اشهار كتاب (القدس في صور)
![اشهار كتاب (القدس في صور) اشهار كتاب (القدس في صور)](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/1cc7392170271c8c29a4e648f762b0d6.jpg)
أقام منتدى الرواد الكبار حفل توقيع (كتاب القدس في صور)، وهو الكتاب الثاني في سلسلة ذاكرة مكان، برعاية رجل الأعمال المهندس عبدالقادر مصطفى أبو نبعة الذي قدم كلمة بالمناسبة، ومشاركة الدكتورة هند أبو الشعر، أستهل بكلمة ترحيبية لرئيسة المنتدى هيفاء البشير، أداره المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان، أمس السبت 10 آيار الجاري.
كلمة رئيسة المنتدى السيدة هيفاء البشير
سعادة المهندس عبدالقادر مصطفى أبو نبعه راعي هذا اللقاء
الأستاذة الدكتوره هند أبو الشعر، السيدات والسادة، الحضور الكريم
صباحا معطّرا بشذى القدس الشريف، مدينة الديانات، أولى القبلتين،وثالث الحرمين، ومعرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحيث كنيسة القيامة، والعديد العديد من الكنائس والأديرة.
صباح القدس العربية التي تتعرض هذه الأيام لأشرس عملية تهويد في محاولة يائسة لسرقتها كلها مكانا وإنسانا ودور عباده، قدس الحضارة الكنعانية منذ أربعة آلاف عام، وحاضنة الحضارات الإنسانية التي توالت عليها عبر تاريخها الطويل الضارب في جذر الأرض الفلسطينية.
السيدات والسادة
كم نحن سعداء هذا الصباح أن نلتقي في حفل إشهار الكتاب الثاني من ذاكرة مكان/القدس، والذي جاء بعد كتابنا الأول ذاكرة مكان /نابلس، لتبدأ بذلك مسيرة توثيق الأمكنة ذات الخصوصية تاريخا وراهنا، ونحن نعمل الآن على إنجاز كتاب ذاكرة مكان 3 عن مدينة السلط الحبيبة وبعدها بإذن الله ذاكرة مكان 4 عن مادبا والمغطس، ليحقق المنتدى بذلك توثيقا علميا لعدد من الأمكنة الأردنية والعربية.
الحضور الكريم
ما كان لهذا الكتاب أن يتحقق لولا الجهود الأكاديمية العلمية التي بذلها كل من الأستاذة الدكتورة هند أبو الشعر، والدكتور إبراهيم الفني، فهما من وفّر المادة العلمية التي تم بناء الكتاب عليها، وكذلك ما كان لهذا الجهد الكبير أن يرى النور لولا دعم المهندس مازن عبدالقادر أبو نبعة نجل المهندس عبدالقادر الذي نتشرف برعايته لحفل إشها هذا الكتاب، فالشكر موصول للجميع هذا الجهد الكبير للوصول الى هذا التوثيق لمدينة المدن القدس الشريف.
السيدات والسادة
يجيء هذا النشاط ضمن سلسلة أنشطتنا الثقافية والتي نحرص على تنويعها لتكون قادرة على تلبية رغبات أعضائنا وأصدقائنا في مختلف توجهاتهم وهواياتهم، وليظل المنتدى علما بين مؤسسات الفعل الثقافي الأردنية، وبالطبع فإن هذا النشاط غير معزول عن أنشطة المنتدى الأخرى الاجتماعية والفنية واللياقة البدنية، وهذه فرصة أغتنمها للإشارة الى نشاط يوم غد، فيوم غد الأحد سيحيي المنتدى تقليدا خاصا بالنساء في بلاد الشام، وهو تقليد "يوم الاستقبال " حيث سيخصص بعد ظهر يوم غد للنساء من عضوات وصديقات المنتدى عبر إحياء "استقبال أيام زمان" فمرحبا بعضوات وصديقات المنتدى.
الحضور الكريم
وفي الختام، وإذ أشكر الجميع جهده وتفضله بالحضور فإنني أخص بالشكر مرة أخرى مؤلفا الكتاب الأستاذة الدكتوره هند أبو الشعر والدكتور ابراهيم الفني، كما أؤكد شكري لداعم نشر الكتاب المهندس مازن أبو نبعة، ولراعي هذا اللقاء المهندس عبدالقادر أبو نبعه، شاكرين له جهوده الخيّرة في دعم المنتدى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة راعي الكتاب: المهندس عبدالقادر مصطفى أبو نبعة
اغتنم هذه الفرصة لأقدم شكري واعتزازي للقائمين على منتدى الرواد الكبار، السيدة هيفاء البشير والسيد عبدالله رضوان لما يبذلونه من جهد متواصل لتخليد ذاكرة مكان، القدس، ونابلس، وكذلك تخليد ذكرى المبدعين من الشعراء، والأدباء والمصلحين الاجتماعيين، وفقّهم الله في خدمة الإنسانية وأن نتخذهم قدوة حسنة لنا وللأجيال القادمة، كما وأرحب بالدكتورة هند أبو الشعر وأشكرها على دراستها القيّمة بالنسبة للقدس في العهد العثماني ونحمد الله على سلامتها إذ أنها لم تستطع الحضور لتكريمها في (رواق البلقاء)، كما وأرحب بمشاركة الحاضرين بهذه الندوة.
ماذا تعني القدس لنا وللعالم أجمع؟ للقدس مكانتها في جميع العصور وقدسيتها للأديان السماوية الثلاثة، وكتاب القدس في صور يعزز مبدأ "صورة خيرٌ من ألف كلمة" وهو مرجع قيّم لمن يهمه أمر القدس في الماضي والحاضر ويفضل أن تقتنيه الجامعات والمؤسسات التربوية وأماكن السياحة وإهدائه للسياح كمرجع يعتز باقتنائه.
كما وأوصي بترجمة المقدمة التاريخية لتعم الفائدة، وذلك باللغات الحية (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والروسية، والصينية) لما ذلك من تعميم الفائدة على الشعوب المختلفة مما يشجع على تبادل الثقافات واثرائها.
عرفت القدس عندما التحقت بالكلية الهاشمية في رام الله / البيرة، وأدخل المربي المرحوم علي حسن عودة التدريب العسكري في عام 1949م وكنا نقيم عرضاً عسكرياً مرة واحدة كل سنة في الملعب الرياضي قرب حي الشيخ جراح والحائط الفاصل بين القدس الغربية والشرقية، وعُرفت القدس في حينها بالكلية العربية والرشيدية وهما كليات المجتمع حالياً، ومن تخرج منها يشبه من تخرج من الجامعات الحالية.
كما عقد امتحان الشهادة الثانوية في إحدى مدارسها عام 1950م، حيث تقدم للإمتحان حوالي (600) طالب ونجح منهم (325) طالباً، كما زرت المسجد الأقصى وقبة الصخرة أكثر من مرة وكذلك كنيسة القيامة والجامع العمري وأسواقها الضيقة ذات الإختصاصات المختلفة وسور القدس القديمة وأبوابه المختلفة وفي مقدمة الكتاب " القدس في صور " لمحة تاريخية منذ 4000 سنة قبل الميلاد إذ تعاقب عليها أكثر من (21) حضارة، ومن المشاكل التي تعاني القدس منها عدم الدعم المالي المناسب إن قورن بما تجود به بعض الدول العربية واالأجنبية في إشعال الحروب الداخلية في أغلب البلدان العربية والتي أطلق عليها (الربيع العربي) .
لقد اكتشف العلماء معادلة (كيف نموت بالجملة )، وياليتهم يكتشفون معادلة (كيف نعيش في حب ووئام) فالقدس تمثل التعايش المشترك بين كل الأديان وعلى اختلاف الأصول والمنابت، لقد صدرت حديثاً فتوى بالسماح للمسلمين من أصل فلسطيني في جميع أنحاء المعمورة والمسلمين غير العرب بزيارة القدس دعماً للمقدسيين وتحسين دخلهم وحياتهم الإجتماعية والصمود في أرض الرباط ومقاومة الهجرة القسرية.
