ياسمين طوقان: أسعى لنشر ثقافة فن العمارة الإسلامية وجمالياتها

المدينة نيوز - تستعد الفنانة الشابة ياسمين طوقان لعرض تجربتها الاولى في الفن الاسلامي (زخارف وخطوط ومنمنمات) خلال الفترة المقبلة، فهي منهمكة في هذه الفترة في انجاز التجربة الدقيقة والحساسة، والتي تحتاج الى تركيز عالي لما فيها من تفاصيل تمثل تراث ثقافي وفني نادرا ما يجد محبيه في هذه الفترة، على اهميته والجماليات التي يمثلها للرائي.

تقول ياسمين خريجة كلية الفنون والعمارة الاسلامية لم أكن مقتنعة بهذا التخصص حين التحقت بالكلية، الا ان الامور بعد ذلك تغيرت تماما، وصار هذا الفن يمثل لي طريقة حياة وفكر. الى جانب انه فن جميل وجذاب ومليء بالدقة والتفاصيل، وهذا ما احببته و اصبح يعكس توجهاتي.

وتضيف الفنانة ياسمين شجعني اساتذتي وهم من مختلف الجنسيات، ومختصون في فن الخط العربي والعمارة الاسلامية، حيث درست الى جانب الفنون مواد معمارية متخصصة تدخل في مجال عملي وتشير طوقان هذا الفن خاص جدا، يمثل مرحلة مهمة في الحضارة الاسلامية، وهو غير مكرس في وقتنا الحالي، أو غير مستفاد منه في جوانب حياتنا اليومية، خلافا لما هو عليه الحال في تركيا والمغرب وتونس والاندلس وايران وغيرها من الدول التي اعتمدت عمارتهم وفنونهم على الزخارف والمنمنمات والحرف اليدوية وتقول الفنانة ياسمين زرت خلال دراستي تركيا و اسبانيا، خاصة قصر الحمراء وتونس، وكنت منبهرة لما شاهدته من جمال متنوع في هذا الفن والاهتمام غير العادي من الدول التي ذكرتها. للاسف هنا في مجتمعنا هذا، لم يلق هذا الفن الا القليل من الاهتمام و الرعاية.

وتشير كنت أعتقد حين انهاء دراستي سوف التحق بمكتب هندسي معماري باعتبار ان دراستي اعتمدت كثيرا على مواد معمارية في العمارة الاسلامية، لكن خيبة الامل كانت اكبر بكثير من طموحي، لأن غالبية مكاتب الهندسة المعمارية لا تعتمد اي من جماليات فن العمارة الاسلامية، الى جانب ان خريجي كلية الفنون والعمارة الاسلامية لم يجدوا ضالتهم في تخصصهم المتفرد، هذا الفن يعني لي حياة كاملة. و انا الان اعمل على انجاز معرضي الاول، حيث انجزت جزءا مهما منه، اعمل ما يقارب 8 ساعات يوميا، وهذا يتطلب مني الدقة والصبر.

التفاؤل والامل هما ما تمثله الفنانه الشابة ياسمين لا يوجد خطر على الفن الاسلامي من الزوال، فالبرامج الالكترونية والانترنت ساهموا في تفعيل التواصل بين الفن الاسلامي والمتلقي، كما احلم ان يكون لي مكتب استطيع من خلاله نشر الوعي باهمية الفن الاسلامي والحرف اليدوية، وان اسهم في تكريس الملامح المعمارية والقيمة الجمالية للفن الاسلامي لدى الجمهور. وتوضح في هذا السياق الناس لا يعرفون الكثير عن هذا الفن، رغم انه يلامس ثقافتهم الاسلامية العربية. وفرت الكلية التي درست فيها اهم الخبرات التعليمية والتقنية والمهنية في مجال الفنون والحرف الاسلامية، وهنا وبعد تخرجي اسعى الى التعريف بهذا الفن والى جانب تطوير مهاراتي وموهبتي في الرسم، حيث استعد الان للتحضير لمعرضي الشخصي الاول، وسيحتوي المعرض على انواع مختلفة في الفنون الاسلامية.

 وتطالب الفنانة ياسمين في اعادة الاعتبار الى هذا الفن من خلال المعمار والحرف اليدوية والزخارف تخلو عمارتنا المعاصرة من اي فن اسلامي، او حتى ملامح وجماليات، حيث ترى ذلك واضحا حين تتجول في عمان، خلافا الى العمارة القديمة في المدينة وبعض الاحياء ومنها جبل عمان وجبل اللويبدة ووسط المدينة القديم، وهنا يتحمل المسؤولية اكثر من طرف منهم المكاتب الهندسية المعمارية التي لا تسهم في نشر الوعي المعماري.

ووجهت الفنانة ياسمين في ختام حديثها دعوة الى مكاتب الهندسة المعمارية الى الاستفادة من الخريجين المتخصصين في فنون العمارة الاسلامية، من خلال دمج فكرة هذا الفن بالعمارة الحديثة، واضفاء لمسة جمالية تسهم في تشكيل وعي حسي وبصري مختلف عن السائد في العمارة الحالية والتي تتصف بالهندسة المعمارية الخالية من اي جماليات اسلامية، مما يظلم المدينة وشكل مبانيها وبيوتها واحياءها.

وتؤكد في حال تم الاستفادة من فنون العمارة الاسلامية ينعكس ذلك على جوانب الحياة ويجلب الهدوء والراحة لسكان المدينة، و يصبح هنالك تنوع جمالي يسهم في ابراز المدينة سياحيا وثقافيا، كما ان المطلوب المحافظة على المعمار القديم لمدينة عمان فهو الذي يميزها عن الاحياء الحديثة، ويجعل منها مكانا للجذب السياحي.