الصحافة الإلكترونية: عندما تصدر الصحيفة كل ثانية
إنها تجربةٌ تستحق الاهتمام والرصد، وهي تحتاجُ تقييما موضوعياً وتقويماً بهدف التطوير والوصول إلى أقصى درجات المهنية في العمل الإعلامي الإلكتروني.
التجربة بدأت وتكاثرت بسرعة، ولا بد من التعاون بين هذه المواقع والتخصص بهدف جلاء الحقيقة ونقل الخبر بطريقة متوازنة وطرح القضايا التي تهم الوطن والمواطن والأُمة.
في عصر الإعلام الإلكتروني، وحيث أصبحت الصحيفة تصدر في كل ثانيةٍ، لم يعد الكثيرون منا ينتظرون الصحف الورقية لمعرفة الأخبار وقراءة التحليلات، لذا يجب على الصحف المطبوعة أن تواكب الثورة الرقمية لأنها إما ان تستفيد منها فتبقى، وإما أن تفشل في التعامل معها فتندثر، والمكابرة لن تؤدي إلى نتائج إيجابية.
ولي نصائح لجميع المواقع التي اختارت المضيَّ في الطريق الصعب، أرجو أن تساهم في الإرتقاء بالمستوى المهني، وبالقرّاء والمضمون، وهي أن تكون الحقيقة والإستقصاء والموضوعية مبادئ للعمل وليس الإثارة أو الإستهداف والمبالغة، فبذلك تُصبحُ فضاءات الإنترنت سلطةً يحسبُ لها المواطن والمسؤول ألف حساب وحساب.
ولأنها تصدر في كل ثانية، فعليها أن تنتقي الخبر أو المقال، أو القضية، أو الصورة، أو التحليل بكل عنايةٍ ومسؤولية. وحتى لا تفقد مستواها أو تتراجع فعليها أن تقطع الطريق على \"خفافيش الظلام\" وهم فئة المعلقين الذي ينحدرون بالحياة والإنسان إلى أسفل سافلين، وعليها أن تراجع المقال وتعتني باللغة وأن تعمد إلى تصويب الخطأ إذا ظهر، وأن تسعى لتجويد المنتج الإعلامي شكلاً ومضموناً ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
وهناك دعوة إلى عدم مجاراة كل الأذواق، فهناك مواقع متخصصة \"للفنانين\" و\"الرياضة\" و \"التسلية\" وغيرها وهناك منتديات فيها من كل لونٍ ولون، فليس المطلوب من المواقع الإخبارية اجتذاب كل القرّاء بل القارئ المهتم الراشد، أما أن تكون المواقع الإخبارية مثل \"المولات\" تحتوي كل شيء فهذا غيرُ مطلوبٍ ولا هو صحيّ وسيؤثر حتماً على جودة محتواها وجمهورها.
التجربة تسيرُ للأمام، والفضاء يتسعُ الجميع، دون إنكارٍ لحق أحدٍ في المنافسة والتميز بهدفٍ واحد يجتمع عليه الجميع ولا يتفرقون، وهو المصلحة وإظهار الحقيقة والتعبير عن نبض الناس.