في ذكرى يوم الأرض.. فلسطينيوا الـ48 يقررون الإضراب العام
المدينة نيوز - قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، الإضراب العام والشامل في الذكرى الـ 38 لـ "يوم الأرض"، الذي يصادف 30 آذار (مارس) من كل عام.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان: "إن اللجنة قررت إحياء ذكرى "يوم الأرض" هذا العام بإضراب عام وشامل للجماهير العربية، والعمل على تنظيم عدة فعاليات لإحياء ذكرى "يوم الأرض"، الأولى في حي رمية (قرب كرميئيل)، احتجاجًا على مُخطط هدم البيوت العربية فيه وترحيل أهله، وذلك يوم غد الجمعة الذي يسبق يوم الأرض، والثانية تتضمن تنظيم فعّالية مركزية، قُبْيل ذكرى "يوم الأرض"، في منطقة النقب، رفضًا لسياسة المُؤسسة الإسرائيلية ومخططاتها الأُخطبوطية، والتي تستهدِف المساس بالوجود العربي الفلسطيني في النقب، من خلال سياسة هدم البيوت العربية والاستيلاء على ما تبقى من أراضٍ عربية ، وذلك من خلال معسكر التواصل الذي تنظمه الحركة الإسلامية على مدار سنوات في النقب. والنشاط الثالث هو في بلدة قلنسوة حيث يتهدد عشرات المنازل هناك الهدم من قبل السلطات ولجنة التنظيم بحجة البناء بدون ترخيص.
وستكون الفعالية المركزية والتي تتضمن مسيرة ومهرجان "يوم الأرض" في قرية عرابة البطوف والتي ستستضيف النشاط الأكبر في إحياء هذه الذكرى.
كما دعت اللجنة إلى رفض كل مخططات التجنيد والخدمة العسكرية، التي تحاول السلطات الإسرائيلية فرضها، بشكل أو بآخر، على الجماهير العربية، وتحديدًا على فِئات مِنها على أُسس طائفية، واعتبارها محاولات منهجية تضليلية خطيرة، ترمي إلى بث سموم الفِتن والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والمَصير المشترَك، والتأكيد على أهمية مواجهة هذه المخططات على أسس وطنية ووحدوية.
ورفض محاكمات الشيخ رائد صلاح والنائب محمد بركة والنائب السابق سعيد نفاع، واعتبارها محاكمات سياسية تستهدف الجماهير العربية عمومًا، وأكدت على ضرورة مواجهة هذه المحاكمات ونتائجها. ودعت لجنة المتابعة القيادات الفلسطينية، وفي مقدمتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس مُنظمة التحرير الفلسطينية، إلى الإصرار على إطلاق سراح أسرى الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، ودعته للتمسُّك بهذا المطلب العادل.
كما ناشدت القيادة الفلسطينية التمسُّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعدم التراجع عنها كحقوق غير قابلة للتصرُّف، وطالبت بعدم الاعتراف بما يُسمى "يهودية دولة إسرائيل"، بأي شكل من الأشكال، لِمَ يحمله من مخاطر حقيقية على وجود ومُستقبل الشعب الفلسطيني عمومًا.
يذكر أن "يوم الأرض" هو يوم إضراب شامل للجماهير الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، انطلق في الثلاثين من شهر آذار (مارس) احتجاجاً على مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم بهدف تهويد منطقة الجليل (شمال فلسطين المحتلة).
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 في فعاليات يوم الأرض، وأصبح مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني، وذكرى لتلاحم الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
وتعود أحداث هذا اليوم لشهر آذار من عام 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة واحدًا وعشرين ألف دونم من الأراضي الفلسطينية ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل. وعلى إثر هذا المخطّط قرّرت الجماهير الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة بإعلان الإضراب الشّامل، متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948، السّلطات الإسرائيليّة، في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والتمييز العنصري والإفقار وعمليات استيلاء للأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم.
وكان الرد الإسرائيلي على المظاهرات السلمية عنيفًا، حيث تدخلت قوّات معزّزة من الجيش مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة وأعادت احتلالها موقعة ستة شهداء وعشرات الجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
ويشار هنا إلى أن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الإسرائيلية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.