البقرة أخطر على البيئة من السيارة بـ 21 مرة

تم نشره الخميس 17 نيسان / أبريل 2014 12:33 صباحاً
البقرة أخطر على البيئة من السيارة بـ 21 مرة
بقرة

المدينة نيوز :- قبل سنوات قليلة، حذت جامعة زيورخ السويسرية حذو مؤسسات استرالية طالبت بتزويد البقرات بفلترات (مرشحات) على غرار فلتر السيارات، لتقليل تأثيرها السلبي على البيئة، وتطالب اليوم الدول التي تربي قطعان الجمال بفلترة هذه الجمال، رغم يقينها بأن الجمال أقل تأثيرًا على ثقب الأوزون من البقر.

ونشر السويسريون دراسة جديدة تقول إن «الميزان البيئي» للجمال أفضل من الميزان البيئي للبقر، بمعنى أن سفينة الصحراء أقل إطلاقاُ للميثان من البقرة السويسرية. وطالبت الدراسة بمعالجة مشكلة انبعاث غاز الميثان في البلدان التي تكثر فيها الجمال. وشارك في الدراسة علماء من جامعة زيورخ والمعهد التقني في المدينة نفسها.

استقلاب أقل

قال الباحث ماركوس كلاوس، من جامعة زيورخ، إن التجارب أظهرت أن عملية استقلاب الغذاء في الجمال أقل منها في البقر، وبالتالي كان التهامها للأعلاف أقل وأطلاقها لغاز الميثان في البراز أقل أيضًا. وكان الباحثون يعتقدون بأن الجمال واللاما لا تقل ضررًا على البيئة من البقر السويسري، لكن الأبحاث أثبتت العكس.

وتحمل الدراسة البقر مسؤولية انبعاث 20% من غاز الميثان في جو الأرض على المستوى العالمي. كما تأتي زراعة الرز في المرتبة الثانية بعد البقر من ناحية إطلاق غاز الميثان، ويسعى علماء البيئة إلى فلترة الأبقار والجمال، والتحول من زراعة الرز التقليدية إلى زراعة الرز بالطرق البيئية التي تطلق غاز ميثان أقل.

واشارت الدراسة، التي نشرت في «مجلة بلوس وان» البيئية، إلى المعنيين بتربية الجمال في البلدان العربية وفي استراليا، والمعنيين بتربية اللاما في جنوب أميركا، وبقية أنواع الحيوانات المجترة، مطالبة بأعلاف جديدة لاينبعث منها الكثير من غاز الميثان عند تمثيلها في بطون الحيوانات.

وتجري جامعة زيورخ الآن تجارب متنوعة من أجل التوصل إلى إلى علف بيئي مناسب للبقر. وسبق لها أن نشرت دراسة عن أعلاف غنية بزيت السمك لأن الأخير يعرقل نمو البكتيريا الوظيفية المسؤولة عن انبعاث غاز الميثان (بكتيريا الميثان) في أحشاء البقر.

وأجرى الاستراليون تجربة لتربية الأغنام على علف زيت السمك فنجحوا بخفض انبعاث غاز الميثان منها بنسبة 8%.

قطعة الستيك والسيارة

ويعتمد العلماء اليوم طريقة جديدة لحساب الميزان البيئي للبقر، تأخذ في عين الاعتبار ضرر البقر على البيئة، ليس عند إطلاق غاز الميثان فحسب، وإنما عند التغذية أيضًا، وما يطلقه علف البقر من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وأثره على التربة والجو. وبحسب طريقة الحساب البيئية الجديدة، فإن إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر، أي ما يصلنا منه على مائدة الطعام كـ»ستيك»، يلحق ضررًا بالبيئة يعادل ضرر سيارة تمشي مسافة 1600 كم.

