ألا تعنيكم بطاقة البيان على الوجبات السريعة؟
لماذا تصرف الجهات الرسمية المعنية النظر عن الوجبات السريعة التي تباع في جميع الأماكن المخصصة دون أن يتوفر عليها بطاقة بيان يُسْتَدل منها على تفاصيل المحتويات وعناصر المكونات ونوع الدهون والزيوت المستخدمة والمواد الحافظة والصبغات بالإضافة لتاريخ الإنتاج والانتهاء . ونتساءل هنا: أيجَوز تكييف القانون الذي لا يُجَزَّأ فيُطبق على سِلع ويتم التغاضي عنه في سِلعٍ أخرى مثل الوجبات السريعة والأكلات الجاهزة ؟ وعليه فإن ترك الأمر على ما هو عليه حالياً يدلُّ على ضَربٍ من اللامبالاة، لأن من حق المستهلك أن يعرف عن المواد والمكوِّنات التي دَخلت بالمُنْتَج الغذائي الذي بين يديه ، لإمكانية تواجد مكوِّنات ومواد تؤثر على صحته مع استمرار تناوله لها وتراكمها في جسده ، وقد يسبب بعضها تضارباً مع أدوية يستعملها لأمراض معينة.
ولا بد من لفت الانتباه إلى أن اصطلاح "وجبة جاهزة سريعة" لا يعني أن التهامها سيكون مباشرة لحظة استلامها، فهناك من يُجهز عشرات الوجبات وقد تكون مئات، لتوزع بعد عدة ساعات وأحياناً بعد يومٍ، وذلك لنشاط خارجي معيَّن مثل المخيمات الشبابية والرياضية وما غير ذلك. لذا فإن تدوين تاريخ الصلاحية أو الفترة الزمنية المحددة للاستهلاك وقد تكون لساعاتٍ فقط مسألة في غاية الأهمية.
ومن الضروريِّ أن تحمل البطاقة معلومات عن القِيَمِ الغذائية ونسبة النشويات والبروتينات والدهون والأملاح وما غير ذلك، بالإضافة إلى مقدار السعرات الحرارية. آخذين بعين الاعتبار أن هناك من يتناول عدة وجبات في اليوم الواحد مع ملحقاتها من المقبلات المكتنزة بالمواد الزلالية والمشتقات الحيوانية ، دون أن يدري كم خزن في جسمه من دهون وكولسترول ونشويات وأملاح وسُعرات طاقة وغيرها، حيث يؤدي هذا كما يُحذر الأطباء إلى البدانة وارتفاع الضغط ومشاكل في القلب والدماغ والجهاز الهضمي وهكذا.. كما يفترض تعميم وضع البيانات الغذائية على عبوات الحلويات وتحديد مكوناتها ونسبة السكر والسُّعرات وما إلى ذلك ، ولا يخفى على أحدٍ استخدام الزيوت المُهَدرَجة في الأكلات الجاهزة والحلويات وتكمن الخطورة في احتوائها على "أحماض دهنية متحولة".
إن قيام الجهات المعنية بأخذ عينات للفحص مسألة نقدِّرها، ونُقدِّر حرية الناس في اختيار مأكولاتهم، لكن ما يعنينا جلاء التعتيم والغموض الذي يحيط بما سَبق ذِكرُه وتأثيره على صحة الناس، وانعكاسه أيضاً على ميزانية الدولة ويكفينا من البراهين ذلك الإقبال الشديد على أدوية الدهون والكولسترول والسكري التي تُصرف بدعمٍ شبه كامل ! والغريب وقوف موقف المتفرج مع ازدياد وتفشي تلك الأمراض. وتبقى ملاحظة تتعلق بضرورة مراقبة نِسْبَة المواد المُلوِّنة المستخدَمة في تصنيع أغلب أنواع المشروبات بالإضافة إلى الحَلوَى حيث يصِفها الخبراء "مواد سامة.. مُسَرْطِنَة ". وحسبُنا في الختام ما قالته العرب " رُبَّ أكلةٍ مَنعت أكْلات "!