مؤسسات رائدة (2)
بالنظر الى الجانب المليء من الكأس والى الجانب المشرق مما هو موجود على الارض , ومن مشاهدات المتتبع لتلك الاشراقات يتوجب علينا الوقوف احتراماً لكل من يعطي للوطن والمواطن مؤسسة كانت ام فرداً ,لذا وبعد ان كتبت في جزء سابق يحمل نفس العنوان لهذا المقال عن بعض مؤسساتنا الرائدة التي يقودها نخبويون مخلصون من ابناء الوطن ,وجدت انه من الضروري تسليط الاضاءة على بعض جديد منها وهي جزء من مجموعة كبيرة من مؤسساتنا الاردنية التي تعطي وتبني ولا تنهار امام كابوس الفساد الذي ينخر في بعضٍ منها , ولكننا نتطلع الى اقتلاعه قريبا من جذوره بعون من الله.
عودة على مؤسساتنا التي سأقصدها في مقالتي هذه وهي تستحق الوقوف على جوانبها المضيئة ونوجه لها رسالة شكر باسم كل ابناء الوطن والمستفيدين من خدماتها من المجتمع المحلي الطيب الذي يستحق العطاء والبذل لأجل عيونه.
ولنبدأ من :ـ
أولاً...مؤسسة مديرية قوات الدرك ,فالكل يجمع على دروها الامني الوقائي الذي يحمي كل التجمعات العامة سواء أكانوا معارضين أم موالين لسياسات أو لاشخاص ,فهي وبحياد تقف حائلاً دون تطور المشهد على الارض من كونه تظاهرة لرفع شعارات وايصال رسائل الى شجار وعنف مرفوض في بلدنا ووقفاتنا المسؤولة والهادفة,أضف اليها الدور في حماية المؤسسات والابينة والمنشآت ,بل وتقفز الى أدوار عديدة منها اغاثية وانسانية فها هي اليوم وفي مشهد راقٍ يتسيده رجال الدرك وتزينه آلياته نرى اليوم المعونات والمساعدات للأسر الفقيرة التي تطلقها الهيئة الاردنية الخيرية الهاشمية تقوم اليات الدرك ورجال الدرك بايصالها للمحافظات وتوزيعها بانفسهم على المواطنين بمشهد رائع يجعل من رجل الدرك انسانا قريبا من القلب والناس وينتقل بصورته في الذهن من شدة وقساوة التصور عنه الى حقيقة اللطف بين جنبات رجال هذا الجهاز الانساني ,بل وتذكرت فور ذلك موقف الرجال الدركيين في العواصف الثلجية والحوادث والكوارث العامة والمساعدة في حالات الدفاع المدني العام وبسط الامن الهادئ على الارض.
ثانياً ...مشروع ارادة التابع لوزارة التخطيط ,فطالما قدم هذا المشروع المدعوم من وزارة التخطيط وتشرف عليه اداريا الجمعية العلمية الملكية خدماته للمواطنين والمستثمرين ,فهو برنامج يقوم على تقديم الدراسة المجانية للجدوى الاقتصادية لأي مشروع انتاجي واستثماري في المحافظات بل ويقدم تدريبا بالمجان ايضا للراغبين بتأهيل عملي ميداني لتنفيذ مشاريعهم ,مما أدى الى ازدياد منسوب الارباح لدى المستثمرين وقلة النتائج الخاسرة في التجارة والاستثمار بفضل هذه المؤسسة الرائدة التي يديرها مجموعة رائدة من الكادر البشري الاستشاري المؤهل والخبير في مجال تعزيز الانتاجية وتقوية الاقتصاد الفردي والمؤسسي.
وهناك أمر هام وهو تسهيل مهمة من يريد الحصول على قرض أو منحة في مجال استثماري معين ومتابعته في اجراءاته حتى يتم الحصول عليه .
ثالثاً ... مؤسسة التدريب المهني ..وهذه لا نظير في ريادتها للاعمال ورفع سوية اليد العاملة ,فهي تعلم مجموعة من المهن لمنتسبي البرامج وتؤهلهم تأهيلاً بمستوى ممتاز يلبي طموحات سوق العمل لكلا الجنسين وللاعمار فوق ال18 سنة وبمختلف المهن التي تناسب الجنسين بل وتدعمهم في توفير فرص عمل لهم بعد التخرج من التدريب .
برامج المؤسسة المستقلة ادارياً والممولة من المنظمات الدولية تقوم على التدريب المجاني بل وتقدم دعما نقديا مباشراً للمنتسبين لتغطية نفقات تنقلاتهم ومصروفاتهم اثناء الالتحاق ببرنامج التدريب ,وتسهم الى حد كبير في خلق أجواء ودية بين الشباب المنتسبين لها مما يعزز لديهم روح الاخاء والتعاون والشراكة ربما في العمل بعد انتهاء برنامج التدريب.
رابعاً ...المراكز الشبابية التابعة للمجلس الاعلى للشباب , وهذه تعتبر من اهم مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة في القرى والبوادي والارياف تأثيراً في الفئة المستهدفة بإيجاب كبير ,بل وانتقلت في خدماتها وبرامجها الى الكبار والى المؤسسات الاخرى ايضا في التعاون المشترك بين البرامج المقدمة لكل منطقة جغرافية يتواجد فيها المركز الشبابي. ساهمت هذه المراكز الى حد كبير في صقل شخصية الشباب وايجاد روح جديدة لديهم واكسابهم مهارات هامة في الاتصال والتواصل وحسن التعاون والاعتماد على الذات والتنافس لتقديم خدمة للاخرين , بالاضافة لبرامج ترفيهية وثقافية وخدمية ومهاراتية لا تحصى يحتاجها الشاب وتحتاجها أسرته على حد سواء , ومن الجدير ذكره أن لهذه المراكز دور كبير في خلق ايمان للناس بها وببرامجها مما جعل المجتمع المحلي غير متردد في انتساب ابنائهم وبناتهم لها بل واقامة زيارات متكررة لتلك المراكز منطلقين من ايمانهم باهميتها وقدرتها على تعزيز ما يعتري مؤسسة البيت من نقص يجده الشاب في اجواء المراكز الشبابية.
مؤسساتنا الرائدة كبيرة وعظيمة فكل الشكر للكادر البشري المخلص فيها ونتمنى لكل من ينتسب لمؤسسة ان يرتقي قدما بعطائه أسوة بزملائه من المنتسبين للقطاع العام الناجحين ,كما نوجه رسالة بان كل من يعطي يجب ان يكافأ ويُكرم حتى يستمر في عطائه والمقصر يتوجب اعادته للطريق لأنه وللأسف هناك الكثير من المحبطين الذين يقللون من شان وجهد من يعمل وبدلاً من مكافاتهم تتم معاقبتهم والعكس كذلك صحيح .