وما عن الحفريات وما قد تلحقه بأضرار في المسجد الأقصى فحدّث ولا حرج، وأما حريق المسجد الأقصى في 21/8/1969م إلّا عينة من الإعتداء على الأقصى المبارك ناهيك عن المعوقات لمن هم دون سن الخمسين بزيارة الأقصى أيام الجمعة والتحكم في تصاريح الزيارة .
حرر صلاح الدين القدس من الصليبيين عام 1178م فمن لنا من يحررها من المغتصبين الصهاينة ؟ ولايتم هذا بالتمني وإنما بإعداد العدة والوحدة والإرادة الجماعية لا الفردية.
وأختتم بالآية الكريمة في سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" صدق الله العظيم .
"وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرتين، ولتعلن علوّاً كبيراً، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبّروا ماعَلَوا تتبيرا" صدق الله العظيم.
فالتاريخ لا يرحم وما من ظالم الا سيبلى بأظلم، وفقّنا الله لنصرة أهل المقدس وأكناف بيت المقدس وعلى الله التوفيق.
كلمة د.هند أبو الشعر
السيدة المتميزة هيفاء البشير رئيسة منتدى الرواد الكبار
الحضور الكرام من أهل المنتدى وضيوفه
صباح القدس لكم جميعا
صباح البخور والأجراس والمآذن والقباب وبعد ،
فيسعدني أن أشارك بحفل إشهار كتاب ( القدس في صور ) الذي أعده منتدى الرواد الكبار ، ونشر بدعم طيب من رجل الأعمال السيد مازن أبو نبعه ، وكان لي شرف المشاركة بقراءة في الجلسة التي خصصها المنتدى للقدس الشريف ضمن زاويته المعروفة ( ذاكرة مكان ، ذاكرة إنسان) وشارك فيها الدكتور إبراهيم الفني المعروف بحفره الذكي في تاريخ القدس ومؤلفاته فيها ، وأحب أن أؤكد لكم بأنني مسكونة بهاجس القدس ، مع أنني لم أدخلها ، فقد عشت فيها من خلال ذاكرة والدي الذي عاش فيها طالبا منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي في كلية تراسانطه ، وكانت عائلته ترسل أبناءها للقدس بالتتابع بدءا بالروائي المبدع عقيل أبو الشعر مطلع القرن العشرين ، وقد اعتدت على استدعاء والدي لذاكرته المقدسية ، ولكنى لم أزرها ، وأعرف القدس من خلال السجلات وكتب التاريخ ، وأزعم أنني بقراءاتي لسجلات المحاكم الشرعية منذ عام 1523 م أعرف كل الأماكن في العهد العثماني الذي استمر لأربعة قرون ، البوابات ، الأسواق ، المعاصر والسبل والتكايا والمدارس والدور وآبار المياه والمدابغ وبالتأكيد الكنائس والجوامع ، بحيث يمكن للدارس أن يرسم خريطة واضحة للمواقع وخاصة الدور والمرافق الموقوفة ، لأن حجج الوقف المقدسية المسجلة في سجلات المحاكم الشرعية تحدد بالتفصيل كل شيء .. الموقع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .. الدور حول الوقفية وأصحابها ، الأشجار وعددها ، الصهاريج ، وقيمة الأجور بالعملة العثمانية .. وإذا قلت لكم بأن لكل حجارة القدس توثيقها في القدس في الزمن العثماني فربما كنت لا أبالغ .. وأما ما يجعلني أعرف القدس أكثر فهو ما تكتنزه هذه السجلات من تاريخ الناس ويومياتهم وفعالياتهم وقضاياهم .. يمكننا أن نعرف ماذا كانوا يبيعون ويشترون ، وأسعار السلع في أسواق