الاردن: مشروع جهاز حاسوب محمول لكل طالب
المدينة نيوز- عمدت مبادرة التعليم الأردنية الى تطبيق مشروع جهاز حاسوب محمول لكل طالب والذي يهدف الى دمج التكنولوجيا في التعليم والخروج من اطار التعليم التقليدي وتحويل التعلم الى متعة من خلال استخدام التكنولوجيا وتفعيلها في العملية التعليمية التعلمية .
وتم تطبيق هذا المشروع في مدرسة بلقيس الاساسية للبنات الواقعة في منطقة جبل القلعة بعد ان واجه استبعادا كون مبنى المدرسة مستأجرا وقديما , لكن كان هنالك اصرار على تطبيقه من قبل الادارة المدرسية والكادر التعليمي في المدرسة على مواجهة جميع التحديات لتوعية الطلبة والاهالي باستخدام الحاسوب في بيئتهم , حيث نفذ المشروع قبل حوالي عامين ومازال مستمرا , ولقي التفاعل والنجاح وفقا لما أفادت به الرئيس التنفيذي للمبادرة نرمين النابلسي لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) .
" اصبحت اكثر معرفة ببرامج الحاسوب وتطبيقاته , سهل علي الحصول على المعلومة , وعدم التقيد فقط بموضوع المادة المقررة , بل التوسع في شرحها واعطاء الامثلة المتعددة لفهمها وبشكل اسرع واسهل , فأن اعمل على دمج الكتب المدرسية ببرامج ونشاطات حاسوبية شيء رائع ويفوق التصور " وفقا لرهف الحليقاوي احدى طالبات مدرسة بلقيس الاساسية للبنات الواقعة على احد اقدم جبال مدينة عمان السبعة (جبل القلعة).
واشارت النابلسي الى ان فكرة انشاء المشروع جاءت لتطوير البيئة التعليمية ومواكبة التكنولوجيا وتسهيل آلية البحث والحصول على المعرفة والمعلومات وتشجيع الطلبة على سرعة التفاعل مع المعلم , بالإضافة الى جعل الطالب شريكا بالعملية التربوية ليكون هو محور العملية التعليمية وليصبح باحثا عن المعرفة وليس متلقيا لها.
وأضافت قائلة انه تم تدريب المعلمات والطلبة وعقد العديد من ورشات التوعية للاهالي الى جانب عقد دورات للامهات حول استخدام الحاسوب وطرق متابعة ابنائهم من خلاله , خاصة ان هناك اولياء امور للطالبات من الحرفيين , لا يوجد لديهم اهتمام بالتكنولوجيا مشيرة الى ان هذه التكنولوجيا لا تحتاج الى بنية تحتية لتشغيلها نظرا لتزويد الطالبات ب ( فلاشة انترنت ) .
وتبين استفادة الجميع من هذا المشروع بعد تدريبهم , اذ اصبحوا يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانشاء مشروعات خاصة بهم وتسويق منتجاتهم وتبادل الافكار .
مديرة المدرسة بسمة القضاة قالت ان المدرسة تعمل بنظام الفترتين "صباحية ومسائية " نظرا لضيقها وازدياد عدد الطالبات حيث تضم صفوفا من الاول وحتى التاسع , يدرسن في ثلاث غرف صفية فقط .
واضافت ان هناك صعوبات تواجهها المدرسة تتمثل بعدم توفر مساعدة مديرة وعدم وجود ساحات ومرافق خدمية للطالبات ، موضحة ان عدد معلمات الفترة المسائية يبلغ 17 معلمة للصفوف من الخامس وحتى التاسع , وطالبات هذه الفترة 200 طالبة .
واشارت القضاة الى ان المشروع يعتبر تجربة جديدة واثرائية للعملية التعليمية ونقلة نوعية في التغيير والخروج من اطار الحصة التقليدية النمطية كون الطالب شريكا في الحصول على المعلومة وتبادلها وعرضها عبر البرامج الموجودة على جهاز الحاسوب .
واضافت ان تحصيل الطالبات الاكاديمي اختلف عما كان سابقا نظرا لتوظيف وتفعيل التكنولوجيا في تعلمهن واستخدامها في حياتهن والتي حفزت ارادتهن وتفوقهن مضيفة ان هناك طالبات يعانين من صعوبات في التعلم استفدن من المشروع واستطعن التغلب على مشكلتهن واصبحن طالبات متفاعلات داخل الحصة مع ارتفاع تحصيلهن الاكاديمي .