ويعترف العلماء بأن هذا الميزان البيئي الخطير يصلح للحم البقر في البرازيل وليس للحم البقر في أوروبا، لكن لحوم البقر البرازيلية والارجنتينية تنتشر في العالم أكثر من غيرها. فالبقرة الألمانية مثلًا، أو لنقل بقر وسط أوروبا، لا يخل بالميزان البيئي. وبحسب العلماء، الكيلوغرام الواحد من لحم البقر الألماني يعادل قيادة السيارة مسافة 111 كم. والسبب هو أن الأوروبيين يربون أبقارهم داخل اسطبلات ولا يطلقونها في المروج، وهو ما يقلل خطرها على البيئة النباتية والحيوانية المجاورة.

النباتات أرحم

مع ذلك، تبقى المواد النباتية أرحم بالبيئة من المنتجات الحيوانية. وعندما وضع العلماء السويسريون مادة «توفو» النباتية الصينية في ميزانهم البيئي، توصلوا إلى أن انتاج كيلوغرام واحد من التوفو لا يطلق غاز الميثان، لكنه يطلق 3,8 كغم من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهو يعادل ما يقطعه الإنسان بسيارة متوسطة الحجم مسافة 19 كم.

ويرى العلماء الألمان أن التركيز في السنوات الأخيرة على أضرار البقر، وتصوير البقرة كملوث البيئة رقم واحد، ليس أكثر من محاولة للتمويه على الملوث الحقيقي للبيئة، وهو الإنسان.

وبحسب علماء دائرة البيئة الاتحادية، البقر في ألمانيا مسؤول عن 1,82% من التلوث الذي يجري رصده سنويًا، ولا يجوز من خلال هذه النسبة التي تقل عن 2% تحميل البقر ما يرتكبه البشر. وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن كميات غاز ميثان في الكرة الأرضية تضاعف خلال 800 الف سنة الماضية، وطبيعي فان البقر ليس مسؤولًا عن هذه الظاهرة وإنما البشر.

تطلق البقرة الواحدة 235 لترًا من غاز الميثان يوميًا، وهذا الغاز أخطر من غاز ثاني أوكسيد الكربون حسب تقدير العلماء.

فلترة البقر

يقول الدكتور مارتن هايمان، من معهد ماكس بلانك الألماني المعروف، إن غاز ميثان أخطر على البيئة 21 مرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون، لأن جزيئة الميثان تمتص الحراة وتطلقها أكثر وأبطأ من جزيئة ثاني أوكسيد الكربون، ولكان الميثان أخطر بكثير لولا انه حياته في الجو أقصر بكثير من حياة الغاز الآخر.

ويضيف هايمان أن رقم 21 أصبح ثابتًا في المقاييس البيئية العلمية، وتم تبنيه من قبل العلماء في المؤتمر الدولي حول تلوث البيئة. وهذا يعني أن الطن الواحد من الميثان يعادل ضرر 21 طنا من غاز ثاني أوكسيد الكربون. ولهذا يحسب معهد المصادر الدولي مسؤولية الميثان بنسبة 14% عن التلوث البيئي وظاهرة الاحتباس الحراري. وتكفي 200 بقرة لإطلاق غاز نتروجين يعادل ما تطلقه بلدة تعدادها بين 5 و10 آلاف نسمة بكامل منازلها ومعاملها.

وذكر الباحث الاسترالي ديتر آدم أن فكرة البقرات المفلترة تستند إلى حقيقة أن الأبقار يقل إطلاقها للميثان كل ما زاد إنتاجها للحليب. وهذا يعني أنه سيجري خلط علف الأبقار بمواد مضادة للغازات، بمثابة «فلتر» ضد الميثان، تعمل في ذات الوقت على تحسين انتاج الحليب.

وجدير بالذكر أن الحكومة الاسترالية فرضت «ضريبة الميثان» على مزارعيها في 2003 بعد دراسة علمية أثبتت أن 50% من غاز الميثان الذي يوسع ثقب الأوزون يتسرب من ثقوب القنوات الهضمية عند البقر. إلا أن الحكومة تراجعت عن هذه الضريبة، التي يطلق عليها أيضًا ضريبة الريح، بعد حركة احتجاجات قادها المزارعون ضد القرار.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات