسرائيل عالميا باستثمار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باعتبار عام 2014 العام الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
" الجزيرة "