إنه المصران الأعور

تم نشره الجمعة 25 نيسان / أبريل 2014 06:35 مساءً
إنه المصران الأعور
هادي جلو مرعي

هذه هي العملية السياسية، لكن قد يتوهم طبيب جراح إن لافرق بينها وبين العملية الجراحية التي يمكن أن يقوم بها، والعمليات الجراحية تتنوع وتتعدد وتنتج ربحا وفيرا للطبيب ولمساعديه، وحتى للمتخصص بشؤون التخدير. بالطبع فإن الثمن الذي تتكلفه العملية يختلف من إصابة الى أخرى، فعملية البواسير ليست كعملية القلب، وعملية فتح الجمجمة ليست كعملية ( المصران الأعور) ولمن لايعرف المصران الأعور فإنه التسمية الدارجة في العراق لمايسمى زورا ( الزائدة الدودية) عافاكم الله من الزائدة والناقصة وجعلكم في بحبوحة السلامة والعافية التي لاتنقطع برغم إنكم في بلد لانضمن لأحد فيه شيئا من السلامة ولو بمقدرا 1% وربما بنسبة أقل من هذا.

الهوس المجنون بالترشح لإنتخابات مجلس النواب العراقي والمهمة التي يقوم بممارستها آلاف من المواطنين العراقيين الذين يعملون في مهن تتراوح بين مصلح إطارات السيارات، وشيوخ عشائر، وأطباء، ومهندسين، وفلاحين، ورجال دين، وصحفيين، وكتاب، وممثلين، ولاعبي كرة قدم، وحتى بنات ليل، وبنات بيوت، في سبيل الوصول الى مجلس النواب بكل الطرق الممكنة ، مشروعة كانت، أو ممنوعة تدل على هذا الهوس والجنون، حيث أثبتت الوقائع أن لاكرامة لأحد في هذه البلاد مالم يحم نفسه وكرامته بطريقة سلطوية، عدا عن المكاسب غير المسبوقة التي تتوفر للنائب والوزير ومن يحصل على درجة خاصة مرتبطة بالتكتلات السياسية وإستحقاقاتها وفق التوافقات المعمول بها منذ 2003

الطبيب الذي يعالج الناسن وهو عليل بالرغبة التي لاتجد علاجا، يترك مهنته، أو يهملها بعض الشئ طمعا في الترشح الى نعيم مجلس النواب العراقي، ومثل هذا الطبيب العشرات من زملائه في إختصاصات طبية عدة، حتى إن أحدهم وهو خبير لوحده في ميدان إختصاصه ترك كل شئ، ولم يعد يفكر سوى في الطريقة التي تمكنه من الفوز وكسب جولة الصراع، ومثل الطبيب مواطنون بإختصاصات عدة. بالطبع فنحن لسنا ضد الترشح للبرلمان وممارسة السياسة من حيث المبدأ، ولكننا نتساءل عن العلة التي تدفع الى هذا الهوس، ونبحث عن السبب الذي يدفع الناس الذين يعملون في مهن وإختصاصات محترمة ليسارعوا للحاق بقافلة الباحثين عن المجد السياسي؟

السياسة عالم ليس كله ملائما للطبيعة الإنسانية، وربما ترك المشتغل به فضائل وقيما أخلاقية، حيث الإبتزاز والتحايل والتسقيط والتآمر، فماجدوى أن يدخلها شيخ عشيرة محترم مهمته صناعة التماسك الإجتماعي والحفاظ على قيم المجموع ونزعته الى الخير والتلاحم ووأد الفتن؟ وماجدوى أن يسارع طبيب يمتلك القدرات التقنية والموهبة والخبرة والإختصاص ليكون في معمعة لاتعنيه، ولايفهم منها شيئا على الإطلاق، ماجدوى دخول مراسل قناة فضائية ومذيع أخبار، ومقدم برامج، وشاعر، وممثل ولاعب كرة قدم ووووووو.؟ للأسف فإن العديد من هذه التوصيفات إنغمست في فوضى البحث عن المناصب العليا التي تحقق مكاسب مادية أكبر وتمنح صفة الوجاهة والسلطة والنفوذ والحصول على المنافع دون متاعب، بينما الناس العاديين وأصحاب الإختصاصات التي لاتتوفر معها مواكب السيارات والحمايات تهان في الشارع.. يبدو إن الناس تبحث عن الامن في فوضى الخوف.

سدي المواطن العراقي، أنت تستطيع أن تبني بلدك في مجال تخصصك لافي مجال تلصصك.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات