منصور يحاضر حول صورة العرب وفلسطين في المناهج الإسرائيلية

تم نشره الإثنين 28 نيسان / أبريل 2014 02:13 مساءً
منصور يحاضر حول صورة العرب وفلسطين في المناهج الإسرائيلية
الدكتور منصور والزميل العقيلي

المدينة نيوز :- قال الباحث والأكاديمي الفلسطيني د.جوني منصور، إن الكتب المدرسية في "إسرائيل" تهدف إلى أكثر من مجرد التعليم ونقل "المعرفة"، إذ تهدف إلى غرس الذاكرة الجمعية التي وضعت أسسَها الحركةُ الصهيونية، والتي تُشكل ذاكرة جمعية جديدة.

وأضاف منصور في محاضرة نظمها مركز "الرأي" للدراسات بعنوان "صورة العرب وفلسطين في المناهج وكتب التدريس في (إسرائيل)"، وأدارها الكاتب جعفر العقيلي، أن الكتب المدرسية في "إسرائيل" تنطلق من مفاهيم وتصورات ومزاعم منها: "العصر الذهبي الذي عاشه اليهود قبل آلاف السنين، والمنفى، ثم ذروة الضحية في المحرقة، ثم العودة إلى أرض إسرائيل وتحقيق الخلاص"، لافتاً إلى أن هذه الكتب تنكر في الوقت نفسه تاريخ سكان هذه الأرض على مدى ألفي عام.

وأوضح منصور أن الكتب المدرسية في "إسرائيل" تُبنى على مبدأ الاستمرارية اليهودية في "أرض إسرائيل"، وإخفاء كل ما يمكن أن يدل على استمرار وجود الفلسطينيين على هذه الأرض.

وبيّن منصور في محاضرته أن من التفسيرات الشائعة في المناهج "الإسرائيلية" لعبارة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، أن الأرض "لم تكن خالية بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما كانت خالية من أبنائها الأوصياء عليها تاريخياً بفعل وعد رباني، وكان يقطنها دخلاء ليست لهم أي أهمية".

وقال منصور إن هذه الكتب تركز على تكريس ما يسمى "الحقوق التاريخية لليهود في أرض إسرائيل"، وإظهار ما يرونه تهديداً يشكله العرب الذين يعادون السامية. وفي أطروحات تلك الكتب أن المواطنين الفلسطينيين يشكلون مشكلة ديموغرافية يمكن أن تتوسع وتتطور إلى "تهديد ديموغرافي" ما لم يتم التحكم بها، وأن الفلسطينيين القاطنين في الأراضي المحتلة يمثلون تهديداً دائماً ينبغي السيطرة عليه.

وقدم منصور أمثلة على "تلاعب" الكتب المدرسية الإسرائيلية بحث تقدم صوراً نمطية، وتعتمد التحيز والتحامل في وصف الفلسطيني. وهو ما يساهم في ترسيخ التحيز ونزع الصفة الشرعية وتصنيف الجماعات إلى فئات اجتماعية سلبية تتسم بالتطرف، بحيث يتم إقصاؤها من الجماعات الإنسانية التي يُنظر إليها على أنها تتصرف ضمن حدود القواعد والقيم المقبولة.

وكشف أن الكتب المدرسية الإسرائيلية (حتى بعد "أوسلو") لا تشتمل على أي جانب ثقافي أو اجتماعي إيجابي من حياة الفلسطينيين أو عالمهم، سواء كان ذلك بالنص أو بالصورة. وأنها لا تتضمن أي صورة فوتوغرافية للإنسان الفلسطيني، بل تمثله في أيقونات عنصرية أو صور تصنيفية تحطّ من شأنه وقدره وتسمه بسمات الإرهابي واللاجئ والمزارع البدائي.

وتناول منصور عدداً من المحاور في محاضرته التي حضرها حشد كبير من السياسيين والخبراء والأكاديميين والمثقفين والمهتمين، منها: مبنى جهاز التعليم في إسرائيل، أهداف المناهج، دور الكتب المدرسية، الخلفيات الأيديولوجية الصهيونية كما تتجلى في مناهج وكتب تدريس التاريخ، الصور النمطية والموجّهية في النصوص التي تُدرّس، العرب في نصوص الكتب التعليمية (كتب التاريخ نموذجاً)، فلسطين والفلسطينيين في الكتب التعليمية، الطرد والنكبة والإقصاء والتهميش للفلسطينيين في كتب تدريس التاريخ، كتب الجغرافيا والعلاقة مع كتب التاريخ، بناء صورة متكاملة لرفض الآخر وتغييبه، تغييب الإنسان والمكان والزمان من المشهد العربي-الفلسطيني، وإحلال إنسان ومكان وزمان آخرين.

وقال منصور إن كتب تدريس الجغرافيا في "إسرائيل" تهدف إلى طمس وجود الفلسطينيين ومحوه من المشهد الطبيعي ومن عالم حياة البلد، وإنها تعلّم الطلبة اليهود الإسرائيليين النظرَ إلى أنفسهم على أنهم "أسياد أرض إسرائيل"، وتعلمهم السيطرة على سكان الأرض وطبيعتها وفضائها.

وكان العقيلي، سكرتير التحرير في مركز "الرأي" للدراسات، قدم منصور بوصفه "عاشق حيفا"، وأحد مؤرخيها والحريصين على حراسة ذاكرتها وتوثيقها، وتتبع مسارات الحياة فيها بدءاً من نشوئها، فنموها وتطورها، ثم سقوطها وبدء نكبتها حتى تشرد أهلها في المنافي.

يُذكر أن منصور من مواليد حيفا سنة 1960، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة "سانت بطرسبورغ" في عام 1988، وهو يعمل في التربية والتعليم منذ ثلاثة عقود ونصف العقد. تولى منصب مدير بنك المعلومات في "مدار" (المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله)، وعمل محرراً في مجلة "الكلمة" (1989-1997)، ونائباً لمدير كلية مار إلياس في الخليل، ومحاضراً في قسم دراسات التاريخ في الكلية الأكاديمية في بيت بيرل.

ومن كتبه ومؤلفته: "الكنعانيون أجداد الفلسطينيين"، "تاريخ مسيرة الشعوب العربية"، "مسارات حيفا العربية"، "الخط الحديدي الحجازي.. تاريخ وتطور قطار درعا"، "الروم الكاثوليك في حيفا"، و"حيفا اسم يناجي القمر ويخاطب البحر".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات