"باب العزيزية" من قلعة رعب إلى متنزه

تم نشره السبت 22nd شباط / فبراير 2014 06:40 مساءً
"باب العزيزية" من قلعة رعب إلى متنزه

المدينة نيوز - باب العزيزية، اسم كان يبث الرعب في قلوب الليبيين، فقد كان المقر الرئيسي للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في طرابلس، وكان شديد التحصين من حيث متانة البناء والتحصينات والتجهيزات الأمنية التي توجد فيه وحوله. وبسبب إجراءاته الأمنية كان الليبيون يتجنبون المرور بالشوارع التي تحيط به خشية أن يشتبه فيهم فيُستهدفون من قبل الحراسة المكثفة التي كانت تنتشر طوال الوقت.

وعقب سيطرة الثوار على المكان في أغسطس/آب 2011 انتقلت عشرات الأسر إلى عدد محدود من المباني التي لا تزال قائمة بين أطلال المجمع الذي كان يسكن به القذافي وأبناؤه والمقربون.

ولتغيير صورة هذا المجمع في مخيلة المواطنين الليبيين، قررت الحكومة الليبية المؤقتة تحويله إلى متنزه عام، يشمل حدائق ومساحات خضراء، ضمن الحزام الأخضر لمدينة طرابلس.

وأكدت وزيرة السياحة الليبية إكرام باش إمام للجزيرة نت القرار الحكومي، وأن وزارتها ستشرع في التخطيط لمشروع المتنزه وطرحه على شركات متخصصة فور انتهاء الجهات الحكومية المعنية من إزالة مخلفات الأسوار والمباني المهدمة، وتنظيف المكان الذي تبلغ مساحته نحو ستة كيلومترات مربعة، مشيرة إلى أن هذه العملية تسير بشكل متأن.

وأضافت الوزيرة أن الحكومة -من باب التمهيد للمشروع- تبحث في حال الأسر التي سكنت في المكان إثر سيطرة الثوار على باب العزيزة، مؤكدة أن الحكومة معنية بحل مشاكل الليبيين بطريقة مناسبة، وبحيث لا يكون هناك تعد على المال العام.

ركام وفقر

تجولت الجزيرة نت في باب العزيزية، فرصدت انتشار الركام والخراب في كل مكان، إلى جانب تهدم جانب كبير من الأسوار الخرسانية التي كانت تحيط بالمكان، ومعظم البيوت الفخمة والمباني تحولت إلى دمار.

فقد عمد الثوار عند دخولهم مدينة طرابلس إلى استهداف مقر القذافي المعروف بكثرة إجراءاته الأمنية وممراته تحت الأرض، وكانوا يتوقعون حينها اختباء القذافي في مكان ما داخله.

ووقفت الجزيرة نت في الجولة عند بعض الأماكن التي اتخذتها بعض الأسر بيوتا لها، ورغم أن أجزاء من هذه البيوت قد تهدم جراء القصف، فإن الساكنين -الذين يبدو عليهم الفقر- رمّموا المكان بطريقة تمكنهم من العيش فيه.

دخلنا لأحد البيوت، فوجدناه جهّز بأقل الأدوات. وأوضحت المواطنة أم أيوب أنها وأسرتها تعيش في فقر وعوز، وأنها كانت تسكن سابقا في أحد البيوت بالإيجار، وعندما لم تتمكن من دفع الإيجار وسمعت بتوفر أماكن تصلح للسكن في باب العزيزية جاءت بعائلتها إليه حتى تتخفف من أعباء الحياة.

وعن اعتزام الحكومة إخراج كل من سكن باب العزيزية وتحويله إلى منتزه عام، قالت أم أيوب إنها تعلم بذلك حيث جاءت لجنة من الحكومة وحصرت أسماء الساكنين هنا، وتعرفت على أوضاعهم، معربة عن اطمئنانها بأن المسؤولين سيجدون حلا مناسبا لهم ولن يلقوهم إلى الشارع.

من جهتها أكدت جارة أم أيوب وتدعى نسرين أنها اضطرت هي أطفالها وزوجها العاطل عن العمل للسكن في بقايا البيوت هذه بسبب الحاجة، معتبرة أن السلطة بعد الثورة تحرص على معيشة الشعب وستجد حلولا لمن يمرون بظروف صعبة.

تضييق

وخارج باب العزيزية قصدنا المنطقة الملاصقة له لنستوضح الوضع الذي كانوا يعيشونه إبان حكم القذافي، فأكد لنا كل من التقيناهم أن أهل المنطقة كان يُضيق عليهم. فما كان يسمح لهم بالعلو في البناء حتى يبقى دون مستوى السور الذي يحيط بمجمع العزيزية، مضيفين أن السنتين الأخيرتين شهدتا ارتفاعا لبعض المباني.

كما أشار من سألناهم من أهل الحي إلى أنهم عند مرورهم بالقرب من باب العزيزية يسرعون الخطى ويحرصون على عدم النظر للأعلى، وأنه كثيرا ما كان يتعرض لهم حرس المجمع بالشتم أو الصراخ.

والتقينا في جولتنا الهادي بوعجيلة (70 عاما) الذي أفاد بأنه بسبب قربه من مجمع باب العزيزية، الذي يفصله عن بيته شارع فقط، فقد كانت السلطات السابقة تمر سنويا على البيوت في الحي للتأكد من هوية من يسكنون فيها، مضيفا أنهم كانوا يطالبون أهل الحي بإبلاغ السلطات في حال عزمهم بيع المكان أو تأجيره.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات