اعلان انتهاء المرحلة الاولى لحملة التلقيح لشلل الاطفال في الاقليم
المدينة نيوز:- أعلنت منظمتا الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والصحة العالمية عن انتهاء المرحلة الأولى لأكبر حملة تلقيح ضد شلل الأطفال استهدفت اكثر من 25 مليون طفل دون سن الخامسة في سبع دول في الشرق الاوسط.
وقالت المنظمتان في بيان صحفي مشترك الاربعاء ان المرحلة الاولى من التلقيح تعد اكبر حملة نُظمت في تاريخ الشرق الأوسط، اذ غطت 37 جولة تلقيح في سبع دول هي سوريا والعراق، ومصر، والأردن، ولبنان، وفلسطين وتركيا.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ماريا كالفيس "بالرغم من التحديات الهائلة والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة فقد تم تلقيح الأطفال من ثلاث إلى ست مرات".
واضافت ان هذا يعطي بصيصاً من الأمل ويعود الكثير من الفضل في ذلك إلى آلاف الأبطال المجهولين من الأخصائيين الصحيين والمتطوعين الملتزمين الذين تولوا هذه المهمة الشاقة في جميع أرجاء المنطقة وداخل سوريا، حيث تعرضوا للأخطار من أجل توفير اللقاح ضد شلل الأطفال".
وعزا تقرير صدر عن المنظمتين اليوم الاربعاء عودة ظهور شلل الأطفال في سوريا بعد غياب 14 عاما إلى عدة عوامل منها تعطُل برامج التحصين الروتينية، والضرر الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الصحية، والنزوح المستمر للسكان داخل سوريا وعبر حدودها، وعدم قدرة الوصول إلى جميع الأطفال .
واشار التقرير إلى أن تغطية التلقيح ضد شلل الأطفال انخفضت بشكل كبير في سوريا من 99 في المائة إلى 52 في المائة وأن على الأقل 60 في المائة من المستشفيات في سوريا تضررت أو تدمرت وأن أقل من ثلث سيارات الإسعاف العامة لا تزال تعمل، كما تعطلت إمدادات اللقاح ومركبات الخدمات ومعدات التبريد تماماً أو أنها ضاعت.
وفي هذا الصدد يقول مدير استئصال شلل الأطفال والدعم في حالات الطوارئ من منظمة الصحة العالمية كريس ماهر "شقّ شلل الأطفال طريقه مرة أخرى إلى سوريا، ليزيد من الكارثة الإنسانية الموجودة أصلاً".
واضاف "نحن في وضع يتوجب علينا العمل ضمن موارد محدودة جداً للتصدي لعدو كانت هذه المنطقة قد نسيته منذ وقت طويل؛ وهو عدو لا يعرف حدوداً أو نقاط تفتيش، وبوسعه أن ينتقل بسرعة وأن يصيب الأطفال ليس في داخل سوريا الممزقة من الحرب فحسب وإنما في المنطقة كلها".
ويحتاج الآن أكثر من 5ر6 مليون طفل سوري للمساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، وفي داخل سوريا يعيش 765 الف طفل دون سن الخامسة في مناطق من الصعب الوصول إليها، والتي يجعل فيها النزاع والقيود من توصيل المساعدات الانسانية بما فيها اللقاحات بشكل منتظم امراً في غاية الصعوبة.
واوصى التقرير باتخاذ عدة تدابير للقضاء على انتشار مرض شلل الأطفال في المنطقة منها إتاحة القدرة الفورية والكاملة على الوصول إلى الأطفال دون سن الخامسة داخل سوريا وضمان المرور الآمن لأخصائيّي الصحة وحماية المركبات الطبية ومعدات التبريد الأخرى .
وتضمنت التوصيات ايضا نشر الوعي حول شلل الأطفال والحاجة لتلقيح جميع الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء المنطقة عدة مرات وتأمين التمويل اللازم من اجل إجراء جولات متكررة للتلقيح حتى نهاية عام 2014.
يشار الى ان 36 طفلا في سوريا فقدوا القدرة على الحركة بسبب شلل الأطفال، وقبل عودة ظهور المرض لم يتم تسجيل أي حالة في منذ ًعام 1999 ولا يزال احتمال انتقال المرض إلى دول الجوار كبيراً.
وكانت وزارة الصحة العراقية اعلنت في 30 آذار الماضي تفشي شلل الأطفال عندما تم الكشف عن حالة لدى طفل في منطقة الرصافة في العاصمة بغداد، وتم بعدها تأكيد اكتشاف حالة ثانية، مثلما تم الكشف عن فيروسات شلل أطفال ناشئة من باكستان في عينات أخذت من المجاري و في مصر وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة .
واكد البيان ان المنظمتين ستنظمان المزيد من حملات التحصين ضد شلل الأطفال بشكل متكرر في شتى أنحاء المنطقة.-(بترا)