مؤتمر تطوير الثانوية .. وتلبية الطموحات

تم نشره السبت 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 09:34 صباحاً
مؤتمر تطوير الثانوية .. وتلبية الطموحات
فيصل تايه

ما يصدر من تصريحات عن المسؤولين التربويين في وزارتنا العتيدة – وزارة التربية والتعليم - يبشرنا بأنها انتهت بالفعل من إعداد الدراسات الخاصة لتطوير مرحلة التعليم الثانوي بكل فروعة سواء الأكاديمية أم المهنية وقد فرغت من تشكيل اللجان التي ستقوم بتنفيذ الخطة الإستراتيجية لتطوير هذه المرحلة والتي تركز علي تحديد مواد دراسية تخصصية تؤهل كل طالب إلي نوع الدراسة الراغب بها من أنواع التعليم‏,‏

 

وما سمعناه أيضا وعلى لسان بعض القيادات التربوية أن الخطة تتضمن إتاحة فرص الالتحاق بالتعليم الثانوي لجميع خريجي المدارس وتحقيق التوازن بين التعليم الثانوي الأكاديمي والمهني ‏.‏

 

وحول تطوير نظام الثانوية العامة سمعنا أن الخطة الإستراتيجية الجديدة وضعت تصورا لتطوير نظام شهادة الثانوية العامة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي يهدف إلي تطوير وتحسين نظام اختبار المواد بالثانوية العامة وطرق التقويم ونظم القبول بالجامعات وبناء اختبارات القدرات للتقويم بدءا من العام القادم‏.‏

 

وبذلك سيصبح هناك تناغم بين القسمين الأدبي والعلمي من خلال وضع مقررات تهدف إلي تضييق الفجوة بين التخصصات وتستهدف تطوير التعليم الثانوي وتحويله إلي نظام مرن وفقا للمتغيرات العالمية المعاصرة وبناء مناهج مشتركة وخطة إستراتيجية للتطوير الفعلي والتي سيتم مناقشتها ضمن المقترحات المعدة لذلك في المؤتمر الخاص لتطوير التعليم الثانوي سيعقد قريبا والذي سيشارك فيه نخبة من الأساتذة والخبراء في مجال التربية والتعليم والرأي العام

 

أما فيما يتعلق بتطوير التعليم المهني فإننا بحاجة إلى وضع عدة معايير لدمج التخصصات المترابطة والتي ترتكز علي المفاهيم الحديثة للتعليم المهني وذلك بتكوين فريق عمل يقوم بوضع دراسة مع نهاية العام الدراسي الحالي لإعادة النظر في التخصصات المتشعبة والمتنوعة بالتعليم المهني وإلغاء مالا يتناسب منها مع حاجة سوق ومتطلبات العصر ودمج التخصصات القريبة في مجموعات تخصصية قليلة العدد‏. والتوسع في التعليم المهني وتقديم نماذج إبداعية لتكون في المستقبل بمثابة أسس لنظام التعليم الثانوي المهني‏.‏

ان مشكلة التعليم الثانوي في الأردن أكبر وأخطر من كونها'‏ ثانوية عامة'‏ فقط ‏..‏ بل قد يكون جمود في نظامنا التعليمي الثانوي .. عن الأخذ بمستحدثات العلم والعصر‏..‏ وانفصاله بالتالي عن متطلبات سوق العمل بصورة جعلته من أكبر مسببات البطالة بالمجتمع ـ والتي تتأزم أكثر لمن لم يلتحق بالجامعة لكون مؤهله الثانوي لا يصلح لأي شيء‏..‏ بما يعنيه ذلك من‏\'‏ ضياع‏\'‏ لعشرات الآلاف بأسرهم سنويا‏.‏من هنا فلا تغيير المقررات‏..‏ أو نظم الامتحانات أو قواعد القبول بالجامعات يمكن أن يغير من هذا الوضع‏..‏ فالسؤال الجوهري هو‏:‏ كيف نجعل من الشهادة الثانوية ثم الجامعية مؤهلا يصلح لسوق العمل؟ بل وكيف نجعل من نظامنا التعليمي ككل باعثا للنهضة والنمو كما بكل دول العالم المتقدم‏..‏ بــدلا من كونه أحد أكبر مسببات أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية

 

إن هناك العديد من المحاور التي يمكن بحثها ومن شأنها النهوض بالتعليم الثانوي .. لعل أبرزها المحور التنظيمي المؤسسي ويتمثل ـ وبلا أي التفاف أو تمييع ـ في ضرورة قيام مجلس مستقل يختص بكل أمور التنشئة والتعليم ‏.‏ يضم إليه خلاصة العقول من المفكرين والتربويين‏..,‏ وتتبعه كافة المؤسسات ذات الصلة .. تعليمية كانت أم إعلامية وثقافية ‏.. وتظافر جهودها بما‏ يلزم أن تتسق أنشطتها جميعا لإستراتيجية إعادة بناء الإنسان .

 

‏ لكن بالنظر إلي أننا أمام مشروع وطني يتعلق ببناء الإنسان بناءً جديداً يتم من خلاله إنقاذ الأجيال ومستقبلها‏..‏ ويعاود وضعها علي خريطة الحياة والتأثير‏..‏

ويخلق قوة دافعة للاقتصاد‏..‏ فيصبح المطلوب منا إعادة توجيه أولوياتنا ومواردنا بالصورة التي تكفل لنا حسن إنجاز هذا المشروع المصيري

 

إن حاجتنا إلى إعادة الهيكلة الشاملة للتعليم الثانوي ‏,‏ وهو تصور ليس بالهين لما سيحتاجه من حوار عميق وتطوير‏..‏ فإعادة صياغة جذرية وشاملة لمنظومة التعليم من كل النواحي يما فيها المقررات والامتحانات والمعلمين ـ ومن قبل ذلك كله ومن بعده في الفلسفة والمفاهيم‏.‏

فهل مستقبل هذا الوطن وشبابه يستحق‏..‏ أم نظل في مكاننا نلف وندور حول الحقائق ومواجهة الواقع؟ وأيهما إذن أكثر كلفة وأفدح ثمنا؟‏!‏‏.

لا نريد من مؤتمرنا القريب صيغ جاهزة للمصادقة عليها .. وتمريرها دون نقاش معمق .. نريد أن نتحاور .. أن نخرج بنتيجة تلبي الطموحات .. لا نريد بحث آلية تخطي الثانوية العامة فقط .. بل نحتاج إلى تطوير الطالب في المرحلة الثانوية أكاديميا ومهنيا ليختار مستقبله بشكل سليم صحيح وبقناعة تامة .. دون ضغوط .. ‏كما أننا بحاجة جادة وملحة لرفع كفاءة معلمي التعليم الثانوي بمختلف فروعه وذلك بإيجاد برامج تدريبية قادرة على بث روح الإبداع والعمل المنسجم مع تطورات العصر وتلبية طموحات جيل الغد .. وربط التدريب بحوافز تشجيعية تلبي رغبات فئة عريضة من كوادرنا التعليمية والذي سيأتي أكله في القريب العاجل وبمتابعات حثيثة من التأهيل التربوي الذي سيلقى على عاتقه حملا كبيراً في متابعة أعمال المعلمين وإرشادهم إلى السبل المثلى في العطاء المهني المتميز .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات