وتحلّق الصغار، في صباح أول أيام عيد الفطر على شكل دوائر، وهم يركلون كرة صغيرة حمراء اللون، قالت أم أحدهم لوكالة الأناضول، إنهم يركلون من خلالها "الحزن" الدفين الذي أصابهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ"22" على التوالي.
وحولّ الأطفال النازحون ساحات مدارس الإيواء إلى ملاعب، وملاهي، يبحثون من خلال مساحاتها الصغيرة عن فرح غيّبت ملامحه القصف الإسرائيلي، الذي جعل من أكثرهم أيتاما، وأحال بيوتهم إلى كتل من الدمار والخراب.
وتنادي" مروة الكفارنة" (45 عاما)، على بائع يجر عربة خشبيّة صغيرة، تعلوها "البالونات" و"الألعاب"، لشراء ما يبعث الفرح في نفوس الأطفال النازحين.
وتقول كفارنة لوكالة الأناضول:" الحرب لم تدع لنا مساحة للفرح، لكن نحاول أن نسرق بعض الابتسامات، حتى لو من تحت الركام، والأنقاض، لقد اشترينا للصغار هنا بعض الملابس الجديدة، فجميع حاجياتنا اندثرت تحت البيوت المقصوفة، أخبرناهم أنها (كسوة العيد)".
ورغم كل الجراح التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية، يرى الخمسيني، سعد حمدان في العيد هدية من السماء، تستحق من النازحين أن يتعالوا على جراحهم وأحزانهم.
ويُضيف لوكالة الأناضول وهو يُشير بيده إلى نسوة يصنعّن كعك العيد:" إننا شعب نحب الحياة، ونريد أن نعيش بكرامة، إسرائيل قتلت فينا الفرح، لكن سنبحث عن الابتسامة ولو من وسط الأنقاض".
واختفت من شوارع قطاع غزة، مظاهر العيد، وضجيج العائلات التي تصطحب أطفالها، للملاهي والحدائق، بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتواصل القصف في أول أيام العيد.
ويعيش النازحون (180 ألف نازح وفق إحصائيات لمؤسسات حقوقية)، في مدارس الإيواء، بعد تدمير بيوتهم شرق وشمال قطاع غزة.
وكانت الفصائل توافقت على تهدئة انسانية لمدة 24 ساعة تبدأ الساعة الثانية من ظهر أمس بمبادرة أممية، غير أن إسرائيل لم تقبلها.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن إسرائيل لا تزال ترفض أي تهدئة إنسانية مرتبطة بعيد الفطر".
ومنذ الـ 7 يوليو/تموز الجاري، تشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، أسفرت حتى صباح اليوم الاثنين، إلى مقتل 1035شهيداً، و6233 جريحا، آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
في المقابل، قتل 43 جندياً وضابطًا إسرائيليا وثلاثة مدنيين، حسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 93 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.
(الاناضول)