الكرامة
الحادي والعشرين من شهر اذار ذكرى مشرفه مكلله بالعز والمجد والشموخ والكبرياء والكرامة الخالدة التي سطر فيها جيشنا العربي قبل سته واربعين عاما اروع البطولات والانتصارات على القوات الاسرائيليه المعتديه فأيمان ابطالنا البواسل الصادق الذين شاركوا في المعركة وعقيدتهم الراسخة وثباتهم الاثر الاكبر في تحقيق النصر على القوات المعتدية وتحطيم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر .
فاليوم يحتفل الاردنيون قيادة وشعبا وجيشا بذكرى النصر في معركة الكرامة الخالدة وفي المقابل يستقي الاسرائيليون الدروس عندما روادتهم في الماضي اطماعهم نحو الاردن ليذكروا ان الاردن عصي على مخططاتهم وفيه شعبا مستعد للموت على ارضه فدماء الشهداء من ابناء هذا الجيش لازالت منارات وشواهد على البطولات التي سجلوها على اسوار القدس وباب الواد والكرامة واماكن كثيره من الارض العربيه .
فتاريخ جيشنا العربي مشرف يدافع عن غرب النهر وثرى فلسطين والاقصى والمقدسات والصخرة المشرفه عن مهد المسيح والقيامه وخليل الرحمان وعن كل حبة تراب من الثرى الطهور وعن ثرى الجولان وفي مواقع عديدة من الوطن العربي .
وما يهمنا اليوم استخلاص الدروس ومن هذه المعركة التي افرزت مجموعه من الدروس والاستراتجيات التي لابد من تمثلها في المرحلة الراهنه وابرزها :
الوحدة الوطنيه ووحدة الدم على ارض المعركة العامل الحاسم في تحقيق الحشد والتعبئه ضد العدو الصهيوني وضد تعبئه اطراف التحالف وانه عندما يتوفر قرار القتال وارادة المقاومة فأن النصر يكون حليف الامة .
فمعركة الكرامة محطه بارزة للصمود والمقاومة والانتصار وردا على نكسه 1967م واعادة اعتبار الامة العربية لنفسها والثقه بقدراتها بالتحام الجيش الاردني مع المقاومة الفلسطنيه في خندق واحد محطمة اسطورة التفوق الزائف للجيش الصهيوني كاسرة شوكته على ايدي ابطال الجيش العربي الاردني فمعركة الكرامة خالدة عبر التاريخ بحروف من نور مشكله نقطة تحول في تاريخ العسكريه العربيه .
ومنذ ان اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني العرش عمل على تعزيز دور الاردن الايجابي والمعتدل في العالم العربي
اذ يعمل جاهد لايجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الاسرائيلي ويسعى جلالته الى مأسسة الديمقراطيه والتعدديه السياسيه التي ارساها جلالة الملك الحسين رحمه الله والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنميه الاجتماعيه بهدف الوصول الى نوعية حياه افضل لجميع الاردنيين وعلى رأس اولويات جلالته الاجنده الوطنيه ويتم تحقيها في مناخ يكفل الاصلاحات السياسيه والديمقراطيه والترابط الاجتماعي وتزويد الاردنيين بالادوات اللازمة لتمكينهم من المساهمة في تطوير الاردن .
كما انه كان للقوات المسلحة واجهزة الامن العام وقوات الدرك والدفاع المدني اهتمام بالغ من جلالته فهو رفيق السلاح من بين صفوفها تخرج ولمعرفته الدقيقه بمتطالباتها اولاها كل الرعاية والاهتمام لتواكب العصر تسليحا وتاهيلا فشهدت تطورا سريعا ملحوظا فكان وما زال جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة والاجهزة الامنيه باعثا لروح الاجتهاد في العمل ومحفزا للنهوض بالمسؤوليه .
اثبت الاردن قيادة وشعب رغم صغره وضالة موارده وافتقاره الى كثير من الاسلحة انه قلعه صمود وبرج تضحية .