بانوراما إنجازات الأردن في المعلوماتيّة
المدينة نيوز :- في صورة عامة، يميل الأردن إلى اعتبار نفسه أحد مراكز الإنجاز في المعلوماتيّة والاتّصالات في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ مستهل القرن الحادي والعشرين، اعتمد الأردن مقاربة منهجيّة في التعامل مع مُركّب المعلومات - الاتّصال المعاصر.
واستندت تلك المقاربة الى تفاعل مستمر بين المؤسسات الرسمية من جهة، والقطاع الخاص بما فيه الشركات العالميّة العملاقة التي تقود ثورة المعلوماتيّة والاتّصالات. وفي الذاكرة أن الأردن كان في طليعة بلدان المنطقة التي ركّزت على مفهوم الجاهزية المعلوماتيّة Informatics Preparedness، بل إنه سار فيها على هدي دراسات أكاديميّة متينة وفقا للحياة اللندنية.
وأجرى وزير الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط أخيراً جردة واسعة لمُنجزات الأردن في المعلوماتيّة والاتّصالات. واستضاف الوزير عدداً من الصحافيين ليبحث معهم تلك الجردة الموسّعة، في حضور مندوب وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني ومدير عام «وكالة الأنباء الأردنيّة» الزميل فيصل الشبول.
وفي استعراض بانورامي، بيّن سليط أن السياسة العامة للحكومة ارتكزت الى التعاون مع القطاع الخاص وصولاً إلى إدخال خدمات الجيل الرابع للخليوي ومجموعة متطوّرة من تقنيّات المعلوماتيّة والشبكات الرقميّة المتقدّمة. ولفت إلى الاهتمام الرسمي أيضاً بتطوير البنية الإلكترونيّة التحتيّة وبرنامج الحكومة الذكيّة.
وأشار إلى وصول نسبة مستخدمي الهاتف الخليوي إلى 156 في المئة من السكان، والإنترنت إلى 73 في المئة منهم، ما يشير إلى أهمية الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات للمجتمع الأردني، واستعداد المواطن للاعتماد على التكنولوجيا والسماح بتغلغلها في حياته اليومية، ما جعلهما أساساً في تحقيق جوانب التنمية الاقتصاديّة.
ولفت إلى الاتفاق مع شركة «زين» على إدخال خدمات الجيل الرابع من شبكات الخليوي قبل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى بناء منصة حكوميّة بتقنية «حوسبة السحاب» تعتبر أولى في المنطقة.
وبيّن سليط أن الأردن تقدّم في العام 2014 إلى المركز الـ 79 في «مؤشر تطوّر الحكومة الإلكترونيّة» المعتمد من قِبَل الأمم المتحدة، فيما قفز إلى المركز 71 في «مؤشر المشاركة الإلكترونيّة» متقدّماً 30 مرتبة عن الترتيب السابق للمؤشّر ذاته في العام 2012.
وعزا الوزير ذلك التقدّم إلى برنامج الحكومة الإلكترونيّة الذي ساهم في زيادة الخدمات الإلكترونيّة المقدمة عبر البوابة الرقميّة للحكومة، منوّهاً بتفعيل المشاركة الإلكترونيّة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتوقّع سليط أن تشهد السنوات القادمة تقدّماً ملحوظاً في تلك المؤشرات، بالترافق مع إنجاز مشاريع كبرى عبر برنامج شبكة الألياف الضوئيّة وزيادة خدمات الحكومة الإلكترونيّة.
البوابة ذكيّة والبطاقة أيضاً!
واستفاض سليط في الحديث عن إنجازات برنامج الحكومة الإلكترونيّة الذي يشمل خدمات إلكترونيّة تتصل بالحصول على تراخيص لمزاولة المهن، وسجّلات الإقامة ودخول الحدود، وربط مؤسسات حكوميّة مع «مركز الاتّصال الوطني». وبيّن أيضاً أن العمل جارٍ على ربط 20 مؤسسة حكومية بذلك المركز.
وأشار إلى بدء العمل على بوابة الحكومة الإلكترونيّة التفاعليّة، عبر طرح مناقصة لإنشائها، متوقعّاً أن تصبح نقطة نفاذ مركزية الى الخدمات الحكومية الإلكترونيّة.
وأوضح سليط أن مزايا تلك البوابة التفاعليّة تشمل تمكين المواطن من إنشاء صفحة خاصة به تشير إلى الخدمات الحكوميّة التي يتعامل معها، وإنشاء نظام دخول موحّد للمواقع الحكوميّة كافة، وصنع منصة لاستضافة تطبيقات الأجهزة الذكيّة، وإنشاء منصة مماثلة للبيانات المفتوحة، وربط تقديم الخدمات بالخريطة الجغرافية وغيرها.
وتناول سليط أيضاً برنامج تدريب خريجي قطاع الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات، مبيّناً أن البرنامج يهدف إلى تدريب الخريجين وتوفير مهارات تساهم في تخفيف البطالة بينهم، وإكسابهم خبرة عملية، وتأهيلهم للعمل في عوالم المعلوماتية والاتصالات.
وكذلك أوضح سليط أن البرنامج نفسه يتضمّن تدريب قرابة 500 شخص سنويّاً، مشيراً إلى أن عدد المستفيدين من البرنامج وصل إلى قرابة 2000 متدرب يتوزّعون على 81 شركة في القطاع الخاص.
ولفت إلى أن البرنامج عمل على تدريب 90 خريجاً جامعيّاً من أبناء المحافظات منذ بداية العام الجاري.
وامتد حديث الوزير سليط ليشمل مشروع «البطاقة الذكيّة» التي يتوقع أن تكون بديلاً من بطاقة الأحوال المدنيّة، لكنها تتمتع بمستوى أعلى في حماية المعلومات المثبّتة عليها وهي تشمل البصمة والتوقيع الرقميين.
واعتبر أيضاً أن تلك البطاقة تؤمن للحكومة تخفيضاً كبيراً في الجهد والأموال، كما ترفع جودة تقديم خدمات رسميّة متنوّعة كالانتخاب والتأمين الصحي والدعم الحكومي وغيرها.
ولفت إلى أن البطاقة الذكيّة تفتح الباب أيضاً أمام تعديل المعلومات الموضوعة عليها، ما يمكّن المواطن من مواكبة التطور المستمر والسريع للتكنولوجيا، كما توسّع التفاعل بين المواطن والحكومة، عبر زيادة الشفافية ورفع ثقة المواطن بالإجراءات الحكوميّة. وفي لفتة شكر، أوضح سليط أن مشروع البطاقة الذكيّة جاء عبر منحة من دولة الإمارات العربية المتحدة.