قراءة حوارية لرواية "خبز وخوف" لفيصل الشبول في "الطواحين الثقافي"
![قراءة حوارية لرواية "خبز وخوف" لفيصل الشبول في "الطواحين الثقافي" قراءة حوارية لرواية "خبز وخوف" لفيصل الشبول في "الطواحين الثقافي"](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/3bef93cde1c2f2e23b828b64ef7bd72b.jpg)
المدينة نيوز- عاين الوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين ورئيس مجلس ادارة صحيفة الرأي، الوزير السابق سميح المعايطة، في ندوة حوارية في صالون الطواحين الثقافي وجماعة رايات الإبداعية بالتعاون مع وكالة انجاز الإخبارية في ديوان عشيرة الفريحات في راجب بمحافظة عجلون امس الاول، رواية "خبز وخوف" للزميل فيصل الشبول.
وقال حدادين، إن الرواية "رسمت الماضي وأجواء النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي في بلدنا، والنصف الأول من الستينيات في البلدان المجاورة الشقيقة، حين كان المواطن يؤخذ بجريرة غيره، أو كان البريء يقضي أوقاتاً في الاحتجاز ومصادرة حريته، وأحياناً يقضي أحكاماً بالسجن أصدرتها محاكم عسكرية، ليس لها من العدالة ما يذكر".
وبين حدادين "أن ما حدث لشخصية الرواية "عمر سعيد" كان مألوفا في فترات ببلادنا العربية كانت سمتها الغالبة الأحكام العرفية والاستثنائية.
وفي حين لاحظ حدادين بإعجاب طريقة اختيار رسم غلاف الكتاب الذي "عبر عن رغيف الخبز الافرنجي الذي يكمم الافواه إذ لا شيء يجبر الإنسان على السكوت على الضيم سوى الخوف من الجوع"، اشار الى ان الرواية نقلت الاحداث التي مر بها المواطن العربي بكل دقة، "الا انه اغفل المضايقات التي واجهها المواطن العربي في روايته للمواطن (رامي سعيد) بمهنية عالية، وكذلك الصعوبات التي واجهها رامي سعيد في حياته".
وأشّر حدادين الى تطرق الرواية لقضايا الفساد المالي والإداري والأخلاقي، التي تشكل "فخاخا لمن يراد الانتقام منهم في فترة الأحكام العرفية"، مشيدا بإبداع الكاتب في طريقة عرضه للرواية التي تنمي الحس الادبي والثقافي بما تحمله من عناوين مهمة ترسم واقعنا بكل حيادية ونزاهة وشفافية، خصوصا في سياق ما يحدث من تغيير في المشهد السياسي العربي، منسجمة مع روح ما يطالب به عامة الناس في المنطقة العربية.
كما أشّر حدادين إلى الجرأة الروائية للكاتب التي "تتبدى منذ عتباته الأولى ودلالاتها الفنية، حيث ولج عالم الرواية الأردنية من باب الخبرة الإعلامية الواسعة، والاطلاع على خفايا ثنائية السلطة والشعب من مواقعه الإعلامية، فتكشفت له سطوة الأجهزة الأمنية العربية".
وذهب حدادين في قراءته للرواية إلى "أن جميع فصولها القصيرة، اعتمدت القطع والتكثيف، لكنها تركت مساحة للقارئ لإعمال فكره والتمعن في الأحداث"، ذاهبا الى أن "التكثيف والقطع من سمات هذا النص الأدبي الجريء".
من جانبه اتفق وزير الإعلام والاتصال الأسبق ورئيس مجلس إدارة الرأي سميح المعايطة مع حدادين في الأهمية التي تفرضها "خبز وخوف" كرواية ابرزت مزايا النجاح لكاتب رسم ما يدور من حوله بشكل يجذب القراء، لكنه اكد ان الرواية "زاوجت ما بين النقد العام والخاص بمقادير تختلف بين شخص وآخر، فكل شخص فينا أسير التجارب التي مر بها، لكن السطر الأخير من الرواية تحدث عن الأمل الذي لو لم تتوفر عليه الرواية لكانت فقدت توازنها".
