شعراء يؤكدون أهمية رسائل السلام والمحبة بيوم الشعر العالمي
![شعراء يؤكدون أهمية رسائل السلام والمحبة بيوم الشعر العالمي شعراء يؤكدون أهمية رسائل السلام والمحبة بيوم الشعر العالمي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/8225d557736e8a14e7e3865a21336ef6.jpg)
المدينة نيوز- أثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية - على مر العصور - قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.
وتحتفل منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) سنويا باليوم العالمي للشعر, الذي اعتمدته خلال دورتها الثلاثين التي عقدت بباريس العام 1999 ويحتفل به في الحادي والعشرين من اذار من كل عام .
وبهذه المناسبة التقت وكالة الابناء الاردنية (بترا ) مجموعة من الشعراء للحديث عن يوم الشعر العالمي وأهميته في ترسيخ السلام والمحبة والتقارب بين الشعوب , اذ يعتبر الشاعر الأردني اسلام سمحان ان احتفال العالم بهذا اليوم هو اعتراف بمدى تأثير الفنون الانسانية ومنها الشعر على الحياة , ويقول ان المفارقة الغريبة , وفي الوقت الذي تمجد فيه الحضارات شعراءها , نصدم باخبار حول اعتقال شعراء عرب انتصروا للحرية والحب والعدالة.
ويدعو جميع الشعراء الى ثورة على الدخلاء والمدعين والمستنفعين والاشرار , هؤلاء الذين يرتدون قميص الشعر كي يسيئوا للشعراء عبر اهانة القصيدة من خلال ما يكتبون.
ويقول ان الشعر ان لم ينعكس على سلوك الشاعر لا قيمة له على الاطلاق .
ووفق الشاعرة آنو السرحان فان الشعر كخطاب إنساني ومؤثر في النفس البشرية لعب دورا ولا زال في الرقي وايجاد نقطة وصول مهمة بين الناس خصوصا ذلك الشعر الذي يبحث ويظل يسأل في قضايا الانسان واشكالاته , ولا شك أنه عندما يولي الهم الانساني المشترك ويتقاطع معه ينتج عنه الاحساس بهذه الروح المتآلفة وهذا ما يفترض أو ما ينبغي.
وتقول ان قصيدة مؤثرة قد تنقذ العالم من خسارات فادحة , وقد تفعل أخرى العكس تماما , والسؤال في يوم الشعر العالمي هو : أحقا لا يزال الشعر يحمل تلك الأهمية بحيث يمكن أن يعول عليه في تقريب المسافات وضم الأطراف للجلوس على طاولة من كلمات وأبجدية ؟.
وتقول الشاعرة العراقية مريم العطار ان دور الشعر هو تقريب وجهات النظر والربط بين ثقافة تاريخ الامم بتقديم نكهة خاصة وعميقة .
وتؤكد اهمية وجود مترجمين يبحثون عن نصوص متميزة مبينة ان الشعر الحديث هو أقرب وأسرع تفاعلاً بتقريب البشر مع بعضهم , ويمكن للشعر القصير والجديد وغير التقليدي ان يعرف الآخرين الينا دون تقييد وانحراف عن صلب الموضوعات .
ويقول الشاعر الأردني مهدي نصير ان الشِّعر الحقيقي العالي يمثِّل روح وقيم الإنسان العليا , وشكَّل الشِّعر عبر تاريخ الشعوبِ أعلى المصدَّات ضد الهمجية والغوغائية والانحطاط الذي ساد التاريخ البشري وما زال يسود .
ويؤكد أن الشِّعر الحقيقي هو القيمة الجمعية العليا للإنسان على اختلاف ثقافاته ودياناته وحضاراته وهو الوحيد مع الفنون العالية القادر على ايجاد روح التسامح والتآخي بين شعوب الأرض .
ويقول الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة ان الشِعر بِوصْفه رِسَالة كَونِية تؤَكِد عَلَى اللَهْفة الشَامِلة، وَتسهِمُ فِي صِيَاغة التَواصلِ العالَمِيِ لِصَالحِ تَشَابكاتِ اللحْظَةِ، فَقَصِيدَة لِشَاعِرٍ ، تُحَرِّكُ مَشَاعِرَ الْبَشَرِ كَجِسْرِ حِوَارٍ دَاخِلِيٍّ تَضَامُنِيٍّ عَالِي الْقِيمَةِ، بِطَرِيقَةٍ تَمْزِجُ بَيْنَ الذَّاتِي وَالمَوْضُوعِي وَالشُّمُولِي .