القدس ، وأسماء أصحاب الحوانيت وأصولهم ، ومن خلال حجج الزواج والطلاق والنفقة يمكننا أن نعرف تفاصيل حياة أهالي القدس طوال القرون الأربعة التي حكمتنا فيها الدولة العثمانية ، فالقدس كانت مدينة جاذبة بشكل استثنائي لكل الأعراق والأصول ، فمن بلاد الشام نجد إشارات للعجلوني والنابلسي والسلطي والكركي والطرابلسي والحلبي والدمشقي والحمصي ، ونجد وصفا للحراك الداخلي من جوار القدس من الفلاحين وأهل القرى ولقضاياهم في القدس ، ونجد مادة ممتازة لأهالي بيت لحم وبيت جالا والخليل .. أما من خارج حدود بلاد الشام فقد كانت القدس في العهد المملوكي تحديدا مكانا جاذبا للعلماء من مصر وبخارى وسمرقند وبلاد الروم من القسطنطينية ومن بلاد الأناضول بعامة ، وكان غالبية هؤلاء من المدرسين الذين يحملون علومهم إلى أهالي بيت المقدس ويأخذون منهم علوم القدس في مدارسها العديدة ومنها : المدرسة العثمانية والصلاحية واللؤلؤية والحنفية المعظمية والمنجكية والفارسية والناصرية والنحوية وعشرات غيرها من المدارس التي تضم فقهاء من المذاهب الأربعة الحنفية وهو مذهب الدولة العثمانية الرسمي والشافعية مذهب المماليك والمالكية مذهب المغاربة الذين استقروا في القدس في حي موقوف عليهم منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وأخير مدارس الحنابلة وهي الأقل عددا، وأحب أن أشير هنا إلى أنه يمكننا من خلال دراسة سجلات أوقاف القدس معرفة أسماء الطلبة ومقدار الجرايات عليهم وأسماء المدرسين والمعيدين ومقدار رواتبهم وما تنفقه المدرسة على الطعام والشموع والحصير والصابون وغيرها من المستلزمات اليومية اعتبارا من عام 1530 م ..ولكم أن تتصوروا درجة تقصير الدارسين بحق القدس التي تضم كنوز التاريخ ، وللحق فإن العائق المادي يقف بيننا وبين تكريس جهودنا لدراسة ونشر مثل هذه الوثائق التي تؤكد على الحضور العربي الوثيق في المدينة المقدسة وتؤرخه بتفاصيله اليومية ..
أيها الحضور الكرام
لا أتمكن في هذا الزمن المحدود من استدعاء القدس التي أعرفها على الورق ومن خلال الصور ، فعندما يبدأ الحديث عن القدس ينهمر شلال نابض من الداخل ، يستدعى الأمكنة والناس .. لدي العديد من الدراسات التي آمل أن أجمعها بكتاب يحمل عنوان ( دراسات مقدسية ) ، وأتمنى أن يتم إشهاره إن توفر لي نشره ، هنا في هذا المكان إنشاء الله ، وأقول بأن ما قدمه منتدى الرواد الكبار في هذه الزاوية التي تستدعى ذاكرة المكان والبشر يستدعى التثمين عاليا ، والأهم هو نشر ما تقدمه هذه الجلسات الطيبة من دراسات ومداخلات ، أما هذا الكتاب الذي رصد ذاكرة القدس في دراستين ومجموعة من الصور فيستحق التنويه حقا ، لأنه يضع بين أيدي الناس قلب القدس النابض من خلال الصورة والتعليق باللغتين العربية والإنجليزية ، وهذا كما تعلمون عصر الصورة ، صحيح أن هناك ملايين الصور المنشورة للقدس لكنها تظل البديل لنا كلنا الذين لا يمكننا زيارة القدس المأسورة ، هذه المجموعة من الصور تهز وجدان العربي حيثما وصل اللسان العربي ..
