زليخة على الفيسبوك
هذه هي الحياة، فالكثير من الناس يتحدثون عن أخلاق قويمة، ويطالبون بالإنصاف والعدالة والتخلص من الظلم الذي يسبب الإحباط والشعور بالضياع، وهو مايزال يشكل عقبة في طريق الإنسانية، أو كما يقول أحد الخطباء حين سألوه عن التردي الأخلاقي في المجتمع الحديث، إن زليخة لم تتأثر بالأنترنت ولا بالتكنلوجيا الحديثة ولا بالتويتر، حين راودت يوسف عن نفسه، وتجاهلت كل نداءات الضمير ورضخت لغريزتها الشيطانية، وتسببت في تأخير النبي الشاب عن مواعيده الربانية، وكانت سببا في موت زوجها العزيز حسرة وهو يرى زوجته الأثيرة تعيث بنفسه وسمعته ومنصبه لأنها لم تصمد في مواجهة الرغبة المحمومة حتى ذهبت مثلا برغم توبتها وتغير الأحوال بها .
عندما جرى الحديث عن إبن وزير عراقي قيل إنه أعاد طائرة كانت متوجهة من بيروت الى بغداد لأنه تأخر لبعض الوقت، إنتفض العراقيون كعادتهم في الإنتفاض، رافضين هذا التصرف وعدوه إستغلال مقيتا للسلطة والنفوذ والمنصب، وبدأت حملة الشتائم والتسقيط والتشهير الذي طال الوزير وإبنه ومن ينبري حتى للتبرير، ولم ينس المواطنون الفرحون بالمصيبة أن جاؤا بشاب فقير مدقع دون أن يحركوا ضمائرهم للحظة، ووضعوا صورته على الفيس بوك وشتموه ووصموه بالعار والشنار وقالوا، إنه إبن الوزير المدلل دون تمحيص وبحث وتدقيق في طبيعة الشخصية، وماإذا كانت وهمية، أو حقيقية، أو إن الشخص المذكور ليس هو الشخص المقصود. ظهر فيما بعد إن الشاب المسكين هو مواطن من وسط العراق فقير مدقع لايملك من الدنيا شيئا، وفوجئ حين أخبروه بوجود صورته على إحدى الفضائيات، وعلى مواقع الأنترنت. كانت التقليعات التي فوجئ بها الشاب المسكين تصب في مصلحة الشيطان حيث وصفوه بأوصاف مفزعة، وتندروا عليه وإشمأزوا من وجهه وغياب أي لمحة من لمحات الجمال في ذلك الوجه.وقالوا عنه، وهل يستحق هذا أن تعود لأجله طائرة!! لحظة. هذا يعني إنكم أيها العراقيون لاتعترضون على تصرف إبن الوزير ومخالفته لقواعد السلوك أثناء الخدمة العامة؟ وكان إعتراضكم على وجهه وحجم القبح الذي فيه. فالوجه قبيح في العرف العراقي ولايستحق أن تعود لأجله الطائرة، ولو كان جميلا فلابأس أن تعود لأجله الطائرة. هكذا فعلت زليخة حين قالوا عنها إنها منحرفة وساقطة حين راودت يوسف. وحين جمعت النسوة ونظرن في وجه يوسف، قلن، ماهذا بشرا ! التسقيط في العراق وفي بلدان عربية أخرى لم يعد يهتم للأخلاق وحفظ كرامات الناس فإذا اخطأ أحدهم قيل، إنه من جنس الشيطان، ولابد من حرقه، حتى إذا ظهر خلاف ذلك وعرفوا إنه ليس بهذا السوء تنكروا لفعلهم، ولم يذكروه وأعرضوا بحثا عن فضيحة جديدة.
بالأمس وجدت على الفيسبوك صورة لدعاية إنتخابية لسيدة جليلة رشحت للإنتخابات العراقية المقبلة، وكانت علائم التسقيط واضحة من خلال عمل فوتوشوب لتغيير شعار الحملة الإنتخابية والعبارات المكتوبة وبطريقة مخزية تدل على حجم الصراع والرغبة في التسقيط للأسف