ويشير إِلَى أَنَ مُطْلَقَ نَصٍّ مُتمثِلاً تقَنِيّاتهِ لِتَطْوِيرِ ذَاتِهِ وُصُولاً إِلَى تَجَاوُزِ الأَنَا وَالآخَرَ، يَمُدُّ قَنَاةَ تَوَاصُلٍ دَافِقَةً بَيْنَ الشِّعْرِ وَبَقِيَّةِ الْفُنُونِ الَّتِي هِيَ بِطَبِيعَتِهَا عَالَمِيَّةٌ (رَسْمٌ، إِيقَاعٌ، سِينِمَا) وَسِوَاهَا، وَتِلْكَ مَاهِيَّةُ الشِّعْرِ وَسِمَتِهِ؛ أَنْ يَشُدَّ أَوَاصِرَهُ إِلَى كُلِّ مَا هُوَ جَمَالِيٌّ، وَقَائِمٌ عَلَى تَنَوُّعِ الْوحدَةِ الْكُلِيَّةِ الَّتِي تَرْبِطُةُ بِمُخْتَلَفِ الْفُنُونِ .
ويرى الشاعر والكاتب السعودي محمد أحمد عسيري أن الشعر ليس تنظيرا أو مجرد مشاعر مركبة .. انما هو لغة لا تحتاج لوسيط ينقلها لنا ، فوقعه وموسيقاه تشعل داخلنا قناديل الفرح والحب .
ووفقا له : يجب على كل الشعراء أن يبعثوا برسائل السلام والحب في يوم الشعر العالمي ليمنحوا هذا الكوكب الجميل المزيد من الدهشة .
أما الشاعرة اللبنانية ألدا مزرعاني فتعتبر ان الشعر إحتفال دائم بأبجديّة الروح والإنسان وماهية الوجود , في حين يقول الشاعر الليبي مصطفى حمودة ان الشعراء رسل سلام ومحبة للإنسانية جمعاء, وهم الصوت القادر على النفاذ إلى أعماق سحيقة في النفس، وشعرهم هو الكلام السامي القادر على هدم ما لا يجب أن يكون وبناء ما يجب أن يكون بمقياس الضمير الإنساني العالمي.
وينوه بان اليوم العالمي للشعر مهرجان وفرصة تاريخية لإضاءة الشعر وعالمه،لافتا الى انه لو تمعّنا في قيمة الشعر ورسالته لأدركنا انه من يجمع شتات الإنسانية، ويمد جسور التواصل بين الامم، ويبرز فكرها الحضاري على نطاق محلي وإقليمي ودولي.
وحسب الشاعرة الاردنية ريتا حسان فان الشعر ذاك المدى الرحب الخصب بالمشاعر والأحاسيس والمفردات التي تداعب الروح , والشاعر يستطيع بقلمه واحساسه ان يلامس شغاف القلوب ويتبنى قضايا تحرر الانسان , والشعر يؤثر بالتواصل بين المجتمعات ايجابيا بنثر بذور المحبة والخير وريّها الى أن تنمو الى أشجار من السلام والتواصل .
ويشير الشاعر الأردني محمد صوالحة انه ومنذ القدم كانت القبائل تحتفل بميلاد شاعر لأنها تعتبره صوتها ,الناقل لرسالتها ,الناشر لقيمها ومبادئها, المنافح عن الذائد عن حقوقها .
ويقول : كان الشعر منذ القديم وسيلة تواصل بين الناس , لكن في زمننا هذا ولكثرة الشعراء ولهبوط مستوى القصيدة على وجه العموم ولد الفراغ في العلاقات الإنسانية .
وتقول المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، بمناسبة اليوم العالمي للشعر أن الشعر بوصفه تعبيرا عميقاً عن الفكر الإنساني، وفناً وعالمياً، هو أداة للحوار وللتقارب , لأنه يتيح الاطلاع على تعبير أصيل ينتمي إلى هذه اللغة.
ووفقا لمقرر اليونسكو، فإن هذا اليوم يهدف الى دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري وإتاحة الفرصة للغات المهددة بالإندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية اضافة الى دعم الشعر والعودة إلى التقاليد الشفوية لأمسياته وتعزيز تدريسه ، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم , الى جانب دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام .
(بترا )