وأجمل ما شدني للكتاب صور الأسواق والحرف اليدوية التي تستدعي تاريخ القدس بامتياز .. إنها من الصور المؤثرة والتي تنبض بالحياة والذاكرة المقدسية الطيبة في الزمن العربي ، وأقول ،
القدس توحد وجداننا حيثما كنا ، في أي مكان من أرضنا العربية وغير العربية .. اسمحوا لي أخيرا أن أشكر هذا المنتدى الذي أثبت حضورا استثنائيا في مدة زمنية قصيرة ، وأن أبعث بتقديري للسيدة هيفاء البشير وللصديق المبدع عبد الله رضوان الذي يقف وراء هذا العمل بمحبة وإصرار وان أثمن موقف رجل الأعمال السيد مازن أبو نبعه لدعمه لهذا العمل الذي أعلن سعادتي للمشاركة فيه وسلمتم وسلمت القدس .
منتدى الرواد الكبار يصدر كتاب "القدس في صور"
وكان منتدى الرواد الكبار لذاكرة المكان، أصدر كتاب بعنوان "القدس في صور"، ليقدم صورا نادرة للقدس مشفوعة بشرح معلوماتي باللغتين العربية والإنجليزية، ويقع في 246 صفحة، فضلا عن دراسات موثقة قدمها الباحث د.إبراهيم الفني، والباحثة د.هند أبو الشعر.
وجاء الكتاب الذي يخصص ريعه لخدمة كبار السن في جمعية الأسرة البيضاء: دار الضيافة للمسنين ومنتدى الرواد الكبار طبع بدعم من رجل الأعمال الأردني مازن عبدالقادر أبو نبعة، على شكل ألبوم، موثقا لندوة ذاكرة مكان في إطار برنامج المنتدى التوثيقي الثقافي إضافة إلى مشاركات أخرى وشهادات قدمها المشاركون في المائدة المستديرة. المقدمة التي كتبتها رئيسة المنتدى أشارت فيها لأهمية زهرة المدائن، القدس الشريف، "هذه المدينة التي صنعت التاريخ، وصنعها التاريخ أيضاً، فهي نهج الحضارات والثقافات الإنسانية كافة، سماؤها طافحة بأرواح القديسين والشهداء، وصناع الحياة، وحملة الرسالات السماوية، تاريخها عريق، والحروب حولها سجال، منذ أن وطئت الشعوب الكنعانية أرضها، لتأسيس حضارتها الأولى منذ (3500) ق.م، وحتى الراهن، كما أنها أرض المحشر والصعود إلى السماء".
ويضم الكتاب الذي أشرف عليه عبدالله رضوان، وترجم نصه الإنجليزي عودة القضاة، سبق ستة أبواب توثق بالصورة والكلمة لتفاصيل القدس، الباب الأول: مشاهد عامة للقدس، والثاني: مواقع وأمكنة العبادة، والثالث أسواق وحرف، والرابع عمارة القدس، والخامس: زخارف، والسادس بيوتات القدس.
كما بين د.إبراهيم الفني في دراسة مطولة أن "الحفريات الأثرية أرخت القدس عبر ستة آلاف عام من الحضارة، واعتمدت بهذا التاريخ على منهج علمي قاعدته الاستجرافية (علم طبقات الأرض)، والتي بلغت 21 طبقة حضارية، وعبر هذا المنهج نزعنا من الذين أرادوا أن يتملكوا القدس، خصوصية الصراع على القدس دون غيرها من الأرض العربية المحتلة، وهذا تم هل بفعل موقعها الجوهري ومن الأسطورة التي ينتجها الاحتلال حول الملكية، أم بفعل الضعف العربي السياسي؟؟".
ونوه الفني "أن الاهتمام بالقدس أمر عادي لهؤلاء الذين جذبهم الشرق على مر الأزمنة، فكلما عمق البعد الروحاني في التجربة الاعتقاد في المقدس تتقلص أهمية الأشياء والأمكنة، لتصبح فقط مؤشرا للحقيقة الكبرى، أما عندما تذوي تلك الروحانية، فإن الحقيقة الكبرى نفسها تذوي في نفوس البشر، وتصبح الأمكنة والأشياء والرمز معا، ويتهافت البشر على تملكها. م}كدا أن "الحفريات التي جرت في القدس العليا ومنطقة المسجد الأقصى أسفرت عن معطيات هامة حيث وجدنا أن الطبقات الأرضية التي ظهرت في (اوفل) ومنطقة القدس العليا هي منطقة صغيرة ,وان عرضها عبر المقطع الطولي ما بين "60-100م" تدرجها العلوي يبدأ من الشرق للغرب ومن الجنوب باتجاه الشمال, لهذا فان المعماريين اليونان والرومان أقاموا بيوتهم باتجاه الشرق وهذه المنطقة التي كانت ذي نمط معماري هام.
