المؤلفة الموسيقية سيما سريّة تنقل سامعيها بعزفها الى افاق رحبة

المدينة نيوز:- " ليس سهلا ان يقوم المرء بالعزف ، فكيف بتأليف الموسيقى ، في مقطوعاتي الموسيقية الثلاث عشرة التي ألفتها اعبر عن اللحظات التي اعيشها من خلال المزج بين الاحساس واللحن العربي والغربي " ..
بهذه العبارة بدأت سيما سرية حديثها لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) حيث تنقل مستمعيها الى آفاق روحية رحبة من مقطوعات صاغتها منذ سنوات , تشد المستمع في درجات من الانفعال حينا , والاسترخاء حينا آخر, والتحليق والتفكر بعيدا , ثم الانجذاب فالتشويق والانبهار , فتأسر سامعيها .
سرية التي تجلس على مقاعد الدراسة في الجامعة الالمانية الاردنية بدات بالعزف في سن التاسعة من عمرها , وبعد ست سنوات غدت مؤلفة لعدد من المقطوعات الموسيقية .
تدرس التصميم والتواصل البصري في الجامعة, فتمزج بين تخصصها والموسيقى التي تؤلفها , وذلك من خلال ادخال موسيقاها في الواجبات الجامعية (الافلام) التي يتطلب تخصصها القيام بها , وتقدمها لزملائها الطلبة الذين يحرصون على ان تكون ضمن واجباتهم لتضفي عليها جمالية رائعة .
رئيسة جمعية (ابداع) مها درويش قالت ان ابداع سيما حدا بالجمعية - وهي غير ربحية تهدف الى دعم المبدعين والمتميزين وانشئت العام 2008 - الى احتضانها منذ السابعة عشرة من عمرها , إذ تم تدريبها على ايدي متخصصين في فن الموسيقى الى ان اصبحت مبدعة في هذا الفن , ما جعل الجمعية تنظم حفلا موسيقيا وامسية خاصة بمؤلفاتها على مسرح الاكاديمية الدولية بمشاركة اوركسترا بقيادة المايسترو الشاب ناجي ناجي .
واضافت انه وفي هذا الحفل الذي اقيم مؤخرا وحضرته مندوبة عن جلالة الملكة نور الحسين , وزيرة الثقافة لانا مامكغ , وجمع عددا من الوزراء وكبار الشخصيات , سيطرت روعة الحانها على المكان , فساد الصمت حينا والتصفيق والتحية الحارة لها حينا آخر .
وتحدثت سيما عن مقطوعاتها الموسيقية التي الفتها وهي : مقطوعة (ايمان) التي تعبر فيها عما قدمه والداها لها مهند سريّة وجولي الصاحب من دعم كبير منذ اليوم الاول الذي بدات فيه بالعزف , وبقدرتها على التميز والابداع , إذ اكدا " ان دعمنا لـسيما منقطع النظير وسيبقى ما حيينا " .
واشارت الى مقطوعتها ( آمال , بديعة ) , اسما جدتيها اللتين تحبهما كثيرا , اذ ان جدتها بديعة التي فارقت الحياة كانت اهدتها قبل اثني عشر عاما آلة ( بيانو) ولا زالت تعزف عليه , أما جدتها آمال الصاحب , فقالت "اشعر وكأنني مديرة لاعمالها إذ انني اتابعها يوميا واقدم لها كل الدعم واتابع كل ما تعزفه واشجعها دائما على التميز وسعيدة بما وصلت اليه من ابداع ".
كا تحدثت عن مقطوعتها (حنين ) التي تعبر فيها عن الاغتراب عن الوطن , والشعور الذي ينتاب المغترب شوقا لوطنه , حيث تنتقل بهذه المقطوعة من الشعور بالشوق , الى الشعور بالفرح حين العودة الى الوطن ولقاء الاهل والاحبة .
كما ان لعمان حبا كبيرا في قلب سيما , لهذا ألفت مقطوعة موسيقية مهداة كما اشارت الى العاصمة الحبيبة بعنوان ( ذكريات عمان ) تحدثت انغامها عما تمتاز به عمان من حضارة ضاربة في التاريخ وعراقة اصيلة عابقة في الوجدان , في حين تذهب مقطوعتها (هروب) كما قالت الى ذاك العالم المريح عبر انغام تسترخي معها النفس لما تعبر الحانها عن الانتقال من العالم الواقعي الى آخر مليء بالراحة والهدوء .
واضافت : اما مقطوعة (قوة الشباب ) فهي مفعمة بالحركة والعنفوان وتعبر عن القوة الكامنة في الشباب وبقدرتهم على التغيير والتطوير نحو الافضل وعليهم تقع مسؤولية الارتقاء بانفسهم والبيئة المحيطة بهم , فيما يشدنا لحن مقطوعة ( قصة حياتنا ) فنفرح ثم نحزن ثم نفرح .... وهكذا , اذ تعبر من خلالها عن تلك المحطات التي يمر بها الانسان في حياته فتكون سعيدة تارة ثم حزينة تارة اخرى .
هدفها الاول والاخير كما قالت سيما هو ان يستمتع الناس بعزفها , حيث ان سعادتها الحقيقية تكون عندما تعبر عن افكارها من خلال تلك السلالم الموسيقية المصطفة في آلة البيانو , وتتطلع الى مزيد من الاهتمام بفن الموسيقى وتنظر لأن يكون جمهوره اكثر مما هو حاليا , ولا يُنظر اليه على انه فن رفاهية كما يعتقد الكثيرون , بل فن يأتي في مقدمة الفنون ويحمل رسالة لها تأثيرها .