ووفرت مبادرة التعليم الأردنية متدربة مقيمة في المدرسة لتقديم الدعم الفني اللازم للمساعدة في تطبيق وانجاح المشروع حيث اشارت المتدربة التي تقدم الدعم الفني للمدرسة لهذا العام الى ان المشروع عمل على اثراء العملية التربوية وتحفيز الطالبات على المشاركة والتفاعل مع المعلمة خاصة ان جميع الانشطة تطبق باستخدام الحاسوب ضمن برامج تم تحميلها على الاجهزة اضافة الى تعليمهن على مهارات الطباعة بالتعاون مع مركز سايت آند ساوند وتصميم البرامج والمواقع وغيرها من التطبيقات .
معلمة التربية الاسلامية وجيهة القباني اشارت الى ان هذا المشروع وفر الوقت والجهد على الطالبات بحيث اصبحن اكثر انتباها للمعلمة وسهل الحصول على المعلومة وشجعهن على التفاعل مضيفة انها تعمل على تحضير المنهاج الدراسي وتدعمه بنشاطات وبرامج حاسوبية للتسهيل على الطالبات , فهذه التكنولوجيا تسهل شرح المادة وترسخها في اذهان الطالبات .
فيما قالت معلمة العلوم هيام الزيود ان المشروع اتاح المجال للمعلمة بخيارات عدة لشرح المادة وتحفيز الطالبات وجذب انتباههن في البحث والتقصي عن المعلومة باسرع وقت , وعدم التقيد بالمادة الاكاديمية المكتوبة فقط .
واضافت ان المعلمة اصبحت تحضر المادة الكترونيا مستغنية عن دفتر التحضير التقليدي اضافة الى انشاء صفحة للمدرسة على موقع التواصل الاجتماعي ال (فيس بوك) ومدونات خاصة للطالبات على الانترنت .
والدة احدى الطالبات حنين عبدالهادي بينت كيف اصبحت ابنتها اكثر تفاعلا ونشاطا بعد استخدامها للحاسوب الذي عمل على صقل شخصيتها ومواهبها ووفر عليها الوقت في التحضير للمادة اضافة الى الزيادة في تحصيلها الاكاديمي , فيما قالت طالبة الصف السابع نور دحروج الى انه من خلال تعلمها على برامج الحاسوب نقلت المعرفة الى اشقائها مبينة اهمية هذه البرامج في تبادل المعلومات بين الطالبات .
ولم يقف المشروع عند الطلبة والمعلمة والاهل في المدرسة بل تعداه الى آذنة المدرسة التي شاركت في الدورات التدريبية التي عقدتها مبادرة التعليم الاردنية وطورت مهاراتها .
قالت الاذنة حنان انها التحقت باحد مراكز محو الامية وابتاعت جهاز حاسوب لتحسين مهاراتها , وتدرس حاليا الثانوية العامة لاكمال دراستها الجامعية مشيرة الى ان المشروع غيّر من مسار حياتها وجعلها تنظر الى مستقبلها في التسلح بالعلم والمعرفة ومواكبة العصر .
انبثقت مبادرة التعليم الاردنية كأول نموذج يجسّد الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي والحكومة الأردنية خلال الاجتماع الاستثنائي للمنتدى الذي عُقد برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني في البحر الميت في حزيران العام 2003 , وأطلقت بحضور أكثر من مائة مشارك محلي وعالمي، بهدف دعم جهود الأردن في تحسين مستوى التعليم وتشجيع الإبداع وتطوير الكفاءات وبناء اقتصاد معرفي باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة..
ومبادرة التعليم الأردنية هي مؤسسة من مؤسسات جلالة الملكة رانيا العبدالله غير الربحية التي حظيت ومنذ انطلاقتها وعلى مدار 10 سنوات برعاية واهتمام جلالتها من خلال متابعتها الحثيثة لكل إبداع وتميّز, ووفقا لاستراتيجية تهدف إلى تحري واكتشاف أفضل طريقة لدعم جهود إصلاح التعليم في الأردن.
استطاعت مبادرة التعليم الأردنية مع شركائها تطوير نموذج تعليمي - تقني يمكن تطبيقه في أكثر من موقع ويستطيع هذا النموذج إحداث تغيير ملموس في البيئة المدرسية والتأثير على التعليم والتعلُّم بما يتفق مع اتجاهات القرن الحادي والعشرين.
وبفضل متابعة واهتمام جلالتها أضحت المبادرة نموذجا لدول كثيرة تسعى إلى الاستعانة بها لا سيّما في مجال المناهج الإلكترونية وتوفير البنية التحتية لتوظيف التكنولوجيا في التعليم وتنفيذ برامج إبداعية خلاقة وفريدة لعناصر العملية التعلمية "الطالب والمعلّم والوحدة المدرسية".
ومن الجدير بالذكر ان نموذج المبادرة مطبق في 176 مدرسة حكومية وأثرت بـ 108,800 طالب و5,500 معلم حتى الان وقد وفرت المبادرة بيئات تكنولوجية وموارد إلكترونية وحققت إنجازات نوعية غير مسبوقة .