كلمة رئيس مجلس النواب المهندس الطراونه في المؤتمر الرابع لحزب جبهة العمل الاسلامي

المدينة نيوز :- قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، "إننا نعيش في بلد ظل راسخا وسط اقليم مضطرب رغم اننا نتعرض للاخطار منذ مطلع القرن الماضي".
واضاف المهندس الطراونة في كلمة القاها في المؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الاسلامي الذي بدأ اعماله في عمان اليوم السبت، "إن الظروف من حولنا تحيط بنا كحزام النار وكنا اول المتأثرين بتداعيات ماجرى ويجري، وآخر من يصلهم الغوث العربي في ازماتهم".
واكد أن نظامنا السياسي بقي الشاهد على ان الاستقامة في الوطنية والثبات على المبدأ والهوية "هما صمام أمان المحافظة على الوحدة الوطنية وسلامة امن واستقرار وطننا"، مشيرا الى "إننا شهدنا في السنوات الاخيرة أزمات اكتوينا بلسعات نارها حتى بلغنا الربيع العربي الذي ارتد عن اهدافه واصبح عنوانا للفوضى العربية وعنوانا لنهر دم جديد".
واشار الى حكمة القيادة الاردنية وحزمها في ضبط معادلة تطبيقات الاصلاحات المتدرجة والتعامل مع الحراك الشعبي والشبابي بوعي.
واوضح الطراونة، أنه وبصرف النظر عن تقييمنا لما بلغناه من اصلاح وما قطعناه من خطوات، فإن من الواجب ان نتفق على ان ما نعيشه من نعمة الامن والاستقرار مع قدسية حقن الدماء بيننا وبقاء خلافاتنا في مربع العمل السياسي دون ان يتطور الخلاف الى اشكال وابعاد خطيرة، هو انجاز نسجله لنظامنا السياسي ولوعي تجربتنا السياسية التي بدأت مبكرا من القرن الماضي وشارك فيها الجميع برغبة ومسؤولية.
واكد ضرورة اعادة تقييم مواقفنا في المرحلة السابقة لصالح تجنب الاخطاء واستكمال مسيرة الاصلاح والتحديث والتطوير التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في ظل توافق الجميع وبعيدا عن الاقصاء والتهميش والاستعلاء والابتزاز والتهديد.
واعتبر رئيس مجلس النواب، ان جماعة الاخوان المسلمين بقيت حالة نموذجية في العمل التنظيمي المسؤول وكان لها دور جوهري في حياتنا السياسية على مر سنوات، وظلت تجربتها ومشاركتها شاهدا على ان العمل الحزبي يكون مؤثرا متى ما كان منظما.
واضاف "لذلك قد يكون هناك سعي للاستفادة من هذه التجربة، لكن مع التخلي عن سلبياتها في الاستئثار والسيطرة والانانية في الاستحواذ على الساحة السياسية لأننا نريد ان نتمسك بقيم التعددية." ولفت الى انه "ومثلما كان على الحكومات مسؤولية التقصير من جانب، كان على الحركة الاسلامية مسؤولية التعنت وعدم ابداء المرونة واحيانا الاستقواء والذهاب لهوامش الحرد السياسي الذي جاء في غير محله، فأضاع عليها وعلينا فرصة التشاركية والمسؤولية في الخروج من ازمة عنق الزجاجة بمنافع كثيرة وبالسرعة المطلوبة، ما ادخلنا في ازمة مشاركة شعبية في اتخاذ القرار وازمة في ضعف الثقة بسبب ارخائكم حبلا من الجدال طويلا استنزف منا الجهد والوقت دون اي نتاج".
ودعا الطروانة، الى بناء تصور مستقبلي لطبيعة العلاقة بين المكونات السياسية في البلاد والدخول الى غرف الحوار ولكن من دون اي شروط مسبقة واي اتهامات وسوء ظن في نية اي طرف.
وقال إننا اليوم على مشارف استكمال مسيرتنا السياسية عبر اقرار مشاريع قوانين مرتبطة بالاصلاح الاقتصادي والسياسي، ما يتطلب منا "التفاهم على شكل مستقبلنا وحصة الاجيال من عملنا دون ان تتوقف مسيرتنا الاصلاحية بفعل احداث الاقليم من حولنا"، مؤكدا انه إن كان الامن أولا فالإصلاح هو اولوية دائمة، وعلى الجميع العودة الى طاولة الحوار لأن لدينا اليوم مسؤولية التعبير عن تطلعات شعبنا.
وقال" وتذكروا إن كان عندكم مأخذ على شكل ومضمون الحياة السياسية في البلاد، فعليكم انتم ايضا مأخذ في مواقع استفردتم بها، فكان من تجربة نقابة المعلمين وتجربة اتحاد طلبة الجامعة الاردنية ما يؤكد ان التعددية السياسية هي ضمان قبول الجميع بمخرجات العملية الديمقراطية