"ابعاد العهدة العمرية وزيارة البابا" في برنامج عين على القدس
المدينة نيوز:- مقدم برنامج عين على القدس الدكتور وائل عربيات "ان اعيننا ستظل مفتوحة على العهدة العمرية يوم اسندت امانة القدس والمقدسات والاقصى الى امير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب الذي قضى بها افضل عهد واجمل ود بين ساكنيها واقام اتفاقية تعم ولا تخص بقيت تتدارسها الاجيال على مر العصور والتاريخ".
واضاف عربيات في حلقة البرنامج التي بثها التلفزيون الاردني مساء امس بعنوان "ابعاد العهدة العمرية وزيارة البابا" واستضاف خلالها رئيس الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة سمير الحباشنة، ورئيس مركز التعايش الديني الاب نبيل حداد، وعميد كلية الشريعة في الجامعة الدكتور محمد الخطيب، ان العهدة العمرية تؤكد ايضا ان العرب والمسلمين سيبقون اهل القدس وحماتها الى يوم الدين ولن ينسى التاريخ ذلك العدل الذي يشهد به القاصي والداني "بأنه لم يشهد التاريخ حاكما اعدل ولا ارحم من العرب والمسلمين بما قضوه من فتوحات اسلامية فقد استقبل المسيحون والعرب واقاموا فيها العدل والصفح".
واشار الى رفض امير المؤمنين الصلاة بالكنيسة احتراما لها، فصلى بجانبها "حتى لا يأتي زمان فيفهم الاسلام فهما قاصرا فيدعي من تسول له نفسه حقا في اماكن عبادة ليست له"، فكان الرأي، ونعم الرأي الثاقب.. واستمر العهد جيلا بعد جيل الى ان تسلمه جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات، الى ان كانت زيارة الأب فرنسيس الى الاردن "ليبدأ من مملكة صاحب الولاية زيارة للاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية".
وقال الحباشنة "اننا لا نتعايش مع المسيحيين انما نحن نعيش حالة عيش مشترك والعيش بالرضا والقبول"،لافتا الى ان زيارة البابا هي رسالة روحية لحالة النموذج الآن خاصة "اننا نعيش في صراعات مذهبية وعقدية على امتداد الافق العربي".
واستشهد الحباشنة على حالة التعايش الاسلامي المسيحي في الاردن بحادثة قديمة قال فيها "ان قسا يدعى ترسل ترام قس مدينة درهام في الولايات المتحدة الاميركية جاء في سنة 1864 حاجا ومستكشفا فاستقبله احد شيوخ الشمال وهو الشيخ يوسف الشريدة وقام بدعوة وجوه الشمال من مسيحيين ومسلمين، فطلب المسيحيون من القس الاميركي عددا من نسخ الكتاب المقدس فرد عليهم "انكم اميون لا تجيدون القراءة فردوا عليه ان امام المسجد سيقرأ لنا ما به، وهذه دلالة العيش المشترك"، فما حققناه في رسالة عمان هو اشتقاق للعهدة العمرية.
واشار الى ان بداية حج البابا من الاردن هو اعتراف من اعلى شخصية روحية مسيحية بهذا التعايش ويعتبر لقاء ارادات ولقاء فكريا بين النموذج الاسلامي والمسيحي، وهي رسالة لكل العالم الذي يعيش حالة من فقدان الوزن وغياب العقل مما يدور حولنا في الوطن العربي لأننا في الاردن الاكثر انسجاما وتعايشا بين الاديان.
وقال الاب حداد ان الاردن يسجل كل يوم موقفا تاريخيا شرعيا ايمانيا وانسانيا رائعا برعاية القدس وشؤونها، ونحن نرى ضيف جلالة الملك هذا الضيف الذي جاء ونصب خيمته ليكون الاردن اولا، وهذا قدر الاردن ان يبقى اولا وقدر ابناء الارادات الطيبة، وارادة جلالة الملك عبدالله وهو يدعو قداسة البابا وكأن قداسته يربت على اكتاف الاردنيين بقيادتهم وكل مكونات مجتمعه ويقول لهم "بورك هذا الجهد وهذا التلاحم في العلاقة الاسلامية والمسيحية".
واضاف حداد ان هذه العلاقة تستند الى التاريخ، اقدم جماعة مسيحية عربية دون ان ينقطع الوجود المسيحي هنا، ونحن نفخر في أحاديثنا عن العهدة العمرية ونسجل للأردن استقباله مسيحيين من القدس ممن هربوا من الكراهية والاحتماء بالأردن.
وقال ان الارث العربي المسيحي الذي استمر 2000 عام يضعنا في مسؤولية كبيرة تجاه القدس والمقدسات، موضحا ان القدس هي القبلة الاولى للمسيحيين وهي ايضا قبلة المسلمين الاولى، ونقف جميعنا خلف صاحب الوصاية لنقول لكل العالم "اننا لن نتخلى عن القدس ونتوحد مسلمين ومسيحيين في مواجهة أي مؤامرة ضد المقدسات".
وقال حداد ان حج البابا للأردن يعطي رمزية لاهوتية مهمة وكأنه يقول "ان الطريق الى القدس تبدأ من الاردن وهذا ترسيخ هام للدور الهاشمي وشرعيته كسلالة وتاريخ"، مشيرا الى رسالة عمان والاسبوع العالمي للوئام وجائزة الملك عبدالله الثاني للوئام بين الاديان التي ترسخ الدور الاردني في موضوع التعايش بين المسلمين والمسيحيين بعكس ما نراه في بلدان كثيرة.
وقال عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء ليؤم الانبياء بالمسجد الاقصى وكأن المسيح عليه السلام اعطاه واعطى امته من بعده العهدة، وعندما جاء الخليفة عمر بن الخطاب فاتحا وليس غازيا انما جاء بناء على الامانة من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني ان القدس امانة في عنق المسلمين، مشيرا الى ان ابن قيم الجوزية يقول "انني عندما قرأت العهدة العمرية والنصوص العمرية فلم اجد بها شيئا خاصا للمسلمين وانما تتعلق بالحفاظ على حياة المسيحيين وكنائسهم واموالهم وعلى الوجود المسيحي في القدس".
وقال ان المسافة بين المسجد الاقصى وكنيسة القيامة لا تتجاوز عدة امتار وبينهما مسجد عمر وهذا دليل على التوافق بين المسيحيين والمسلمين منذ القدم، مشيرا الى ان آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم "هم الامناء على امانة الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يخص المقدسات"، لافتا الى ان من يقرأ التاريخ الاسلامي سيجده قائما على الحب والوئام والتآلف بين المسلمين والمسيحيين وتقبل الرأي الآخر.
(بترا)