تحذير من تدهور الاوضاع الانسانية لسكان قطاع غزة
المدينة نيوز - ناشد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية العدوانية للقوات الإسرائيلية الحربية المحتلة.
ودعا المركز في بيان صحفي تلقاه مراسل (بترا) في غزة إلى توفير الحماية للسكان المدنيين من عواقب الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الإنساني الدولي، بما فيها عمليات القتل والتدمير واسع النطاق للممتلكات والأعيان المدنية.
كما دعا المركز المجتمع الدولي وكافة أجهزة الأمم المتحدة المتخصصة ووكالاتها لاتخاذ كافة الإجراءات من أجل وقف عمليات التهجير القسري الجماعي لسكان القطاع المدنيين، والتي تنفذها القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة بإتباعها سياسة الأرض المحروقة في كافة أنحاء قطاع غزة منذ الأسبوع الأول للعدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع. وحذر المركز من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للسكان الذين باتوا بلا مأوى، أو افترشوا الأرض في مراكز الإيواء التي افتتحتها الوكالة لهم في مدارسها، ووسط ظروف تتردى فيها أوضاعهم الإنسانية، وبشكل يذكر تلك العائلات بالنكبة الفلسطينية في العام 1948.
واشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وفقاً لمتابعته، وفي ظل استمرار العدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع، منذ 8/7/2014، الى ان مئات الآلاف من السكان اضطروا إلى إخلاء منازلهم قسراً، خاصة مع إعلان القوات الحربية المحتلة عن بدء العمليات البرية في القطاع، منذ ليلة الخميس، الموافق 17/7/2014. وقد خلفت الأعمال العدوانية للقوات الإسرائيلية المحتلة الجوية، البحرية والبرية انتهاكات جسيمة، ترتقي لكونها جرائم حرب منظمة، دماراً واسعاً وشاملاً للمنشآت المدنية، بما فيها آلاف المنازل السكنية والمرافق الحيوية الرئيسة كإمدادات المياه والكهرباء والمرافق الصحية ومرافق الخدمات الحيوية اللازمة لحياة السكان المدنيين.
وحسب المعلومات التي جمعها المركز، فقد أخلى أكثر من 300.000 فلسطيني منازلهم في أماكن سكنهم، وذلك بسبب العمليات الحربية التي أدت إلى دمار واسع في المباني السكنية في كافة أحياء، قرى، مخيمات ومدن القطاع، أو خشية من تعرض منازلهم للتدمير بسبب قصف منشآت أو منازل أخرى مجاورة منوها الى انه وفقاً لمصادر وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى(UNRWA)، بلغ عدد النازحين أكثر من 118.000 فلسطيني من سكان القطاع، ويتوزعون على 77 مدرسة للوكالة الدولية في كافة محافظات القطاع، رغم أن الطاقة القصوى الاستيعابية للأونروا لا تزيد عن 85.000 نازح. واشار الى ان هؤلاء النازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، يكابدون أوضاعاً إنسانية سيئة، تفتقر للحد الأدنى من المستويات المعيشية اللائقة، حيث يعانون من نقص شديد في الطعام، ومياه الشرب النظيفة وخدمات الصحة البيئية.
من ناحية أخرى، قال المركز انه رصد باحثوه في كافة محافظات القطاع، حالات نزوح لعشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية في القطاع، والعديد من الأحياء التي تعرضت للهجمات الحربية الإسرائيلية والتدمير الواسع النطاق للمنازل، إلى منازل أقاربهم في وسط مدن القطاع في ظل انقطاع السبل بهم، وبعد أن وصلوا هرباً من عمليات القصف الجوي والبري والبحري للقوات الحربية الإسرائيلية المحتلة.