"ومع ان الرواية استلهمت الواقع العربي الراهن"، في رأي المعايطة، "بالتوازي مع السرد الأدبي والفني والاعلامي والجرأة في النص الواقعي المعبر"، الا ان الرواية قاربت بين ثنائيتين هما، ثنائية "الخبز والخوف" و "ثنائية السلطة والشعب"، ملاحظا أن الكاتب أضاء من خلال الرواية على العلاقة بين الحاكم والمحكوم، في انحياز ظاهر إلى أولئك البسطاء المثابرين في حياتهم اليومية رغم كل ممارسات الإحباط والتهميش والإقصاء، ومعللا أسباب تخلف العرب عن مسار الحضارة الإنسانية.
الزميل فيصل الشبول قال ان الرواية ليست سيرة ذاتية له رغم اشتمالها على جزء من سيرته، لافتا إلى أنه ليس روائيا ولكنه محب للأدب والثقافة والإبداع.
واضاف، انه كتب الرواية قبل الربيع العربي وربما تنبأت به، مبينا أن الرواية تناولت مرحلة حرجة من التاريخ السياسي العربي وهي المرحلة التي سبقت الربيع العربي وما شابها من فساد إداري ومالي، إضافة إلى جملة من التداخلات التي أدت إلى نتائج كارثية على مستوى أسرة بطل الرواية (رامي سعيد).
وتحدث الشبول عن "معاناة المواطن العربي والتي تناولت القسوة التي دفعته للهجرة والمعاناة المريرة التي مر بها" مشيرا إلى "النقد الايجابي والسلبي في عملية الأمن والاستقرار والتوازن، التي يعاني منها الوطن العربي".
وبين ان الرواية أجابت عن تساؤلات كثيرة من مثل "لماذا يتخلف العرب عن ركب الحضارة الإنسانية؟ ولماذا تقتل المواهب والآمال في نفوس أبناء الأمة؟"، موضحا ان شخصيات الرواية وهمية "لكن أمثالها موجودون بكثرة على أرض الواقع في كل المجتمعات العربية".
من جهته قال رئيس منتدى صالون وادي الطواحين الزميل الكاتب في صحيفة الدستور رمزي الغزوي ان الصالون منبر يقوده أصحاب المعرفة والإبداع والفكر، ومنصة تطلق منها المبادرات الاجتماعية وإبراز قدرات ومواهب أبناء المحافظة الفنية والعلمية والثقافية والأخذ بيد الشباب للانخراط في العمل التطوعي والثقافي.
وبين ان كاتب الرواية صاحب حس إبداعي أتاح للقارئ التفكير بالعلاقة بين الأمن والحياة والإجابة عن أسئلة الحرية والعدالة.
وقال نائب رئيس جماعة رايات الإبداعية ومنسق الندوة الزميل علي فريحات ان الندوة تأتي في إطار لجنة تنسيق العمل التطوعي والاجتماعي في المحافظة لإقامة البرامج الثقافية المتنوعة وإحياء فكرة إقامتها في الدواوين العشائرية، مثمنا دور الجهات الداعمة للأنشطة الثقافية والوقوف على معوقاتها.
وقدمت رئيس هيئة تحرير وكالة انجاز الإخبارية ناديا العنانزة نصا مكتوبا عن كاتب الرواية وسيرته الذاتية ومسيرته الإعلامية والنجاحات التي حققها، مشيدة بتواصله مع المحافظات حيث كان له مساهمات في العديد من الحواريات والندوات والمناسبات.
وفي نهاية الندوة التي حضرها جمع من الإعلاميين ورؤساء الهيئات الثقافية والمهتمين دار نقاش بين الحضور، وتكريم عدد من الصحفيين والإعلاميين والمشاركين والداعمين للعمل التطوعي.
(بترا)