ويلفت الفني أن "الحفريات الإسرائيلية في مجمع المسجد الأقصى تُعري النوايا الإسرائيلية تجاهه: يطرح الإسرائيليون موضوع القدس بطريقة مبرمجة، باعتبارها البقعة التي يرتبط بها تاريخهم منذ ثلاثة آلاف عام.
وقدمت د.هند أبو الشعر دراسة لعنوان "القدس ذاكرة المكان في العهد العثماني"، لافتة أن "للدراسات المقدسية أهمية استثنائية، فهي لنا كلنا، زمن مقدسي، ومن هنا نبدأ بهذه الخصوصية التي لا مثيل لها في أي مكان على سطح هذه المعمورة، إنها اليوم ملاذنا الذي سيحسم الزمن القادم، ومن هنا نبدأ".
وترى أبو الشعر أن "الجغرافيا هي مدخلنا، منهجيتنا تقول بأن المكان بكل تفاصيله يصنع الحدث، والقدس العثمانية التي اخترنا أن نتناولها قريبة منا زمنا وهي ماثلة في المدينة وحاضرة بقوة"، مؤدو أننها ابتعدت في ورقتها عن عن المرحلة التوراتية "كونها تدخلنا في متاهات الأساطير التي ابتدعها العقل الصهيوني المنغلق"، مبينة أن "السجلات العثمانية المتميزة على استعادة الحالة المقدسية بتفاصيلها، بدءا بسجلات المحاكم الشرعية التي يعود أقدمها إلى عام 1523 م، وانتقالا لدفاتر التحرير والمفصل التي تسجل كل ما وجده العثمانيون على الأرض من مرافق وحارات وأهالي وممتلكات، ووقوفا بالسجلات المالية التي تسجل الضرائب وأخيرا سجلات الأوقاف التي حفظت للمقادسة حقوقهم الوقفية، وهذا يعني أننا نجد كما متوازنا من المصادر الرسمية التي حفظتها الدولة العثمانية في أرشيفها، وهو ما يحمد لهذه الدولة في ميزان الدراسات التاريخية".
وتناولت ورقة أبو الشعر "خلاصة الزمن الأيوبي و المملوكي لما يقرب من أربعة قرون، فما وجده العثمانيون على الأرض عندما دخلوا القدس قاموا بتوثيقه في سجلاتهم وخاصة الأوقاف الأيوبية و المملوكية، وهذا يعني أننا نوثق لحالة الوقف المقدسي في العهود الثلاث، ونوثق لزمن متداخل في مرافقه رغم المتغيرات الآنية التي تمثل خصوصية كل زمن".
وتشير أبو الشعر أن "دفاتر الأوقاف في بيت المقدس ظاهرة لها أهمية خاصة في مطلع العهد العثماني تمثلت بتزايد ظاهرة الوقف الذري بين المقادسة خوفا من الاستيلاء على الممتلكات من قبل السلطة، وقد تم وقف البيوت والدكاكين والأسواق والأراضي على الذرية من قبل العديد من العائلات في القدس ومنها، عائلات الدجاني والحسيني والخالدي والعلمي والخليلي والجاعوني والقطب والنشاشيبي والعسلي والدقاق والشهابي وقطينة والنمري وغيرهم من العائلات، ولاحظنا وجود ظاهرة وقف المرأة وتوليها على الأوقاف أحيانا، وتم أيضا وقف مرافق مثل المعاصر ودكاكين الحياكة وصهاريج الماء وهي من أساسيات الحياة في القدس نظرا لندرة المياه كما تم وقف سبل المياه الواردة من عين سلوان ومن برك سليمان".