إسرقوا و إصرفوا ... بس لا تشتغلوا صح

تم نشره الإثنين 30 حزيران / يونيو 2014 11:09 مساءً
إسرقوا و إصرفوا ... بس لا تشتغلوا صح
غاندي أبو شرار

’’هل لدى حكومتنا الرشيدة الجرأة لفتح باب المسائلة المالية داخل الأحزاب السياسية ؟ أم أنها تؤمن فعلاً بأن الوضع الحالي القائم أفضل بالنسبة لها حتى لا تعمل بشكل منظم ؟ ’’
ذلك هو لسان حال حكومتنا الرشيدة عندما يتسبّب إهمالها و تقصيرها في المسائلة و المراقبة لأوجه الإنفاق المالي داخل بعض أحزابنا السياسية , في نشوء بعض حالات الإعتداء على مخصصات الحزب المالية و حدوث تجاوزات و ممارسات غير شفافة يمارسها بعض المعنين داخل بعض أحزابنا .
الظاهرة هنا غير عامة خصوصاً لدى الأحزاب التي تمارس نوعاً من الضّبط و الشفافيّة الداخليّة حتى و إن تقاعست الحكومة عن أداء دورها الوظيفي و الإفتراضي في مراقبة و مسائلة المعنيّن , كجهة مانحة بالإنابة عن أموال الشعب الأردني, و لكنها قد تكون ظاهرة شبه عامة داخل الاحزاب الفردية غير المؤسسيّة .
و الغريب أن تجد من بين هؤلاء من يدّعي النزاهة و لا غرابة أن ترى ذلك الإدعاء يقوده لحد المطالبة بمحاسبة الفاسدين , و لكنه للأسف , لا يقف مع نفسه لبرهةٍ واحدةٍ من الزمن ليسئلها عن مدى قانونية تصرفاته أو نزاهة سلوكه و ممارساته .
إن غياب العمل المؤسسي داخل الأحزاب الفردية , إلى جانب وجود الإهمال الحكومي الواضح , بالإضافة إلى ترسّيخ مفهوم " الأب الروحي المؤسس للحزب " داخل تلك الاحزاب الفردية , سمح لهؤلاء بتقرير أوجه الإنفاق داخل أحزابهم بما يرونه هم مناسباً لا بما تمليه مصلحة الحزب عليهم أو تمليه مصلحة المجتمع , كل ذلك لإعتبارات خاصة غايتها حب الظهور و المشاركة و الوصول إلى منصب سياسي يشعرون أنهم يستحقونه نظير تأسيسهم لذلك الحزب و بإعتباره جُزءٌ من ممتلكاتهم الخاصة , و أنه بات حق مكتسب لهم .
الحكومة أهملت هذا الجانب الهام من وظيفتها و سمحت بترهُّلها البيروقراطي في حدوث العديد من التجاوزات غير القانونية من قبل بعض اصحاب النفوس المريضة داخل بعض أحزابنا السياسيّة , مكتفيّةً ببضع ورقات سنويّة " الميزانية العامة " أعدت بطريقة شبه محكمة , تستقبلها دونما اي إهتمام واضح لمعرفة مدى صحة أو عدم صحة الأرقام التي إحتوتها .
لا أعتقد أن حكومتنا الرشيدة غافلة عن حدوث مثل تلك التجاوزات المالية داخل بعض الأحزاب , و لكن على الأغلب هي تؤيد ذلك ضمنيّاً , فذلك الوضع أفضل بالنسبة لها من أن يكون الحزب منظّماً و مؤسسيّاً , حتى لا يفكر بالعمل الجدي و يتحول إلى مصدر قلقٍ و إزعاج لها , و لسان حالها يقول : خذوا أكثر من ذلك و أنفقوا كيفما شئتم , و لكن أبقوا على وضعكم الذي أنتم عليه , و لا تفكروا بالعمل مطلقاً.
و على ما أعتقد و جل المطّلعين بالعمل الحزبي يُشاطرني ذلك الإعتقاد , بأنه لم نرى أو نسمع مطلقاً أن حكومتنا الرشيدة طرقت يوماً ما أبواب أحزابنا لهذا الغرض بالذات , أو طلبت منهم أي مراجعة تفصيلية أو فاتورة واحدة على الأقل و لو من باب إدعائها بتطبيق مبدأ المراقبة و المسائلة على المال العام .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات