ام وعامله امراءة من وطني
إن عمل المرأة (الأم) ظاهرة حديثة وقديمة في آن واحد، لأن المرأة كانت وما تزال تعمل إلى جانب الرجل منذ أقدم السنين.
قديمآ كانت تساعد زوجها في الارض ..تزرع... وتحصد بمنجلها ..تجهز الاكل وتساند زوجها في عمله ..تلد وهي في الارض تعمل ..
تطورت الحياة وما زالت تلك السيدة والام تعمل فهي ركن من أركان هذا المجتمع وعليها تعبر الأجيال الصالحة شرط أن تنجح في توفيقها بين عملها خارج المنزل وداخل المنزل بحيث أن التوازن العام لمبدأ اللحمة العائلية يبقى صلباً ومتيناً.
إن كل عمل خارج البيت الزوجي مهما كان ثميناً ومربحاً تبطل أهميته في حال تأثيره سلباً على الوضع العائلي العام وعلى تربية الأولاد فإهمال الأم لأولادها قد يشعرهم بأنهم غير محبوبين من قبلها مما يؤثر على مجرى حياتهم المدرسية والاجتماعية وقد يدفع ببعضهم إلى تعاطي المحرمات من مخدرات وكحول وإلى مصاحبة رفاق السوء.
كل أم لها الحق بالعمل، لكن عليها أن تدرس هذا الموضوع بجدية لمحاولة التوفيق بين عملها اليومي وجوها العائلي الذي لا يُسمح لها بإهماله خوفاً من حصول انعكاسات سلبية خطيرة.
حيث أصبح العمل من أوليات الامور التي تفكر بها المرأة بغرض تحقيق الكثير من مطالب الحياة في حين أن هذا الأمر لم يكن منتشرا من قبل بصورة كبيرة، إذ كان عمل المرأة الأول هو رعايتها لأولادها وشؤون بيتها وهذه الوظيفة الفطرية وأما عملها خارج البيت فلم يكن إلا لضرورة قصوى تلبية لإحتياجات الأسرة المتزايدة أو في ظل غياب المُعيل .. !!
أما اليوم فلم يعد العمل مجرد مسألة حاجة بل أصبح من أولويات حياة المرأة وخاصة بعد التخرج من الجامعة، ولأن هدف الخروج للعمل والغاية منه تغيرت بتغير الزمن فإن النساء العاملات أصبحن لا يستغنين عنه أبدا لأنه وسيلة لتحقيق الذات اولآ.
وكسب المال ثانيآ.
ان توسيع نطاق العلاقات الإجتماعية التي قد تؤثر في بعض الأحيان على علاقة المرأة مع زوجها واولادها .
فربما حصل الكثير من المغالطات والخلل في الكيفية التي يسير عليها الأمر الذي يعود بالأثر السيئ على استقرار الزواج احيانآ .
وقد تزداد المشكلة تعقيدا لتصل حد الطلاق وإنحلال مؤسسة الأسرة فيضيع الأولاد بين الطرفين وعلى المرأة دائما أن تضع أسرتها في المقام الأول.
ليس هذا فحسب بل عليها أن تشعر زوجها وأولادها بطريقة عملية ومفهومة أنهم الأولى في حياتها وفي اهتمامها.