سلام الحراسيس.. تحفظ القرآن كاملا قبل إكمالها عامها الحادي عشر
المدينة نيوز - إن كانت الإبداعات والمواهب بمختلف أنواعها تمييزا لأصحابها فان الإبداع في حفظ كتاب الله الكريم يتقدم على كل المواهب التي تنقضي بفناء الدنيا ، فيما يرافق إبداع حفظ القران الكريم صاحبه في الحياة والممات والمحشر ويقال له يوم القيامة ''اقرأ وارقي ورتل القران كما كنت ترتله في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها '' وفقا للحديث النبوي الشريف.
ومن هنا انطلقت الطالبة سلام حسين الحراسيس متميزة على آلاف الطالبات في العقبة وغيرها بعد أن تمكنت من حفظ القران الكريم بالكامل غيبا قبل أن تكمل خريفها الحادي عشر.
تروي سلام قصتها مع كتاب الله العزيز حيث بدأت بحفظه منذ عامها الرابع يوم أن كانت ''زهرة'' في رياض الأطفال وقد استغرقت سبع سنوات في هذا المشروع ليكتمل القران محفوظا في صدرها عن ظهر قلب.
تسيل آيات القران الكريم على لسان سلام بعذوبة متناهية دون تلعثم أو تلكؤ بأحكام تلاوة وتجويد متميزة حيث يشعر المستمع إلى سلام وهي تقرا بقراءة المتمكن من الحفظ بشكل رائع.
وتؤكد سلام التي يعمل والدها في القطاع الخاص بعد أن تقاعد من ميناء العقبة وتعمل أمها معلمة متقاعدة وواعظة حاليا أنها تحفظ يوميا عدة صفحات من القران الكريم لكنها تسمع جزءا كاملا خشية النسيان وتتعاهد القران باستمرار حتى لاتقع في مرحلة التفلت التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا ما سئلت سلام عن كيفية إنجازها هذا أجابت ''ألام مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق موضحة حجم الدور الذي تضطلع به أمها من متابعة يومية مانحة سلام أولوية على كل الواجبات''.
أبحرت سلام منذ نعومة أظفارها في أعظم رحلة مع أعظم كتاب عرفته البشرية لتتمكن من حفظ القرآن الكريم وفقا لقراءة الشاطبية عن طريق حفص عن عاصم.
تقول سلام إن الفضل بعد الله تعالى يعود إلى أهلها الذين هيئوا لها الأجواء المناسبة على مدار سنوات عمرها الأولى حتى بلغت هدفها وحفظت كتاب الله الكريم وتمكنت من الحصول على إجازة في القرآن الكريم بعد أن تجاوزت المستويات عن طريق والدتها.
حفظ القرآن بحد ذاته ليس صعبا كما يتصور البعض تقول سلام لكن الصعوبة تكمن في الاحتفاظ بما حفظت فان ''القرآن يتفلت من الصدور كما تتفلت الإبل من عقلها '' مثلما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضافت سلام أمتلك شعورا رائعا بعد ان أنهيت عملية الحفظ ولكن على حافظ القرآن أن يتعاهده بالمراجعة المستمرة وان يستحضر سوره وآياته في كل حين حتى يعين الذاكرة على قدرة التخزين والاحتفاظ ويحتاج ذلك برنامج يومي على أن يتم ختم قراءة القرآن مرتين بالشهر.
وأضافت إن عملية الحفظ تحتاج إلى تركيز دقيق لاسيما السور التي تتحدث عن المعاملات والميراث والأحوال الشخصية فيما تكون السور التي تتخذ طابعا قصصيا أكثر سهولة للحفظ من غيرها كالسور التي تتحدث عن قصص الأنبياء والأمم السابقة.
وتقول سلام ان أهم شيء في عملية حفظ القرآن الكريم هي الرغبة لدى الشخص ، فان تواجد الرغبة يختزل كثيرا من الوقت والمسافات وتنصح حفظة القرآن بالاستماع المتواصل إلى الفضائيات الدينية التي تعنى بالقرآن الكريم وأحكامه.
وتضيف إن شعوري يزداد عظمة حينما تستوقفني الآيات القرآنية لاسيما تلك التي تتحدث عن عظمة الكون وماهية الخلق هناك مساحات كبيرة للتأمل والتفكر في خلق الله وملكوته.
وتشكر سلام كل من أعانها على حفظ كتاب الله سواء بالمدرسة أم في مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.