مساعدة 13عائلة داهمت السيول بيوتها وشكاوى من اغراق الشوارع بمياه الامطار

المدينة نيوز- في الوقت الذي ساعدت فيه طواقم مديرية الدفاع المدني 13 عائلة في مختلف مناطق المملكة داهمت الامطار منازلها المنخفضة عن مستوى الشارع ( تسويات ) اشتكى مواطنون من الانعكاسات السلبية للامطار لناحية غياب آليات تصريف المياه والاختناقات المرورية وتأخرهم عن وظائفهم وموعد ارسال ابنائهم للمدارس .
وقالوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) اننا انتظرنا المطر بفارغ الصبر لما فيه من خير على الموسم الزراعي والمخزون المائي , لكن ان تغرق الشوارع من اول ( شتوة) وان تتحول عمان الى مشهد يشتكي منه الناس فهذا ليس بالامر المعقول .
احد عمال امانة عمان الكبرى كان يحاول فتح احد مناهل تصريف المياه بيده أملا في تخفيف منسوب المياه الذي اغرق الشارع في منطقة تقاطع جسر المحطة مع شارع الاستقلال والتي شهدت ازمة مرورية خانقة اليوم .
احدى المواطنات كانت تنتظر على جانب الطريق اشتكت من سوء تصرف بعض سائقي السيارات ممن كانوا يقودون سياراتهم بسرعة كبيرة متسببين برشق المياه على وجهها وملابسها متسائلة لماذا لا يتم التعامل مع الطريق خاصة عند هطول الامطار بطريقة اكثر حضارية ؟.
واستغرق توصيل ابناء احدى المواطنات التي تقطن شارع عبدالله غوشة الى مدارسهم في منطقة تلاع العلي لاكثر من ساعتين وفقا لقولها , فيما لم يتسن لها توصيل طفلتها الصغيرة الى مدرستها حيث فضلت اعادتها معها الى البيت بسبب انتظارهما لوقت طويل في السيارة .
وشهدت منطقة دوار جمال عبد الناصر ( الداخلية ) ازمة مرورية خانقة اثارت استياء من اضطروا الى الانتظار داخل سياراتهم لفترات طويلة لحين انفراج تلك الازمة التي استمرت منذ ساعات الصباح الباكر وفي اوقات الذروة .
وآثر عدد من المواطنين البقاء في بيوتهم وعدم الخروج الا للضرورة القصوى معربين عن سعادتهم بخير الشتاء واملهم بتباشيره فيما عاد طلبة من جامعاتهم في عمان الى بيوتهم مبكرا خوفا من استمرار ازمة المواصلات خاصة للذين يقطنون في المحافظات .
وشهدت محطات الوقود ازمات كبيرة تحسبا من استمرار المنخفض الجوي حيث كان الاقبال على التزود بمادة الكاز التي تعتمد عليها اسر كثيرة بغية تدفئة منازلها .
وقال امين عمان الكبرى المهندس عمر المعاني ان أجهزة وكوادر الأمانة الميدانية تعمل على معالجة تجمعات المياه وفتح الإغلاقات وصيانة المقاطع العرضية في الشوارع منذ ظهر يوم أمس مشيرا الى ان شبكة تصريف مياه الأمطار تعمل بكفاءة ضمن المعدل المتوسط وهي أفضل من مرات سابقة وأن مختلف مدن العالم تشهد تجمعات مياه في حال غزارة الزخات المطرية التي تتسبب احيانا في تأخر عملية التصريف لفترة وجيزة .
وأبدى إرتياحه لأداء أجهزة الأمانة البشرية والفنية في ظل تساقط الأمطار الغزير والتي سجلت كميات أعلى من المعدل المعتاد .
واشار الى أن الأمانة تنفذ سنويا عشرات العبارات الصندوقية على الشوارع الحيوية والهامة وفي مجاري الأودية والتي ستخدم مدينة عمان على المدى البعيد موضحا أن تنفيذ شبكة تصريف مياه أمطار حديثة ومتطورة يتطلب مبالغ مالية عالية .
ودعا نائب مدير المدينة للأشغال في الامانة المهندس فوزي مسعد المواطنين الذين يقطنون في الابنية المنخقضة عن مناسيب الشوارع الى اتخاذ الاحتياطات من خلال عدم الربط على خطوط الصرف الصحي المباشرة .
ولفت الى اهمية وضع ردادات على الخط الرئيسي الذي يشبك الابنية المنخفضة عن منسوب الشارع مع خطوط الصرف الصحي الرئيسية لمنع رجوع وتسرب المياه اليها بشكل معاكس بسبب الضغط في شبكة الصرف الصحي الناتجة عن تصريف مياه الامطار من بعض الابنية الخاصة الى شبكة الصرف الصحي .
واوضح ان تدفق المياه من خطوط مناهل المجاري في الشوارع لدى تساقط الامطار ناجم عن ربط المنازل بطريقة غير قانونية على خطوط الصرف الصحي التي ليست لها القدرة على استيعاب مياه الامطار مما يؤدي الى خروجها من مناهل الصرف الصحي في مواقع تؤثر على القدرة الاستيعابية لمناهل تصريف مياه الامطار.
وقال ان الامانة قامت باعادة تأهيل خطوط تصريف مياه الامطار وتنظيف المناهل وتجهيز فرق فنية للتعامل مع ما يستجد وتنظيف مجاري السيول والوديان بواسطة الاليات ومداخل ومخارج العبارات بواسطة الايدي العاملة .
واستبشر رئيس اتحاد المزارعين الاردنيين رئيس اتحاد الفلاحين العرب احمد الفاعور خيرا بالامطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين مؤكدا ان لها اثرا ايجابيا كبيرا على الموسم الزراعي والزراعات الحقلية كالقمح والشعير البعلي فضلا عن اثرها الجيد على تحسين نوعية الزيتون ومستويات نضوجه منوها الى ان الامطار تلعب دورا كبيرا في غسل التربة وتخفيف نسب الاملاح وعناصر التسميد الكيماوي فيها .
وقال ان المطر يسهم في تفتيت التربة ليرفع من جاهزيتها للحراثة ويزيد من نسب المياه المخزنة كما يرطبها ويعمل على تهيئتها لتخزين المياه ويزيد ايضا من التخزين السطحي لها .
وبين ان السدود بدأت تستقبل مياه الامطار الامر الذي يبشر بالخير ولاسيما انها تعاني من نقص في المياه داعيا المزارعين الى اتخاذ الخطوات الاحترازية للمحافظة على مزروعاتهم من الاضرار الفطرية والحشرية التي ربما تزداد في ظل انخفاض وارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجىء .
ودعا رئيس قسم العلاقات العامة في ادارة السير المركزية الرائد معن الخصاونة المواطنين الى الالتزام بقواعد وانظمة السير وترك مسافة امان بين السيارات اثناء القيادة وتحاشي تغيير المسارب بشكل مفاجىء وعدم استخدام المركبات الا للضرورة القصوى خاصة اذا استمر المطر بالهطول .
واشار الى اهمية التأكد من الجاهزية الفنية للمركبات مبينا ان كثيرا منها تعطل خلال هطول الامطار في اليومين الماضيين بسبب ارتفاع منسوب المياه على الطرقات ما يؤثر على ( السلف ) المسؤول عن تشغيل المركبة , وانه في حال تعطل السيارة اثناء المسير , فعلى السائق اذا استطاع , وضعها على اقصى يمين الشارع منعا لوقوع حوادث , ومغادرتها اذا لم يتمكن من ازاحتها والاتصال على الرقم 190 حتى يسند بالمساعدة الفنية اللازمة .
وبين ان ادارة السير وزعت ( ونشات ) تعمل على مدار الساعة في جميع مناطق المملكة التي تشهد في العادة اختناقات مرورية .
وحول الازمة المرورية التي شهدها دوار جمال عبد الناصر اليوم قال ان سببها عدم التعاون الكافي من قبل السائقين وعدم التقيد باولويات المرور وعدم اختيار طرق بديلة .
واكد انه تم توزيع مندوبي حوادث السير وتكثيف وجودهم في الشوارع خاصة في الفترة التي تشهد حوادث سير في الظروف الجوية الصعبة داعيا المواطنين الى قطع الشوارع من الاماكن المخصصة لذلك .
وقال مدير الاعلام والتثقيف الوقائي الناطق الاعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني العقيد فريد الشرع ان المواطن اثبت انه قادر على التعامل مع الظروف الجوية السائدة بمنتهى المسؤولية ما يعكس تعاونه واستجابته للرسائل التوعوية والتثقيفية التي تمررها الاجهزة المعنية وبخاصة الدفاع المدني حيث التزم مواطنون بترك الاماكن المنخفضة وانتقلوا الى اماكن مرتفعة اكثر امانا مثل قاطني الوحدات السكنية المتنقلة كبيوت الشعر والخيم والصفيح .
واضاف انه كان لهذا التجاوب الاثر الكبير في الحد من وقوع حوادث مختلفة باستثناء عدد من الحالات التي تم فيها مساعدة 13 عائلة داهمت منازلها السيول في مختلف مناطق المملكة خلال ال 48 ساعة الماضية .
ودعا العقيد الشرع الى الابتعاد عن الحفر الانشائية التي تكون محيطة بالعمارات السكنية قيد الانشاء داعيا القائمين عليها الى وضع اسلاك شائكة او صفيح من المعدن حولها حتى لا تمتلىء بالمياه وتصبح مصيدة للمارة وبخاصة الاطفال .
واكد على اتخاذ وسائل الحيطة والحذر في تخزين مادة الكاز في المنازل وعدم تخزينها في منطقة مغلقة بلا تهوية او في اماكن مكشوفة تكون فيها عرضة للاحتراق جراء انسكابها او عبث الاطفال بها .
وقال انه تم رفع جاهزية جهاز الدفاع المدني الى افضل المستويات من حيث الكوادر البشرية والاليات والمعدات المطلوبة ولاسيما تلك الخاصة بالتعامل مع حوادث فصل الشتاء حيث يتلقى الدفاع المدني البلاغات عبر هاتف الطوارىء ( 911 ) لمحافظة عمان و الرقم ( 199 ) لبقية محافظات المملكة .
وحول تعامل المديرية مع الحالات المرضية المختلفة كغسيل الكلى وحالات الولادة بين انه وبالظروف الجوية الصعبة نلبي نداءات كل من يريد غسل الكلى حيث ان المديرية لديها قوائم باسماء مرضى الكلى ومواعيد غسلهم وتقوم بالاتصال بهم والتنسيق معهم من قبل غرف عملياتها .
واوضح انه وتحقيقا للاستجابة السريعة للتعامل مع الحوادث الطارئة استحدثت المديرية اخيرا محطات للدفاع المدني في المناطق النائية والطرقات الصحراوية لتكون بمثابة الاسعاف الاولي السريع للتعامل مع الحوادث البسيطة ولحين وصول الاسناد من اقرب مركز دفاع مدني في حال كان الحادث من الحوادث الخطيرة .