وزيرة الثقافة تشارك بجلسة فكرية بالشارقة حول تنوع الثقافات
![وزيرة الثقافة تشارك بجلسة فكرية بالشارقة حول تنوع الثقافات وزيرة الثقافة تشارك بجلسة فكرية بالشارقة حول تنوع الثقافات](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/705e59c8491a67389c8c3442cc6f31c7.jpg)
المدينة نيوز:- استعرضت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ جوانب من التجربة الأردنية في التعامل مع الثقافات، وأكدت أن الأردن ومنذ استقلاله ظل يرحب بالآخر، سواءً كان قادماً إليه من دول ومناطق قريبة أو بعيدة جغرافياً وعمل على احتواء ثقافته وتقاليده وعاداته ودمجها مع الثقافة الأردنية التي شكلت حاضنة لمختلف الثقافات التي ترجع إليها مكونات النسيج الاجتماعي الأردني.
واوضحت الوزيرة خلال مشاركتها في ثالث أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي ان الاردن ادرك منذ وقت مبكر بأن تعدد الهويات الإنسانية يحقق التناغم والإنسجام، ولا يؤدي بالضرورة إلى الفرقة والتناحر، مشيرة إلى أن الأوضاع السياسية التي شهدها الوطن العربي في السنوات الأخيرة أضرت بالتوافق الذي كان سائداً في مختلف المجتمعات العربية، وقادت عددا من الشعوب نحو الإنكفاء على ذاتها وهو ما كشف عن نعرات مذهبية وطائفية أضرت ببنية هذه المجتمعات.
واشارت في الجلسة التي حملت عنوان (حوار الثقافات) أدارها الإعلامي تركي الدخيل وشارك فيها الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الصادق الفقيه والمحامي ووزير الداخلية والبلديات اللبناني الأسبق زياد بارود والروائية التركية أليف شفق الى ان حوار الثقافات بات يشكل دعوة لاحترام الآخر وتقبّل الثقافات الأخرى.
واكدت أن الهوية الإسلامية تعتبر جزءاً أصيلاً من الموروث الثقافي الذي عاشته الشعوب في كل الدول العربية ، وظلت هذه الهوية على الدوام حافزاً للتواصل والحوار مع مختلف الطوائف والأعراق التي شكلت الحضارة الإسلامية وبثت فيها مقومات الاستمرار على مدار قرون عديدة.
وفي محاولة للوقوف على أهم الأسباب التي أدت إلى غياب ثقافة الحوار في الحياة المعاصرة، اعتبرت الوزيرة الحوار وسيلة للتواصل مع الآخر، ووصفته بأنه سلوك ينشأ ويتعايش معه الإنسان، وليس مهارة يمكن اكتسابها فجأة، لذلك فإن التقصير في نشر هذه الثقافة وتعزيزها في المجتمعات العربية يرجع أساساً إلى غيابها عن البيوت ، حيث لم يتعود الأطفال على مشاهدة الحوار كسلوك يومي من قبل الآباء والأمهات في علاقتهما ببعضهما البعض وكذلك في تواصلهما مع أبنائهما، وهو ما جعل الأسرة تتعود على رفض الآخر، وعدم احترام أو تقبّل فكرة وجود رأي آخر، يجب منحه الفرصة للتعبير عن وجهة نظره في مختلف الأمور.
وطالبت مامكغ الأسرة العربية بإعادة التركيز على القيم الإنسانية في تربيتها لأبنائها وفي حوارها معهم، مع الاهتمام بمساعدة الأطفال والشباب على تحقيق ذاتهم حتى لا يصبحوا (فريسة) سهلة للتطرف، إضافة إلى تعويد أفراد الأسرة على قبول الآخر، ومنحهم الحرية لإبداء الرأي وإبراز نقاط الالتقاء التي تجمع بين البشر كافة، على اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم.
واشادت بهذا الخصوص بدور الأدب المترجم في إبراز جماليات القيم الإنسانية لمختلف شعوب العالم والتي تساعد في تذليل العقبات التي تعترض حوار الحضارات وتسهم في جعل العالم أكثر توافقاً وتصالحاً مع مختلف مكوناته من الشعوب والدول والحضارات .
(بترا )