"السمبوسة".. جوهرة الموائد الرمضانية
المدينة نيوز:- لا يبدأ شهر رمضان الكريم في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، حتى تبدأ الاستعدادات الخاصة له، كبقية دول العالم الإسلامي التي يكتسي فيها الشهر الفضيل خصوصية عالية، تتمثل في تقاليد وطقوس لا يخلو منها بيت خليجي، خاصة المتعلقة بالنمط الغذائي الخاص بالموائد الرمضانية.
وفي دول الخليج العربية عرفت "السبموسة" أو "السمبوسك"، أنها جوهرة المائدة الرمضانية، إذ تعد أحد أهم مكونات الإفطار لدى الأسر، وتستعد العائلات مبكرا لصناعة ما تعمر به مائدتها من السمبوسة، حيث تحرص كل أسرة على شراء اللحم الخالي من العظم، وأوراق لف السمبوسة لإعداد كفايتهم.
جوهرة المائدة هذه، هي عبارة عن عجينة خاصة تحشى غالبا باللحم، أو الخضار أو الجن وتكون مقلية أو معدة عن طريق الفرن.
وباعتبارها أحد الأطعمة المرتبطة برمضان، إذ تظهر بظهوره وتختفي بنهاية الشهر الكريم، فإن جل السيدات يتفنن في إعدادها بشكل متقن، من خلال اختيار نوع عجينة اللف، وحسن اختيار اللحوم والأجبان والخضروات التي تحشى بها، حيث يفخر كل بيت خليجي بالسمبوسة التي تعد فيه خاصة أثناء اجتماعات الإفطار العائلية.
ولأهمية السمبوسة على المائدة فإن بعض البيوتات المنشغلة في رمضان، أو الأفراد الذين لا تسمح لهم ظروف عملهم بصناعتها في منازلهم، فإنهم يلجأون إلى شراء السمبوسة من بائعها، وهو ما تقوم به بعض السيدات والأفراد الذين ينشؤون تجارة السمبوسة المربحة في الشهر الفضيل.
وفي السنوات الأخيرة وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، يلاحظ المتابع انتشار إعلانات بيع السمبوسة بشكل واسع، حيث تباع وتشترى بكميات. فتلجأ بعض السيدات وربات البيوت لشراء كمية معدة قبل الطهي بين حين وآخر وتجميدها، وتحضير ما تحتاجه الأسرة منها كل يوم، كما يلجأ البعض لشرائها معدة وجاهزة لإفطار يومهم.
وفي الإعلانات التي انتشرت في السنوات القليلة الماضية، تحتدم المنافسة بشكل كبير، فتسمع عن "سمبوسة أم محمد في الرياض"، أو سمبوسة أم محمود" في الشرقية، وهكذا.
وفي المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، تنتشر عربات وأكشاك بيع السمبوسة في كثير من الأزقة والأحياء بعد صلاة العصر مباشرة. إذ لا يخل شارع صغر أم كبر من أكشاك تتنافس في بيع أجود أنواعها. إذ تساعد هذه التجارة بشكل كبير بعض الأسر محدودة الدخل.
ورغم لذتها وعشق الناس وارتباطهم بها في رمضان إلا أن من المهم الاعتدال في تناولها، بسبب السعرات الحرارية المرتفعة فيها، فالسمبوسة تتكون من الطحين والأجبان واللحوم والزبدة والزيت، ولذا فهي خليط من النشويات والبروتين والدهون.
في النهاية ورغم انتشار جوهرة المائدة والتي تعددت أنواعها، ونسبت لأكثر من ثقافة وبلد، إلا أن الكثيرين ذهبوا إلى أن السمبوسة هندية الأصل، ومن هنالك انتقلت إلى اليمن وعموم دول الخليج العربي.
" سكاي نيوز "