جد ورد يوارى الثرى قبل أن تكتحل عيناه برؤية حفيده

المدينة نيوز- لم تكتحل عينا جد "ورد" الذي ووري الثرى أول من أمس برؤيته، بعد مرور أكثر من مائتي يوم على فقدانه عانت فيها عائلته الويلات جراء معلومات متضاربة تارة من هنا وأخرى من هناك دون التوصل إلى أي خيط يمكن أن يفسر اختفاءه.

جد ورد لأمه "أحمد الهنداوي" توفاه جل وعلا، لكن الأشهر الستة الأخيرة في عمره ربما كانت الأشد ضنكا في حياة عاشها وتجاوزت "الستين" ففيها فقد حفيده الذي لو تيسر له معرفة إن كان حيا أو متوفى لهان عليه مرضه لكن مشيئة الخالق امتحنته فقضى نحبه وهو صابر".

وكان الطفل ورد الربابعة الذي أصبح يبلغ من العمر الان خمس سنوات ونصفا، خرج من منزله في بلدة جديتا في لواء الكورة قبل 200 يوم لشراء وجبة الإفطار من السوق التجاري الذي لا يبعد عن منزله أكثر من 200 متر الا أنه لم يعد حتى الان، بالرغم من الجهود المستمرة التي تقوم بها الجهات الأمنية والشعبية.

ويتخوف عبد المجيد الربابعة والد ورد أن يبقى مصير طفله مجهولا بعد مضي ما يزيد على الـ 6 شهور، من دون التوصل إلى أي معلومات قد تساعد في الكشف عن مصيره، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية بذلت قصارى جهدها في عملية التحقيق والمتابعة في أدق التفاصيل لكن دون جدوى".

وكانت العديد من الشائعات راجت خلال الأشهر الماضية حول مصير الطفل ورد، والمتمثلة بالعثور عليه متوفى في عدة مناطق بالمملكة، وأخرى بالعثور عليه في الدول المجاورة، إلا أن تلك الشائعات ثبت عدم صحتها بعد قيام الأجهزة الأمنية بمتابعتها.

الشائعات التي باتت تلف القضية، أصبحت الهاجس الرئيس الذي تعانيه الأسرة، حيث باتت مهددة باضطرابات نفسية وعصبية أفقدتها القدرة على تحمل المزيد من الشائعات، على حد تعبير الربابعة.

أما المعلومات التي كان صداها أشد قسوة على أسرة وأقرباء ورد، تلك التي رافقت عملية قامت بها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الدفاع المدني والبلديات قبل أسبوع عندما قامت بنضح حفرة امتصاصية بالقرب من منزلهم وتم العثور على حذاء لطفل صغير وبعض الملابس، وفق ما أكده الربابعة.

ويقول الربابعة إن "زوجته والدة ورد وأعمامه تلقوا الخبر كالصاعقة، وخصوصا بعد ورود عشرات المكالمات الهاتفية تستفسر عن صحة المعلومات التي تشير إلى العثور على ملابس طفل وان الجثة متحللة".

لكن هذة الشائعات التي تناقلها العديد من المواطنين في بلدة جديتا، سرعان ما نفتها الأجهزة الأمنية "جملة وتفصيلا" كما أكد الربابعة والذي أشار إلى أنه "وفور ورود المعلومات قام بالاتصال مع مدير البحث الجنائي في عمان العميد جمال البدور للتأكد من صحتها والذي أكد أن "البحث جاء كإجراء احترازي ولم يتم العثور على أي دليل مادي يؤكد مصير الطفل".

ويضيف الربابعة أن "الدعاء إلى الله بات الطريق الوحيد لهم، بعد أن فشلت كافة الجهود الأمنية والشعبية في معرفة مصيره".

الأجهزة الأمنية بدورها، أعادت فتح ملف القضية من يوم اختفاء الطفل ورد، في خطوة منها لمعرفة أي خلل قد فات محاضر التحقيق، وفق مصدر أمني والذي أشار إلى أن البحث والتحقيق ما يزال جاريا حتى معرفة مصيره".

وكانت التحقيقات طالت خلال الشهر الماضي مئات الأشخاص سواء من أقرباء الطفل أو أشخاص من خارج البلدة، حسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه والذي أكد أن "الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة في سعيها للوصول إلى خيط من شأنه كشف مصيره".

ويضيف أن "الأجهزة الأمنية قامت مؤخرا بتعميم صورة الطفل عن طريق الانتربول الدولي، بعد ورود عدة معلومات أن الطفل موجود خارج البلاد، إلا أنه ولغاية الآن لا توجد أي معلومة حقيقية تؤكد مصيره".

ويؤكد أن "الأجهزة الأمنية تهتم بأي معلومة تردها في أي أمر وان ذلك جزء أساس من دورها"، موضحا أن والد ورد التقى مدير الأمن العام وان جهاز الأمن العام يقوم بمتابعة هذه القضية".

وأكد أن "الحملة الأمنية التي رافقت عملية البحث عن الطفل لم توازيها أي حملة، حيث اشترك فيها مئات الأشخاص والدوريات دون جدوى".