الحكومات العربية والزوجة الغيورة
يحكى أن رجل توفي وترك خلفه زوجة تحبه كثيرا، وكانت تغار عليه كثيرا في حياته ، فحزنت عليه حزنا شديدا ، وقد كان هذا الرجل قد أحب في زمانه (وقبل زواجه) فتاة من قريته غير التي تزوجها ، فكانت زوجته تكره تلك الفتاة وتغضب من رؤيتها ، ومع مرور الأيام والشهور شاءت الأقدار أن تتوفى تلك الفتاة التي أحبها الرجل ،وقد لبست البلدة لباس الحزن .
وفي المساء وكعادة الزوجة بعد أن تنهي من قراءة بعض أجزاء القرآن، تبدأ بالدعاء لزوجها كنوع من الوفاء له وللعشرة التي بينهما ،فجأة أخذها التفكير لكلمات قد سمعتها من أقاويل بعض النساء في البلدة، بأن الأموات يتزاورون أيام الاثنين والخميس ، فقامت مسرعة وقد أصابتها الغيرة على زوجها وهو ميت خوفا من أن يحصل زيارات بينه وبين الفتاة التي أحبها والتي قد ماتت في الصباح ، ...غضبت الزوجة وبدأ عقلها وتفكيرها يأخذها يمين وشمال ، حتى صار ينتابها التفكير بالانتحار كي تلحق زوجها، إلا أنها عدلت عن قرار الانتحار.
فأصبحت هذه الزوجة تذهب إلى قبر زوجها يومي الاثنين والخميس من الصباح وحتى غروب الشمس ، وهذا كله غيرة على زوجها ، فهي تغار عليه حيا وميتا .
فهل تغار الحكومات العربية على شعوبها كغيرة هذه الزوجة على زوجها؟ ، أم أن هذه الزوجة تبالغ في غيرتها ؟ نحن لا نريد من الحكومات العربية أن تكون مثل هذه الزوجة الغيورة ، إنما تكون كالزوجة الصالحة تعطي ما عليها وتأخذ ما لها، وأن تخصص شيء من وقتها لتفقد حاجيات المواطن والاستماع لهمومه.
لكن،وللأسف الشديد نرى بأن الدراسات أثبتت بأن الحكومات العربية هي سبب هموم المواطن، وهي من تقف غصة في حلقه.